الجزء الأخير

1K 63 14
                                    

عادا الى ذات الفندق الذي كانا يقطنان فيه حيث انه لازال مفتوحا رغم الاصلاحات التي تجرا فيه بعد الفوضى التي عمت المكان.
بينما كانت جلنار تكاد تطير من شدة فرحها و تثرثر و هي تحوم في الغرفة كان سيف يتظاهر بالبرود بينما كان يشتعل من الداخل.
انه يشعر بنكران للجميل
بالخيانة
انها ترغب بالخلاص بفارغ الصبر، ترغب بالعودة الى والدها غير مكترثة مان ستنفصل عنه
ربما اخطأ في ظنه انها تبادله نفس الشعور فلا يبدو عليها الاكتراث حقا.
كان يظن بأنها تحبه و بأنها تكن له المشاعر، ربما هذا كله مجرد اعتياد عليه و رغبتها في حمايته لها ليس الا.
نظر اليها و كيف السعادة تشع من عينيها.
ربما، ربما و ربما
ماعليه فعله هو سوا الانتظار حتى ينتهي كل شي
قد تكون مشاعره تجاهها غير حقيقية ايضا رغم انه لا مجال لذلك لكن سينتظر على الأقل كي يصفو ذهنها و تستقر في حياتها من جديد حتى يستطيع الاعتراف لها و تستطيع هي أن تعطيه الجواب.
زفر بحده لتنتبه له
" ما الأمر هل هناك ما يضايقك "
هز رأسه نافيا ليدخل دورة المياه ليستحم بماء دافئ عسى ان يكون كفيلا بان يريح رأسه من هذه الأفكار.

حين خرج و جدها تغط في نوم عميق و شعر بالارتياح لاجل ذلك. استلقا موليا اياها ظهره و هو يتمنى قبل أن يغمض عينيه بأن تنجح المداهمه و يقبض على زعماء العصابه ليرتاح من هذا الأمر برمته فقد طال الأمر و انهك كثيرا.
و حين اسدل جفنيه شعر باصابعها الدافئه تتلمس ظهره العاري تنتقل من اكتافه حتى أسفل ظهره لتهمس بألم و هي ترى الكدمات
" لقد ضربوك كثيرا "
تابعت و يدها تعبر الى البقعة المزرقة على خصره
" خفت كثيرا أن يقتلوك أمام عيني دون أن أستطيع فعل شيء لك "
و ضعت جبينها على ظهره باكيه
" كنت قتلت نفسي قبل أن يفعلو ذلك بك "
أخذ نفسا بعدم رضا و هو يعتدل جالسا
" ماهذا الكلام يا جلنار؟ متى ستتوقفين عن لوم نفسك"
جلست و هي تنظر اليه بعينين تملؤها الدموع
" لكنهم كانو سيقتلونك بسببي "
قال بانفعال و نفاذ صبر
" أليست حمايتك هي المهمة الموكلة الي من قبل والدك ؟ اليس علي أن أحميك و أن أضحي من أجل ذلك ؟ انه عملي و هذا واجبي كفي عن النحيب و لوم نفسك "
تجمدت الدموع في محاجرها و هي تنظر اليه مصدومه. و دون أن تقول أي شي استلقت مولية اياه ظهرها و غطت نفسها حتى رأسها دون أن تصدر أي صوت.
شتم في سرره لانه انفعل عليها لكنها حقا لا تتوقف عن ذلك و هو لا يستطيع تحمل رؤية دموعها و تعذيب نفسها، قلبه لا يقوا على ذلك. كما تمنيها للموت امامه ازعجه كثيرا.
لقد بدأ يضجر من هذا الوضع حقا. الا انه بدأ يشعر بتأنيب الضمير على تصرفه معها، لقد كانت قلقة عليه و خائفة.
التفت ينظر اليها، لا تستحق بأن تنام مكسورة الخاطر.
اقترب منها ليضمها من فوق الغطاء هامسا لها
" أنا أيضا كنت خائفا حد الموت عليكي جلنار "
شعر باسترخائها بين ذراعيه لتتسل الى شفتيه ابتسامة ارتياح.
" تصبحين على خير "
ليعود و يوليها ظهره فالوضع بينهما بدأ يزداد خطورة.

في انتظار المستحيل ... مكتملةWhere stories live. Discover now