حوار وقح.

2K 153 18
                                    

رينا نوفمبر 2020:

"هيا". قالت ميلينا تلوح لي، بينما سبقنا أليكس للداخل .

حسنا... لماذا أنا هنا؟
من أجل ميلينا.
لذلك لن أهتم لشيء آخر، أنا لست ضعيفة.
ذكرتُ نفسي بكلام أمي، 'ارفعي رأسك، امشي باسقامة، و تذكري دائما، ستكونين بخير حتى لو لم تعجبي الآخرين، أنتِ هي أنتِ'.
هدأت تلقائيا بعد ترديد هذه الجملة.
أول مرة أخبرتني أمي بها، حين كنت ذاهبة للمرة الأولى للمدرسة، ولم أفهمها جيدا في ذلك الوقت، لكنها هدأتني ومفعولها سائرا حتى الآن، ما زالت أمي ترعاني بدفئها حتى وهي غير موجودة ...

عندما دخلت كان أليكس قد جلس على إحدى الطاولات و بجانبه مارك، لذلك فضلت عدم الذهاب إليها، لكن ميلينا أمسكت يدي وجرتني نحوهم .

تركتني أمامهم:"انتظريني هنا ريثما أعود".

جلست بطبيعية، لا أريد أن أبدو محرجة أمامه.
لكن كما يبدو أن مارك لا يمكنه فعل المثل، إذ أن تقطيبة واضحة ظهرت بين حاجبيه، ووقف بسرعة يبتعد عن الطاولة عدة خطوات قليلة .
لقد طفح كيلي من وقاحته!
وقفت أقترب قليلا نحوه، وقلت محاولة إخراج أكثر نبرة باردة :"ألا يمكنك أن تكون لبقا قليلا؟ هل هذا صعب للغاية؟"

"ماذا؟" سأل باستغراب .

نظرت لتعابيره، لقد توقعت أن يغضب أو يتجاهلني ربما، لكن يبدو متفاجئا حقا، مما أربكني قليلا، فعدت للجلوس :"انس الأمر ".
لست أنوي افتعال شجار معه على أي حال .

أخبرني أليكس :"لا تعتبري الأمر شخصي، إنه هكذا مع الجميع".

- أعلم، و لكن هذا ليس مبررا لأبقى صامتة أمام أفعاله.

رفع يديه باستسلام:"حسنا لديك حق، أتعلمين، إنه ليس شخصا سيء، لكن أعتقد أنه أصبح على هذه الحال بسبب ما مر به سابقا".

أمأت بصمت. فهمس أليكس بمرح مغيرا الجو :"أنظري للجالسين خلفنا، تلك التي ترمق الجميع وكأنها تنظر لفضلاتها تكون عمتي، أما الأخرى التي ترتدي وكأن زفافها اليوم هي ابنتها ".

نظرت نحوهم ببطؤ، كانت المرأة المسنة تنظر لي بعبوس، فأشحت بوجهي بسرعة أكتم ضحكتي على تشبيهه .

أتت السيدة جوليا، ألقت السلام عليّ وجلست معنا، توجه لها أليكس :"أمي، هل كل شيء على ما يرام؟"

رمقته بنظرة ذات معنى :"إلى الآن".

لم أفهم ما يرمون إليه ولكن شعرت بأنه شيء خاص، فحاولت إبقاء نفسي مشغولة بالنظر للأماكن الأخرى.

عادت ميلينا ومعها السيدة كلارك.
جلسوا معنا نتبادل الأحاديث، بوسعي استنتاج أن أليكس ورث روح الدعابة من والدته، إنها مرحة ولطيفة، أما والده وبالرغم من أنني قابلته مرة واحدة، شعرت بأنه جدّي أكثر من المطلوب وذو أخلاق صعبة. إنه أخ ماركوس ماذا سيكون غير ذلك .

BLODREINA | بلودريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن