'الرسالة الرابعة'

252 12 0
                                    

"تغاضوا عن الاخطاء الاملائية..."
الاسم: لا يجب ان تعرفه.
سن الانتحار: 19 عاماً.
السبب: الادمان.
القصة؟
كانت حياتي سعيدة لا استطيع انكار هذا.. كنت احيا حياة الرفاهية فعائلتي كانت غنية كثيراً.. دخلت المدرسة واصبح الجميع اصدقائي في ثوان..كبرت سريعاً واصبحت في الثامنة عشر من عمري.. اخبرني اصدقائي انه لا بأس ان اعرف فتاة ونتقابل كثيرا وان اضع يدي عليها او اعانقها او حتى ان انام معها! بل اخبروني انهم فعلوا هذا كثيرا مع العديد مع الفتيات وعندما ينتهوا من اخذ ما يريدونه منها يعطوها الكثير من الاموال حتى لا تخبر احد!..اعجبتني الفكرة كثيراً وخاصةً انني كنت احب فتاة معنا في الصف .. دائماً ترتدي چيبة قصيرة وقميص المدرسة ودائماً ما تترك الزرار الاول مفتوحاً فيبان رقبتها بأكملها شعرها كان اسود شديد السواد كعينيها .. كانت عندما تنحني لجلب شئ من الارض ينحني اصدقائي وينظرون لساقها كنت اريد ضربهم بشدة لكن مع الوقت اصبحت افعل مثلهم...حتى اخبرتهم في مرة انني احب هذه الفتاة واتمنى النوم بجانبها كما يفعلون هم! .. فأخبروني انه يجب اولاً ان اجعلها تقع بحبي ثم استدرجها لشقة مشبوهة واخبروني عنوانها وافعل ما اشاء هناك..وبالفعل بدأت بالتقرب منها لم يكن صعباً ان اجعلها تقع بحبي يكفي ان اخبرها انا ابن مَن وستقع بحبي فوراً...اصبحنا نتقابل كثيراً بعد المدرسة كنت انتظرها في مكان خالي من اي شئ يمكنه الافشاء بنا كالكاميرات والبشر! ومن ثم اعانقها بشدة والف ذراعي حول خصرها وادفن رأسي في شعرها الطويل واوقات اقبلها بين شفتيها .. حتى جاء اليوم واخبرتها ان لدي صديق  وسنذهب سوياً لأنه مريض بشدة فوافقت فوراً..كان واضحاً انها تعلم انها ليست إلا خدعة مني حتى تأتي معي الى الشقة ليس إلا ... اخذت من ابي ما لا يقل من مائتي الف بحجة انني سأسهر مع اصدقائي فوافق فوراً وذهبت للشقة قبلها واعطيت مالكها خمسون الف .. ذهبت لجلبها للشقة فهي لا تعلم عنوانها ودخلت الشقة رأتها خالية فقالت لي
"فين صاحبك العيان دا؟!"
نظرت لها ثم ابتسمت
"صاحبي؟! متعمليش فيها مش فاهمة حاجة!"
دخلت بها غرفة كان يتوسطها فراش كبير فدفعتها ووقعت على الفراش وخلعت ملابسي كما فعلت هي الاخرى ... صراحةً تمنيت ان اراها عارية منذ ان عرفتها كانت اجمل بكثير!... مر وقت طويل لم احسبه بعدما انتهيت و وقفت وارتديت ملابسي سألتها
"عايزة كام وتسكتي؟!"
"مية وخمسين"
عقدت حاجبي ثم قلت
"بس؟!"
"مية وخمسين الف!"
تنهدت قبل ان اناولها حقيبة مليئة بما طلبته فوقفت واخذتها مني ثم قالت
"Bye Bebe"
وفتحت باب الشقة وذهبت
ارتميت على الفراش ونظرت للسقف ثم شردت بذهني فيما حدث وضميري يأنبني كثيراً..كل شئ في هذا العالم يمكنك شرائه فقط بالمال!..حتى الفتيات يقومون ببيع عذريتهم من اجل المال!! ... الجشع والفقر سيئان! .. تنهدت قبل ان اقف واسلم المفتاح لصاحب الشقة واتوجه الى المنزل...
في اليوم التالي اخبرت اصدقائي بما حدث ونظروا لي بفخر .. اخبرونني انهم سيقومون بسهرة قريباً وبها الكثير من الفتيات وانني مدعو..لم ارفض بالطبع وافقت وجاء وقت الحفلة الذي كان بعد اسبوعان .. كان صوت الموسيقى صاخب للغاية ظللت ابحث عن اصدقائي حتى وجدتهم جالسين وبجانبهم 5 فتيات عاريات الصدر وملابسهم ضيقة وقصيرة للغاية فجلست بجانبهم واشار واحد منهم لواحدة و وقفت ورائي واخذت تدلك كتفي وناولني احد اصدقائي سيجارة قائلا
"طبعاً عمرك ما جربت السيجارة قبل كدا فخد دي وهنمشي معاك واحدة واحدة"
تناولتها منه وبدأت بسحب نفس عميق بدأت في السعال لكنني اعتدت عليها سريعاً
"ايه بعدها؟"
"حاجات اكبر..مخدرات مثلا؟"
"ممممم"
قلتها ثم امسكت بيد الفتاة واجلستها بجانبي و وضعت يدي على كتفها ثم قلت
"عايز اجرب"
"ما قولتلك بالتدريج!"
وضعت رأسي على كتف الفتاة ودفنت رأسي في شعرها
"واضح انها عجبتك"
ابتعدت عنها ثم قلت
"مش موضوعنا عايز اجرب!"
"خلاص هديك حاجة خفيفة"
قالها ثم اعطاني سيجارة اخرى لكنها كانت اكبر قليلا
"ايه دي سيجارة!"
"لا مش سيجارة خد بس جرب وقولي رأيك!''
سحبت نفس عميق واخرجته ببطء وكررت هذا لمرات حتى انتهت .. لم اشعر بأي شئ قط شعرت انني غبت عن الوعي .... استيقظت ورأسي يؤلمني بشدة شعرت بدوار خفيف ونظرت حولي اين انا؟! نظرت بجانبي وجدت فتاة عارية كدت ايقظها لكنني تذكرت ما حدث امس لكنني لم اتذكر ما حدث بعدما تناولت هذه السيجارة .. وقفت وارتديت ملابسي وذهبت سريعاً قبل ان يراني احد .. مر اسبوع على هذه السهرة واخبروني ان هناك سهرة اكبر من هذه بعد اسبوعان وانني مدعو بالطبع وافقت وجاء موعد الحفلة وذهبت وجلست بينهم .. جلبوا لي فتاتان لكنني رفضت هذا وتعجبوا من تصرفي وخاصةً عندما قلت
" لا لا مش عايز دا عايز التاني"
"مخدرات؟"
"ايوة طبعا هو فيه حاجة غيرها!"
ابتسموا ونظروا لي وناولني احدهم ثلاث اقراص
"ايه دا دوا!"
"تؤتؤ دا مش دوا .. جربه بس وهتشوف!"
تناولته وسريعا ما تحول العالم حولي لم اشعر بأي شئ حولي او اي شئ حدث بعدها .. استيقظت اليوم التالي وكان اعجابي بالموضوع يزيد يوماً بعد يوم وخاصةً انني اصبحت اطلبه منهم يومياً احببت الموضوع كثيراً وادمنته .. كانت المخدرات لدي اهم من الفتيات الموجودات بكثير.... عشقتها كانت هي فتاتي التي اسهر معها! ... دخلت الجامعة لا اعرف كيف لكن بالطبع ابي دفع كي لا ارسب.. جاء يوم مولدي وقمت بدعوة الجميع وخاصةً اصدقائي واخبرتهم بجلب المخدرات معهم لأن والداي واخوتي لن يسهروا معي بل سيذهبون سريعاً... وبالفعل جائوا وكانت حفلة كبيرة تناولت العديد من انواع المخدرات وقتها وذهبت دماغي بعيداً بعيداً جداً لم اشعر سوى بصوت الفتاة الرقيق الجالسة بجانبي ورأسي فوق كتفها .... افقت على صفعة شديدة من والدي نظرت حولي لم ادرك ما حدث او يحدث لكن ما ادركته هو هذه الجملة
"هتمشي برة البيت انت وصحابك الصايعين دول ومشوفش وشك هنا تاني ولا انا ابوك ولا ليك عيلة من اساسه!!"
لم اجب عليه فقط ذهبت لملمت بعض ملابسي بعدم وعي ولحسن حظي اخذت الفيزا الخاصة بي وخرجت خارج المنزل غير مدرك لما حدث الا عندما وجدت نفسي امام منزل صديقي وعندما افقت وادركت ما حدث اخبرته ورده كان صادماً
"يعني معاك فلوس ولا لا؟!"
"معايا مش اكتر من 100 الف في الفيزا!"
"لا كدا يا حبيبي اتكل على الله كدا وامشي شوف حد تاني ياخدك عنده!''
شعرت بالإهانة لكنني كان يجب ان اذهب لأحد منهم الاربعة لأنني لا استطيع الحياة بدون المخدرات!! .. ذهبت الى الثاني والثالث وفعلوا نفس الشئ قاموا بطردي..اتجهت الى منزل التاني كان اقلنا مكانة ومالاً كان يسكن في حي رديئ وعندما اخبرته بالمال الذي معي وافق فوراً على ان ابيت معه بشرط ان يجلب لي المخدرات يومياً ... عشت معه لمدة سنة بأكملها لم يسأل والدي ابداً عني .. واصبحت المخدرات كالماء لي .. اصبحت انحل من ذي قبل واصبح لدي هالات سوداء تحت عيني.. استطعت الحياة بالمال الموجود بالفيزا لمدة سنة مع هذا الصديق..لكن عندما انتهى المال لم اخبره لكنه بدأ يسألني واخبرته بالحقيقة لكنه لم يتركني بالمنزل ليلة اخرى! طردني كالكلاب ... ماذا سأفعل الان! كيف سأصل للمخدرات الان!! كان السؤال الوحيد بعقلي كيف سأصل للمخدرات وليس كيف سأعيش!..جلست بجانب النهر كنت اشبه بالمتسول .. كنت اتألم كثيراً اتألم بشدة!! رأسي يؤلمني كثيراً .. قد ابيع روحي من اجل قرص مخدرات واحد!...جسدي يؤلمني كأن روحي تخرج من جسدي!! .. بدأت اشعر بالدماء التي تجري في عروقي بدأت بالحك بشدة اردت ان تقف الدماء في عروقي حتى لا اشعر بهذا الشعور.. كنت جائع بشدة ... لكن احتياجي للمخدرات كان اكثر بكثير!! جسدي يحتاجه .. عقلي يحتاجه..روحي تحتاجه.. الالم لا استطيع تحمله ... نظرت للنهر من بعيد اقتربت منه اكثر .. قررت الانتحار فالموت لن يكون بنفس هذا الالم الذي اشعر به! ... قفزت في النهر نظرت حولي رأيت سمكة تعوم بجانبي لم اكترث لها لكنني ندمت على اليوم الذي عرفت به المخدرات والذي دخلت به هذه المدرسة من الاساس!..وكرهت العالم بشدة بسببها لأنها كانت العالم بالنسبة لي!.. لكنني نادم بشدة نادم كثيراً!.
•••••
لماذا يندم الجميع بعد فوات الاوان؟
لماذا يبكي الجميع ويعرف قيمة الشئ بعد فقدانه؟
لماذا البشر مُهْمِلون؟
لماذا يؤذي البشر بعضهم البعض؟
لماذا يفعل الانسان الشئ الخطأ على الرغم من انه يعلم انه خطأ؟
لماذا العالم سئ؟
لماذا العالم قاسي بشدة؟..
•••

رسائل منتحر| suicide's messagesWhere stories live. Discover now