الفصل الخامس و الأربعون

79.1K 3.3K 219
                                    

#الفصل_الخامس_والأربعون
#إمبراطورية_الرجال

استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

جلست على مكتبها بعدما دلف "خالد" لمكتبـه ، شاردة ،تائهة...كل المعارك تمر بخاطرها...تنعت نفسها تارة بالغباء...وتعطي العذر لنفسها تارة أخرى...كل شيء أصبح أمامهـا معكر لا رؤية واضحة له...
أغمضت عينيها الباكية في تضرع إلى رب العالمين كي ينير بصيرتها للقرار السليم بهذا الموقف...أضاء هاتفها فجأة فتطلعت بالرقم المتصل في دهشة...لم تكن المرة الأولى التي تُهاتفها للي ولكنّ الآن وكأن هذا الأتصال الأجابة على دعوتها فأجابت بلهفة وهي تحاول أن تهدأ قليلًا وأجابت :-
_ الحمد لله أنك اتصلتي يا للي
قالت للي وظنت أن سبب هذه النبرة المرتعشة لربما يعود لآسر وآخر المستجدات بعلاقتهما فقالت :- اكيد حصل حاجة النهاردة! والله حسيت وحبيت اطمن عليكِ ، ها إيه اللي حصل ؟
استجمعت سما قوتها لتروي ما حدث مع خالد حتى بدأت بالحديث واستمرت تتحدث بصوت خافت لتنتهي بعد ما يقرب من العشر دقائق....قالت للي بعصبية :- ده المتوقع من واحد زي خالد ، كلام وجيه كله طلع صح
تحدثت سما بحيرة علها تجد مخرج :- قوليلي اعمل إيه حاسه أني تايهة !
صمتت للي للحظات ثم قالت بمحاولة أن تجد حل مناسب دون أضرار :-
_ لازم وجيه يعرف ، بس الأول لازم تمسكي على خالد دليل ، ممكن يكدبك لو قولتي الحقيقة وأنتِ مش معاكي دليل ضده....
قالت سما بقوة :- خالد معاه فيديو لجاسر ، ده دليل
اعترضت للي وقالت :- مش كفاية ، لأن ممكن يكون عامل حسابه وخفاه من الفون أو عمله بكلمة سر ما يبانش...
قالت سما بتوتر :- طب اعمل إيه ؟ مستحيل أوافق على الخطوبة دي
أجابت للي وما تبقى غير هذا الخيار أمامها :-
_ قولي لجاسر اللي حصل ، لأنه كمان لو ده ماضيه يبقى لازم جميلة تعرف الحقيقة قبل الجواز وتقرر...
هزت سما رأسها بموافقة وقالت :-
_ صح عندك حق....طالما جاسر هو سبب التوهة دي يبقى هو اللي يحلها بس هكلمه أزاي من غير جميلة ما تعرف ؟! انا مش عايزاها تعرف دلوقتي ولسه الموضوع ما اتحلش !
قالت للي بعد لحظات تفكير :- هكلم جميلة وأقولها أني مريضة ومحتجاها جانبي ، بصي هتصرف ودقايق وهرجع اكلمك تاني...
وافقت سما وانتهى الأتصال......
مرت لحظات ثِقال عليهـا حتى بدأ يعود إليها اليأس لتباغتها " للي" بأتصال مرة أخرى وأخبرتها :-
_ جميلة طلعت من الشركة وجيالي....استأذني أنتِ كمان وكأنك تعبانة وروحي ليوسف انا كلمت حميدة وفهمتها ، هتلاقيهم مستنينك في مكتب يوسف دلوقتي...
ترددت سما في السؤال ولكنها قالته بارتباك :- هو آسر معاهم ؟
اجابت للي بابتسامة طافت رغما على ثغرها وقالت بصدق :- مش عارفة ، بس ممكن تلاقيه..
سرت قشعريرة بجسد سما وشيء يغوص بأعماقها من التوتر ثم انتهى الأتصال....مرت لحظات حتى استطاعت أن تنهض ودلفت لمكتب خالد لتستأذن منه.....
تطلع بها خالد بنظرة ضيقة غامضة ثم قال :- أي لعب من ورايا مش هيفيدك ، أنا عارف أن جاسر عامل نفسه الملاك البريء قدام خطيبته ، فكري في صاحبتك..
قالت سما ببعض التلعثم :- انا محتاجة أفكر بهدوء ، أنت وترتني بأسلوبك.
نهض خالد من مقعده واقترب إليها قائًلا بنظرة غريبة :-
_ تعرفي أنك ساعات بتعجبيني !! بحب الميكس اللي في عنيكي من شقاوة وكسوف ، ساعات بفكر بجد أني اتجوزك مش مجرد لعبة !
صرت سما على اسنانها بقوة حتى لا تثور غاضبة بوجهه فصمتت رغما عنها...استطرد خالد بابتسامة خبيثة :-
_ بصراحة آسر غبي أنه فرط فيكِ ، مش لأنك الأحلى ، لأنك ضعيفة...وأنا بعشق البنت الضعيفة قدامي....بتجذبني
تنفست سما بحدة وقالت بغضب :- أنا مش ضعيفة ولا عمري هكون ضعيفة...والانسان المريض بعقله هو اللي بيحب يستضعف الناس اللي حواليه ، واللي بيشوفه قوي بيحقد عليه وبيغير منه
اشتعلت عين خالد بالعنف وقال :- تقصدي آسر ؟! رغم أنه معقد بس كلكم بتحبوه ، حتى أبويا وأمي بيحبوه ودايمًا كانوا بيقارنوني بيه هو وولاد عمامه...أنا بكرهم كلهم وبحتقرهم ، أنا محدش أحسن مني !
نظرت له سما بعمق وفهمت السبب خلف هذا الكره وقالت :-
_ دلوقتي فهمت أنت بتعمل كده ليه ، أنت مسكين ومحتاج تتعالج نفسي !
اقترب إليها بنظرة شرسة فركضت حتى باب المكتب ولكنه اغلق الباب حتى ابتعدت والتمعت عينيها كهرة خائفة فقال خالد وبدت ملامحه غريبة وكأنه مصاب بالجنون :- متخافيش أنا مش هأذيكي طول ما أنتِ معايا ، بس لو بقيتي معاه هقتلك ، مش هخليه يتهنى بيكِ
اشتدت عينيها برعب من تعابير وجهه التي وكأنها تحولت للشيطانية فتابع بضحكة :- عايزة تبعدي موافق ، بس ماتبقيش معاه ، ماهو يأما معايا أو مع غيري أنما آسر لأ
تمتمت وهي ترتجف رعبا :- أنت مجنون ومش طبيعي!!
خالد بسخرية :- آه مجنون...لما بشوف حاجة معاه بتجن ، اشمعنى هو معاه كل حاجة !
هتفت سما بغضب وقالت :- معاه ايه ؟! ده اتيتم من صغره ولا فضله لا أب ولا أم ، وبعدين اشمعنى آسر اللي بتعمله كده بالذات ؟!
هتف خالد بشراسة :- لأن من صغرنا وهو اكتر واحد بيقارنوني بيه ، آسر اشطر منك ! مؤدب اكتر ، محترم اكتر ، اذكى اكتر ،ناجح اكتر.....كل ذنبي أني انا وهو في نفس السن وحتى نفس المدرسة ونفس الكلية ! مليون مرة حاولت اتفوق عليه معرفتش ! ومليون مرة شوفت في عيون أهلي أنهم كانوا يتمنوا لو يكون هو اللي ابنهم....أنا ما اخترتش اكرهه ، هما السبب

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمWhere stories live. Discover now