37

23.4K 914 53
                                    

( 37 )

_ حرة ! _

لم تكن هناك طريقة أخرى، لكي يجبرها على العودة معه، لأنها أبت بشدة.. حتى عندما علمت بخبر حملها

رفضت قبول دعوته القسرية، فما كان منه إلا أن ألقاها على كتفه، أمام أعين صديقتها التي لم تجسر على النطق بكلمة.. حتى عندما خرج بها هكذا من منزلها، ثم وضعها بسيارته و أحكم حولها حزام الأمان

ظلت تصرخ طيلة الطريق و لم تصمت حتى و هو يلج بها إلى منزل العائلة حاملًا إياها بنفس الطريقة المضحكة.. كانت لتكون هكذا في ظرف آخر !

كان يستمع إلى سيل إهاناتها غير مبالٍ، إلى أن إستوقفه صوت أمه فجأة :

-هـــاشم !!!

يلتفت "هاشم" نحوها فورًا و هو يحكم قبضته على "فرح" لئلا تسقط أو تفلت منه ...

لم يكد يرد عليها، ليجدها تصيح فيه مستنكرة :

-ما هذا ! ما الذي تفعله بإبنة خالك بحق الله ؟؟!!

يلحظ "هاشم" وجود امرأة تجلس هناك بالصالون خلف أمه.. عبس مصوّبًا نظراته متفحصًا تلك الغريبة النبيلة، راودته شكوك حولها لكن تركيزه المشوش لم يسمح له بتحديد أيّ منها ...

-من هذه يا أمي ؟ .. قالها "هاشم" متسائلًا بصوته الخشن

كانت "فرح" لا تزال تصرخ ملء حنجرتها، فتجاهلت "چشم" سؤاله و توجهت إليه هاتفة بحدة :

-سألتك ما الذي تفعله بإبنة خالك يا هاشم ؟ أنزلها الآن. أنزلها حالًا أتسمعني ؟!!!

لم يستجيب "هاشم" لها فورًا، لكنه فعل بعد برهة بإرادته، فأنزل "فرح" عن كتفه و بقى ممسكًا بها حتى تتوازن و وجهها المحتقن بالدماء نتيجة وضعها السالف يغدو طبيعيًا من جديد ...

-أنت إنسان همجي و كريه عديم الكرامة يا هاشم البارودي هل تعي هذا !!!

هكذا أطلقت "فرح" كلماتها المهينة على هيئة صراخ مهتاج و هي تدفعه بعيدًا عنها بقوة، لم تنتظر ليرد عليها فأردفت مشيرة بسبابتها بتحذير :

-لا تتوهم بأنني سأوافق على العودة إليك مهما حدث. أعلم أن ذلك البيت هو بيتي لكن يجب أن تعرف أنت بأنني أنا من أقرر متى أحل فيه و متى لا. لا يحق لك إجباري بعد الآن. جلبتني إلى هنا قسرًا عني. لكن تأكد من أنني إذا قررت الرحيل بأيّ لحظة سأرحل. لا معضلة حملي و ترهات طفلك المنتظر و لا أيّ شيء في هذا العالم سيجبرني على الغدو زوجتك مرةً أخرى هل فهمت ما قلته جيدًا ؟!!!

-طفل !!! .. هتفت "چشم" مقاطعة

أمسكت بذراع "هاشم" قائلة بدهشة تشوبها سعادة :

-هل زوجتك حامل ؟ فرح إبنة أخي حامل منك يا هاشم ؟!

و هنا يرمق "هاشم" أمه بنظرة زاجرة و هو يقول بغلظة :

كيف أقول لا ... للمبدعة مريم غريبWhere stories live. Discover now