المقدمة

24 0 0
                                    

       جالس القرفصاء ودافن وجهه في غيهبان سراديبه، شهقاته تتعالى مع كل قهقهة متهكمة يتقاذفها أقرانه. يرشقونه بنبال ألسنتهم  فتصيب قلبه الدامي دون أن تخطئه.
تجده متواريا خلف ستار البرود واللامبالاة، لكن ما لم يضع له حسابا هو أن اِرتباكه واِزدراءه لذاته يظهران جليين على محياه.
هو يقرف  من  نفسه ويبغضها إلى أقصى الحدود، إلا أنه لا يجد داعيا لكل هذه المشاعر المتناقضة اتجاه ذاته.
لم الجميع ينفر منه؟ هذا هو السؤال الذي قض مضجعه ولم يلفي له إجابة حتى بعد حين.

في كبد الوادي تراصت أحجار دميمة، كلها نسخة عن بعضها. كانت صاخبة حد اللعنة، وعلى شفير الوادي تربع حجر أرجواني أخاذ. بهاؤه غطى على الشمس وسلبها رونقها، لكنه كان مقصًى عن أترابه. وهن سناه كلما أبصرهم يمرحون في غبطة ويتسامرون في منأى عنه.

هو لم يستوعب حقيقة جهامتهم في معاملته؛ هذا لأنه لم يتسم بالشجاعة الكافية للتحديق في اِنعكاسه على صفحة الماء، لكنه يوما ما سيفعل، وسيرأف بحالهم حينها. سيتفطن إلى حقيقة أنه حجر كريم.
إنه حجر الأماتيست!

~~~~~~~~~~~
القصة مشاركة في مسابقة "وقاد الأماتيست"
فريق القصص
LAmethyste

Mimi_ivy

parkChiola-23

أُلَمْلِمُ شَتَاْتَ رُوْحِيْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن