الجزء الثالث عشر

791 58 4
                                    

انتهت ماريا من تحظير الطاولة واصبح الطعام جاهزاً:

- ماريا اجلسي بينما انادي عليهما.

قالت جولي وهي تتجه نحو غرفة الجلوس وتخلع عنها المئزر، تنهدت الفتاة من التعب وجلست بجانب الكرسي الذي يستحله والدها في كل وجبة حتى لا تحظى بفراشات في معدتها في حال جلوس بلو الى جانبها وتفقد شهيتها.

- يا اللهي المنظر لا يصدق يا بلو!

قال زاك وهو يدخل الى غرفة الطعام برفقة الجندي ويرشده الى الكرسي الذي لطالما جلس عليه ولم يتركه لأي احد من قبل في حياته بأكملها!

- رائع...

قالت ماريا بصوت يخلو من الحياة بينما اتخذ بلو ماكنه الى جانبها الايسر وعلى يمينها والدها وامامها جولي التي بدأت بملئ الاطباق بأصناف من اللحم المدخن والبطاطا المهروسة وكاري الدجاج الهندي.

في البداية بالكاد تذوقت ماريا اي شيء، لقد احست ان الطعام يبدو كالتراب في فمها وحتى يدها بدأت ترتجف قليلا من شدة التوتر، لذا قررت ان تراقب بلو وكيف يدبر امره في تناول الطعام وما رأته صعقها! الرجل كان يأكل كما لو انه يرى! ببطئ احل ولكن كمحترف! يمرر طرف السكينة بهدوء على الطعام ليستشعر اللحم والخضروات ويضع الملح على حافة صحنه ويرش بالمكان المناسب!.

كيف له ان يفعل هذا يا ترى؟ لابد من انه قد مر بالكثير من التدريبات المعقدة، فكرت ماريا وهي تحرك قدميها تحت الطاوله لتلمس قدم ما، قدم...كبيرة... ودافئه والى جانبها...

تجمدت ماريا في مكانها بمنظر مضحك وكادت ان تترك الطاوله وتعتذر لكنها تنفست وتنفست وضبطت نفسها حتى تمكنت من التظاهر بأن شيئا لم يحدث، لكن ذلك لم يمر بسلام كما ظنت، فبينما كانت متيبسه لاحظت جولي ذلك وارادت ان تتأكد من شكوكها تجاه ابنتها الكبرى.

- بلو عزيزي هل تناولت البطاطا المهروسة؟ لقد قمت بعملها من اجلك.

- كلا، لم تسنح لي الفرصة بعد، شكراً لكِ يا جولي.

اومأت جولي الى ابنتها لكي تمرر له طبق البطاطا المهروسة فترددت قليلا ثم قامت بوضعها على جانبه الايمن دون ان تتحدث لكن بلو لم يجده مهما حاول او ذلك ما كان يبدو فأومأت جولي مجدداً واشارت لها ان تأخذ الطبق وتضع بيده عليه وهنا ارادت ماريا للرحيل عن هذا الكوكب بأسرع وقت.

اعترت الحمرة خديها واصابها التعرق الشديد ولكن نظرة جولي كانت حاسمه...

- أ...أسمح لي...

قالت بصوت بالكاد يسمع ثم تناولت يده بأطرافها البارده ووضعت الطبق فيها وحين تأكدت بأنه قد امسكها بالشكل الصحيح انزلت يديها الى حجرها وجلست تنظر الى الطعام دون ان تنبس بكلمة ولم تلحظ نظرة والدتها التي شاهدت كل شيء.

In the soldier's dark paradise  فْيّ جَـنّةِ أَلجُنْــديّ أَلمُظّلِــمّةWhere stories live. Discover now