"مرحبا بكم في القرن التاسع عشر."
-إمبراطوريه بريطانيا قبل مئه و خمسون سنه
١٨٥٦/١٢/٦ في تمام الساعه الثالثه فجرا
أقف علي حافه هذا القصراللعين اتأمل العالم للمره الاخيره و اشعر بدموعي الملتهبه علي خداي,كأن وقوفي علي هذه الحافه هو نهايه لاحزاني و آل...
في احدي القري المهمشه التابعه للإتحاد السوفيتي البارده تسير بطلتنا وسط الحقول تجمع ثمار التين و الخوخ المتساقطه و الهواء البارد يداعب شعرها و ملابسها,مر الوقت و قد حل الليل و حل الظلام الدامس محل الشمس الدافئه فعادت الكائنات الحيه الي مخبأها لتحظي ببعض الدفئ و كذاللك بطلتنا
-
اصوات صراخ و صياح و عواء الكلاب و بكاء الاطفال حل محل هدوء الليل,صياح والده بطلتنا خرق مسانع الفتاه ذات التسع عشره عاما و الشعر الاسود الطويل و عيونها البنيه الواسعه بجسدها الهزيل هي و اختيها الصغيرتان التي تضمههما بشده وسط انينهما فوضعت بطلتنا يدها علي فم اختها حتي لا تصدر صوت، محاصرين بين جدران هذا القبو الصغير ذي الرائحه النتنه,اصوات عديده لا تستطيع بطلتنا من بين اصوات ارتطام عربات الاحصنه و بين صوت الاقدام الراكضه يعقبهم صوت سلاح لم تمر إلا ثواني معدوده و سمعت صوت صياح لن تستطيع نسيانه طوال حياتها.
بصيص من الضوء يخترق ظلام القبو الدامس تعتقد بطلتنا ان كل شئ انتهي لان الاصوات إختفت ولكن كل شئ كان قد بدأ للتو
-
الدماء تغطي ارض منزلها المتهاللك،يتم سحبها بقوه من يدها و يدها الاخري تمسك بيد الاخت الصغري متشابكتان معقدتان لا يمكن لاحد فصلهما كعقده السلسله تماما، تم سحبها بقوه حتي تنفك عقده يداهم و هي تلقي نظره اخيره علي اختيها الصغيرتان حتي ابتعدت ولم تعد تراهن ،لا تتعرف علي الاجساد الملقاه علي الارض من كثره الدماء الموجوده علي جسدهم ،من وسط هذه الاجساد وجدت جسد مألوف لها..تري هذا القميص الابيض الرديئ الذي إختلط بعضه بلون الدماء الاحمر بسبب إطلاق الرصاص عليه و كانت المفاجأه ..ان هذا القميص لوالدها
-
تحدق بعيون تائهه و كأنها مغيبه قدميها لم تعد تحملها لذا لا تمر إلا دقيقتان إلا و هي تسقط،كل ما تعلمه الان ان هناك حرب قائمه و ان حياتها ستنتهي بعد لحظات و تلقي مصرعها كوالدها ولكن ما لا تعلمه انها ستبدأ حياه جديده للتو
بدايهقصتهاتبدأالان.
#بعد اربعين يوم
علي طاوله الزمن سحبت مقعدا اتسائل ماذا يحدث و كيف سالقي مصرعي ،اتفقد من بين حين للاخر نوافذ السفينه الخشبيه التي اري منها البحرو بعدها ابحلق بالوجوه الباكيه حولي،عبثت الرياح البارده بالنافذه و إنطفئت الشموع بفعل الرياح و إنطفئ معها املي ،مازال الإنتظار هو المسيطر علي لا اعلم انتظر نهايتي ام بدايتي.
صوت قطع علي بطلتنا تفكيرها و هو صوت إرتطام السفينه المبحره بها و بعشرات الفتيات مثلها لاسابيع بالشاطئ ليعلن هذا الصوت عن وصولها
يدان غليظتان تمتد لتسحبها ولكنها ابت الخضوع لهذه اليدان،امسكت تللك اليد الغليظه بها لدرجه إحمرار يدها،نزلت من السفينه ليلقي وجهها لفحه الهواء شديده البروده و هي تنظر حولها لتجد الثلج يغطي كل شئ و الفتيات اللواتي في عمرها يقفن بعيون خائفه مترصده اما عنها فهي تقف صامده فهي خسرت كل شئ ولم يبقي لها سوي شئ واحد..وهو خساره هذه الحياه.
