12

116 19 1
                                    

عم التوتر ذلك الرواق الأبيض الذي به بعض الإضاءة الخافتة ووحدها الحمراء المضيئة.

كان هينري يرتعد بمكانه على أحد الكراسي المصفوفة بالرواق، قلق لا يصدق ما حدث أو ما الذي أدى لذلك.

عناصر الشرطة الذين تجولوا بالحانة عسى أن يلتقطوا دليل لو صغير على هويه الجاني.

كان ذلك المشهد لا يزال يجول برأسه، بينما محققين فوق رأسه يقومون باستجوابه وهو لا ينصت لهم.

تذكر وجود أبوس بالسطح لكن لما لا يراه هنا؟
___________________

صوت الموسيقى العالي ،وكأس نبيذ بيده .

رقص كالمختل على إيقاعها بينما يشرب من كأسه .

كان بعالم أخر كما لو كان الواقع مجرد خلفيه لذلك العالم الذي يعيش به.

تعب فجلس على الأريكة المنفردة، الوحيدة بتلك الحجرة التي تعبر عن النرجسية والسوداوية.

طرق الباب أفسد تلك اللحظة الرائعة فأجاب منزعج ب: أدخل.

دخل ذلك الفرد الذي وجوده أعتبر خطيئة بذلك المكان المنفرد : سيد جيان لقد عثرت عليه ،لكن_

أرتكز جيان بجلسته التي كانت مسترخيه : حقا؟
فأجاب التابع: أنه غريب.

اتسعت ابتسامة جيان المغرورة: عليه أن يكون كذلك، أخرج.

خرج ذلك التابع الذي كان ذليل بعين جيان فأخذ يهمهم بإيقاع أغنية ما باستمتاع جنوني.

_______________

يمسح خنجره من الدماء بقطعة من قطن حريري كي لا يفقد حدته .

كاد أن يغلق نافذة الشرفة بسبب برودة الهواء التي شعر بها، لكن تفاجئ بذلك الذي كان واقف أمامه بيده خنجر لكنه طويل يشبه السيف.

كان تحوم حوله هاله مميته متعطشة لدماء بعينان مسودة بتعبير كما لو كان منوم.

تقدم خطوة واحده ،وبغير شعور قام برجوع خطوه بدوره .

كان مشهد مهيب، ارتعش للحظه لكنه أستعاد نفسه بالتالية.

فتحدث بغرابه :ماذا تفعل بشرفة منزلي ،أبوس؟!
تحدث أبوس كما لو كان صوته خنجر: يا للخيبة، اعتقدتك تعلم، إيفان!

توتر إيفان من رغبة الدماء التي يبعثها أبوس ،فأجاب :يا لك من سريع ،كيف علمت؟

أجاب أبوس بينما يأخذ خطوة أخرى للأمام والأخر يتراجع: لم يكن صعبا. كان كما لو كنت تصرخ بوجودك، لكن للأسف ستكون أخر صرخة لك.

بعدها تقدم للأمام بسرعه لمهاجمه الأخر ،فرد الأخر عليه بالدفاع فهو لم يكن رئيس المغتالين لنزوه .

تلاحمت تلك المعادن لتصدر صوت رنين لا ينسى ،وبكل تصادم تتناثر الدماء على الأرض .

كان قتال قوي جدا أستمر لأقل من نصف ساعه ،لكن شعر الأثنين كما لو كان دهر قد مر .

حتى أخر تلاحم ،حيث أستقر ذلك الخنجر الطويل بصدر إيفان ، وذلك الخنجر الفضي شق طريقه عبر كتف أبوس وأستقر بالجدار خلفه.

سقط إيفان على ظهره بالأرض بينما أبوس فوقه يغرز خنجره أكثر بصدر الأخر، فتحدث إيفان بلهاث وصعوبة: هل هذه النهاية؟

فأجاب أبوس بغموض :لا ،أنها البداية فقط.

استقرت ابتسامه خافته على وجه إيفان المتعب، حيث انطفئ الضوء الذي كان يشتعل بعينه دلالة على مغادرة روحه.

اتكئ أبوس على الجدار بجانبه ممسكا كتفه بذارعه الاخرى يلهث بينما يفكر "تبا، سحقا. أنه أول قتيل لي بدون مهمه مطلوبة، الأول.. برغبتي قتلته"

سقطت دموعه على وجنتيه المدمية فصُبغت باللون الأحمر حيث استقرت بترقوته، فمسحها وغادر المكان حامل سلاحه بيده.

___________________
خرج الطبيب بعدما انطفئ الضوء الأحمر، فنهض هينري راكضا له، وتحدث: ماذا جرى لأخي أيها الطبيب؟

أخفض الطبيب رأسه بحزن وندم: عليك أن تودعه الليلة، فمرضه الخبيث المميت مع إصابته لم يساعدانه على النجاة. تقلصت تلك الشهور القليلة لليله، أنا أسف جدا.

كرر الطبيب أسفه أمام المتحجر بمكانه ،بعدها غادر.

هينري لم يستجب لأي شيء أخر، حيث توالت الصدمات عليه فقدت ركبتاه قوتهما، فانهار على الأرض الباردة.

حاول المحققين مساعدته على النهوض لكن لا فائدة.

أتى أبوس بعد أن ضمد جراحه وغير ملابسه متمنيا نجاة الذي له مقام كبير بقلبه ،لكنه سمع كلام الطبيب كذلك فأنهار كذلك على الأرض وفقد الوعي.

_________________
قرأ التقرير الذي كان عباره عن صفحه واحده بتركيز ،وفتح فمه للحديث : والأن كيف حاله ؟

فأجاب الذي أمامه : أنه فاقد الوعي ،حضرت الدوق.

همهم بتفكير وبعدها نهض: أخبر السائق بأن يستعد للمغادرة ولتنتظرني بالأسفل.

أجاب بالامتثال، فغادر.

وقف الدوق أمام لوحة بها شابه صغيره ،فمد يده بلطف ومسح على خدها كذلك بلطف كما لو كانت حيه : لقد تأخرت ،أنا أسف.

بعدها غادر مرتدي معطفه الثقيل لقدوم الشتاء .

وقبل إغلاقه لباب مكتبه تحدث للوحة كما لو كانت تسمعه :يبدو أنه سيكون شتاء طويل!

بعدها أغلقه مغادرا.

________________

شعر أبوس بالحرارة بجسده، وأصوات غير مألوفة تخترق أذنه لم يفهم ما يقال لعدم استطاعته على ذلك.

فتح عينه ببطيء ورأى ظهر كبير فلمح شعره الأسود البراق وعندما ألتفت لم يستطع رؤية وجهه لأنه أغلق عينه قبل ذلك، وغرق بالظلام فاقد وعيه مرة أخرى.
...

فتح أبوس عينيه ببطيء وشعر بحال أفضل حاول النهوض لكن ألم كتفه أخترق جسده فضلً بمكانه يشاهد السقف الغريب الذي لم يألفه.

فقرر العودة لظلام الذي أصبح يعيش به، ونام بعدها.

يتبع >>

تجسيد البؤس (مكتمله )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن