13

123 18 1
                                    

بعد مرور شهر على حادثة جيفري ووفاته، أستعاد هينري القليل من رشده .

حيث قرر إسناد حانته لنائبه ،وأن يستمر بإرث أخاه التي هي حانته وعاد بها للعمل .

فبدأ بجمع الطاقم وبدأ يعتاد على وتيرت العمل قبل افتتاحه مرة أخرى، فمر أسبوع على ذلك وشعر بالثقة لفتحه.

ففي يوم الافتتاح حضر الكثير من الزبائن لم يتوقع أن يكون العدد كبيرا.

تعرف الطاقم على بعضهم لكونهم زبائن دائمين والأخرين زبائن إما جدد أو زبائن قُداما.

في ذلك اليوم أفتقد شقيقه بشده ،لوجود أثار كثيره تدل على وجوده . فكأن المكان يصرخ بحضوره .

توجع قلبه من ذلك فأمسك صدره بقبضه متألمة، وبحث في ذاكرته عن شيء يخفف الألم به.

فتذكر أبوس الذي اختفى منذ شهر، فلم يعثر عليه حتى بعد أن أبلغ لشرطة عن اختفائه.

فتساءل في قرارة نفسه عن مكان وجوده.
________________________

دخل لتلك الغرفة الباردة، فأخذ نظرة سريعة بالمكان.

كانت مظلمه وبارده، هادئة ونظيفة عدا غطاء السرير الذي كان الجسد بداخله على الأرض متكورا بنفسه.

لم يتغير الحال منذ أن أفاق من صدمته ،كان واعيا وليس واعيا بالوقت ذاته .

كما لو كان يعيش بعالم أخر يرفض العودة للواقع.
أقترب من ذلك الجسد وجلس على الأريكة بجانبه.
فتحدث : إلى متى ستظل هكذا؟

~~~

لم يجد استجابة من الطرف الأخر .

فتحدث مرة أخرى: ما تفعله لن يعيد الميت للحياة ، لقد مر شهر على ذلك .ألا تظن أنه الوقت لتفيق؟

~~~

مرة أخرى بلا إجابه .

تنهد، وأعاد: هل تعتقدين انه لا بأس ببقائك هكذا؟ والدتك لن تكون سعيدة بالذي تقومين به.

أعتدل ذلك الجسم المرمي على الأرض بجلسته، فأخرج رأسه من غطاء السرير بعين متعبه: كيف تعلم؟

فأجاب الدوق : لأنها أختي!
________________

همهم بانزعاج بمكانه أمام المسكين الذي أمامه.
فتحدث بانفعال: ألم تعثر عليه؟

فأجاب الضعيف الذي أمامه :لا ،يا سيدي.

نهض من على الكرسي وأخذ يدور بمكانه بهستيريا مريضة: كيف لا وجود لأثر على اختفائه منذ شهر. ليس وكأنه ميت ولا أحد يعلم عن ذلك.

فرد المستضعف : سأبحث من جديد.

فأعاد بحده :من الأفضل لك العثور عليه .

فخرج المستضعف من الباب .

ودخل شخص ما قلق من حال الذي بالغرفة: ماذا بك؟ يا جيان.

فرد جيان كما لو كان طفل صغير سيفقد الحلاوة بيده: لم أعثر عليه حتى الأن، بعد أن علمت بوجوده يا والدي.

فرد والده بعد ان جلس على الأريكة: من تقصد؟

فجلس جيان على الأرض ووضع رأسه على ركبة والده كما الصغير الذي يطلب استحسان والده.

وأجاب بسعادة: طفلي، أود أن أراه!

فرد والده بتشوش :هل أنت متأكد ؟

فرفع جيان من نفسه ووقف بمكانه .

وأجاب صارخا: أجل، أنه من تلك الثعلبة. لقد ماتت وتركت خلفها القذر .

تنهد والده من حال أبنه، لم يكن طبيعي بعد تلك الحادثة. فهو لا يستطيع لومه او حبه أو كره لذلك السبب لكنه يعلم عن قلبه الحسن.

كان يشفق عليه ،فامسك بيده وأجلسه بجانبه .

أخذ يمسح على رأسه لتهدئته ،وأجاب :ستراه قريبا يا بني .

وأصبح يفكر بطريقة لكي يبقي الطفل المجهول بعيدا عنه كي لا يؤذيه بغير قصد ويرتكب جريمة بحق نفسه من الندم.

___________________

فتحدث كما لو لم يستوعب ما قيل قبل قليل: أختك؟
فأعاد الدوق : أجل، أختي أزاليا.

أبوس بحيره :كيف كانت؟

أخفض الدوق رأسه بحزن وأجاب: بلسم الحياة. لقد كانت فتاة لطيفه ساذجة، جميله مثلك يا أبوس لقد ورثتي القليل من مظهرها.

أبوس بفضول : أخبرني المزيد .

فأجاب بهدوء: لم تكن أبنه شرعيه، فكانت أمي تعنفها قليلا مما أدى لشخصيتها الضعيفة. حدثت حادثة لأمي أتهمت بسببها .

أبوس : ماذا كانت؟

صمت الدوق قليلا وأجاب: لقد تمزقت ملابسها التي بالخزنة، لقد كانت فعلتي ذلك الوقت كنت صغيرا ولم أستطع الاعتراف بذلك وأخذت أزاليا اللوم .

أبوس بإصرار : وبعد ؟

تنهد الدوق بحسرة: لقد غادرتنا، تنازلت عن حقها بالوراثة وتخلت عن أسمها ،لقد طفح الكيل بها .

أبوس بعينان متأثره :ثم؟

تحدث الدوق بألم : لقد ألتقت بوالدك ،ثم أنجبتك خارج الزواج .بعدها قتلها.

رمش أبوس بسرعه غير مصدقا :ماذا؟

>> يتبع

تجسيد البؤس (مكتمله )Onde histórias criam vida. Descubra agora