Part Five 🖇️

121 13 2
                                    


دلفت الأميرة يولاند إلى غرفتها بعد لعبة التسلل التي لعبتها بصعوبة منذ قليل بدلت ثيابها وخبأتها ثم استلقت على سريرها لتنام
-"بقرة هل وصفني أنا بالبقرة" قامت فجأة وقالت بغيظ شديد ثم عادت للنوم وفي الصباح دخلت إليها خادمتها لتخبرها أن والدها يريدها لتناول الفطور معه _كالعادة حينما يكون متفرغاً على الرغم من صرامته كملك ولكنه أباً حنوناً يحب إمضاء وقته مع إبنته الوحيدة _ فتهيأت وذهبت له

-"صباح الخير أبي" قالت بابتسامة عريضة حينما دلفت _هي تناديه أبي عندما يكونا وحديهما ولكن أمام الوزارء والحاشية تناديه كما يناديه الشعب_
-"صباح الخير يولاند" بادلها الابتسامة وجلسا ليتناولا فطورهما
-"سيأتي هارلان ابن الوزير الأكبر فلتقابليه" قال الملك بينما يأكل
-"مجدداً يا أبي! " قالت في ضيق
-"ماذا إنه شاب جيد ومقاتل محترف وهو كذلك ابن الوزير الأكبر لذا فهو مناسب ولا تقلقي إنه وسيم" قال بينما ينظر إليها
-"حسناً سأقابله فقط لأنه وسيم، ولكن أبي متى أصبحت خاطبة؟!" قالت بينما تبتسم ابتسامة خبيثة وتغمز له فضحك الملك سيفاك وقال
-"ألم أخبرك، لدي أبنة ترفض الزواج فلذلك قررت التخلي عن كوني ملك وأحضر لها شباناً من شتى البلاد " فضحكا وأكملا تناول فطورهما... هي وافقت فقط لكي لا تحزن أبيها ولكنها تعلم أن الوزير الأكبر هذا أكبر الثعابين التي تندث لوالدها وبالتالي أبنه لديه مطمع لذا هي ستقابله ثم ترفضه فيما بعد أو تجعله هو يرفض من يعلم!
-" مرحباً أميرتي "قال هارلان بينما دلف ثم انحنى ليقبل يدها وهي كل ما تفكر به 'أرغب في صفعه على مؤخرة عنقه' هي لا تعرفه ولكنه أبن هذا الثعبان على الأغلب توارث بعض من الجينات او ربما توارثها كلها خرجت من مخيلتها لتبتسم له وتدعوه للجلوس
-"لقد حدثني أبي عن جمالك ولكن لم أتوقع ما أراه الآن" قال هارلان محدثاً يولاند بابتسامة عريضة
-"هذا إطراء لطيف منك، شكراً" ردّت متصنعةً ابتسامة
-"إنها الحقيقة، حسناً هل يمكننا التنزه قليلا في حديقة القصر بينما نتبادل أطراف الحديث" قال هارلان بحرج بينما ينظر لها
-" حسناً لا مانع لدي " ردّت يولاند بابتسامة ثم همت واقفة تدعوه للخارج
_لقد كان هارلان طويل القامة وجسده رائع وهذا يعود لكونه مقاتل ومبارز محترف شعره أسود داكن عيناه بنيتان بشرته بيضاء كان وسيماً لأبعد الحدود ولكنها على عكس مزاحها حول الشبان الوسيمين تهتم لما بداخلهم_
وبينما كانت  تتنزه مع هارلان في حديقة  القصر كان الوزير الأكبر يقف مع حاشية الملك عندها لوح له هارلان وابتسم بطريقة تثير الشك كأنه يقول لقد أوقعت بها عندها أحست بالريبة
ودعت هارلان وعادت إلى غرفتها أطلقت للمحقق الذي يكمن بداخلها العنان لربط هذه الأحداث سوياً عما حدث اليوم لماذا كان أغلبيه أسئلة هارلان عن الملك هل يريد أن يتزوجه هو ولماذا ابتسم لوالده بهذه الطريقه ربما يكون شيئاً طبيعاً ولكن حدسها يخبرها أن وراء هذه الابتسامه زخائر مخبئة ستنفجر في أي وقت ظلت تفرز هذه الأدلة أمامها إلى أن حلّ الليل وحان الوقت للعب لعبتها المفضلة بدلت ثيابها إلى الأخرى المخبئة في الخزانة وخرجت من الباب الخلفي كالعادة يوجد حراس في كل ركن من القصر
خلغت حذائها وتسللت على أطراف أصابعها إلى أن وصلت إلى السور الخلفي للقصر فوضعت حجارتها التي خبأتها وصعدت على السور أرسلت نظراتها للخارج بقلق فوجدته يقف بجانب السور ثم حاولت القفز من على السور ولكنها خائفة و لا تستطيعَ القفز فنظرت لهذا الصنم الواقف أمامها فبادلها النظر ثم قال باستنكار
-"ماذا؟"
-"ألا تمتلك قطرة دماء واحدة، أريد النزول ولا أستطيع لقد لويت كاحلي عدة مرات لست على استعداد لفعل هذا الآن بينما لديّ رهينة هنا" قالت تنظر إليه بحدة
-"لست مضطراً لكسر ظهري أنتي تمتلكين كاحلين ولكن أمتلك ظهراً واحداً فلتفعلي هذا وحدك إنه ليس عالي هل أنتي طفلة؟ " ردّ عليها بنفس الحدة
-" حسناً إذن سأعود للداخل وأخبر الحاشية والحراس أن يخرجوا في الحال للبحث عنك، لذلك فلتحافظ على ظهرك ولتغادر" قالت بينما تمثل استعدادها للعودة
-" يااا انتظري، فلتنزلي ولتكفي عن تورطي في أمور مغامراتك هذه، متي سأذهب من هنا " قال بينما ينحني على الأرض لتضع هي رجلها على ظهره وتنزل على الأرض بينما تبتبسم ابتسامة نصر
قام من على الأرض ووجه نظرته الحاقدة إليها ثم ذهبوا إلى وجهتهم 'السوق'
وقفت فجأة ثم نظرت إليه بابتسامة وقالت
-" إذن هل دعودتني بالبقرة البارحة " قالت باستفسار تنظر للناس في السوق
-"وهل قلت شيئاً خاطئاً؟ لقد كاد يُكسر ظهري" قال بلا مبلاة ينظر للجهة الأخرى فأمسكت بكم قميصه وشدت على غطاء وجهها ثم صرخت بأعلى صوتها
-"إنه سارق، لقد سرقني أنقذوني" فارتعب الآخر ووضع يده يكتم فمها ويهمس لها أن تصمت
-"إنها مجنونة، أنا أخوها لديها خلل في عقلها " بدأ يوضح لهذه الأنظار التي حاوطته وتنظر له في ريبة
-"حسناً أنا أسف انا هي البقرة لذا فلتصمتي وتصلحي الأمر" قال هامساً لها بترجي
-" إنه أخي، لقد ظننته سارقاً انا آسفة" ابتسمت لهذه الحشود التي تجمعت حولهم ثم ابتسمت له ابتسامة نصر وتقدمت تسير أمامه بينما لحق هو بها في غيظ يراقبها تسير بتأنٍ تارة بينما تقف لتبادل الحديث والمزاح مع الباعة وتسرع في مشيتها تارة أخرى عندما تلمح أحد من حاشية القصر يسير في الأرجاء
-" لماذا يحدق الجميع بنا" قالت فجأة بينما تنظر إليه بتساؤل
-"لقد عرفت السبب إنها هذه التعويذة بلا شك، ما الذي ترتديه؟!" أكملت ساحبةً إياه من يده
-"أظن أن عليك ِ النظر لما ترتدينه أولاً" قال بينما يسحب يده منها
-"أغلق فمك واتبعني" قالت آمرة
دخلا إلى زقاقٍ ربما مخصص للملابس فقط وقفت عند أحد الباعة
-"أريد ثياباً على مقاسه " قالت للبائع الذي لم ينفك التحديق بملابس لُوان
أحضر له الثياب ثم ارتداها لُوان وأخذ الأخرى معه وخرجا
-" ما هذا الصوت " قالت يولاند حينما سمعت صوت أمعاء أحدهم ومن غيره الذي يسير بجانبها
-"لم أكل شيئاً منذ البارحه" قال لُوان مبتسماً باحراج بينما يمسك ببطنه فبدأت الأخرى في الضحك
-"فلتأتي معي لنأكل شيئاً" قالت بينما تستمر في الضحك
-"لا أجد أيّ شيء مضحك" قال بنبرة فاترة لتنظر له بينما تحاول كتم ضحكاتها
وصلا إلا أحد الباعة وجلسا على الأرض بجوراه
-" أعطنا الطعام أيها السيد فأمعاء أحدهم تكاد أن تبكي" قالت للبائع بينما تنظر ل لُوان بابتسامة ساخرة
**
تأخر الليل وحان وقت العودة للقصر، يسيران جنباً لجنبٍ في صمت تام
-"أنا لا أعرف اسمك " قالت يولاند قاطعة حبل الصمت الذي ربط ألسنتهم
-"هل يثيرك الفضول حولي أم ماذا؟" ردّ ناظراً لها
-"أبدًا فقط كي أخبر الحراس معلومات دقيقة " قالت بينما تبتسم له ابتسامتها المستفز هذه التي لم تظهر من قبل إلا له
-"لُوان، اسمي لُوان" ردّ متجنباً النظر إليها
-" لم أسمع به من قبل، ماذا يعني؟" قالت متسائلة
-"يعني الضوء الواضح الشديد لقد أعطتني إياه أمي" أجابها بنبرة حزينة نوعاً ما فأحستها هي
-"إنه اسم جميل لهذا السبب أعطتك إياه ولكنك عكسه تماماً" قالت هي لتخرجه من دوامة الذكريات التي كان على وشك السقوط فيها بلا رجعة
-" إنه كان اسماً لملك ما" قال هو بينما ينظر إليها
-" لو سمى أحد هنا ابنه على اسم أبي لقطعت رأسه" قالت يولاند بسخرية ليضحك هو الآخر ثم أكملت
-" بالطبع أنت تعرف اسم... "
-" لا أعرفه " قاطعها لتجحظ هي وتتثمر في مكانها تنظر لظهره بغيظ لقد أهانها عدة مرات بالفعل  بينما وصل هو إلى السور  ثم توقف فجأة ينظر إليها
-"هل ستنامين بالخارج أم ماذا " قال لها لتسرع هي إليه
-" يولاند، الأميرة يولاند أيها الأحمق" قالت بينما دفعته ليحني ظهرة فاتكأت عليه وصعدت على السور فأمسك بظهره وهمس
-"البقرة يولاند"

   The Same Sun - نَفْسُ الْشّمْسِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن