وضعتُ شريطَة الشعرِ على شكل فراشَة بشعرِي الفحميّ المنسدِل وربطتُها بهدوء بينما قمتُ بنفضِ فستانِي الرماديّ منفوشِ الأذرع الذي يصِل لأسفل رُكبتِي بخفّة ثم تفقدتُ غرّتي لأزفر بانزعاج فقد انزلقَت بعضُ الشعيْراتِ منها على جبِيني، أحكمتُ الإغلاق على دبوسِ الشعر أسودِ اللّون بينما أرجِع الغرّة للورَاء.
ابتسمتُ باعتِياديَة للمرأةِ الشابّة في بدايَة ثلاثينِياتِهَا، كان شعرُها المُموجّ بلونِ الكرامِيل مُسرحًا على شكلِ ضفائِر مربوطةٍ بطريقة راقيَة تلِيق بإنسانة هادئة مثل السيّدة هانا، تسلّلت لأنفِي رائِحة عطرها المُشابِهة لخليط من المِسك والبرسِيم. يا إلـٰهي! كم أحِبّ هذه الامرأة.
نظرتُ للمكانِ الّذي كنتُ به، لا أعلمُ ماذا يكون..لكنّ الشيء الوحِيد الّذي أعلمُه أنّنا سنرحلُ من هنَا على شكل مجموعات متفارقة. لا أعرِف أيّ فتاةٍ هُنا لأكون صرِيحة، يضعونَنا بصفةٍ عشوائِية هنا حتى لايستنّى لنا الدردشة و 'جعل المسؤولات يُجَنُون' لكنّ مع ذلِك فهذا لايهمّ، أرى تصرّفهم غرِيبا وساذجًا نوعا ما. قد أتمكنّ من جعلِ الألفِ فتاة بهذا المكان صديقات لي بطرفةِ عين ..إن كنتُ بالمِزاج طبعًا، فإن لم أكُن به غالِبا ما أتجاهل الجمِيع. لهذا لم يتم تصنيفِي من الناحية الاجتماعية بعد، أاجتماعيةٌ أم انطوائِيةٌ أنا؟ الله وحده يعلم.
خرجنا جمِيعا في ازدحام قلِيل، إنّه فصل الخرِيف..لكنّني لا أعلم لمَ نمشِي بين حقولِ الخزامى..عطرها رائع، سأموت من فرط الجمال حولِي. خرجتُ من المجموعة بخفاء، من الجيّد أن لا أحد يُلاحِظني عادةً.
رفعتُ الجزء العلوِي من الفستان أخذ الكتاب من مخبئِه ثمّ لففتُ الوِشاح الأرجوانيّ حولِي واستلقيتُ على بطنِي حتى لا يلاحظني أحد وسط الخزامى.
وشرعتُ بقِراءة..'مكبث' للكاتب ويليام شكسبِير.
ولم أدرِك الوقت الذي قضيتُه وحدي الى أن طال..
أنت تقرأ
Once Upon A Dream
Spiritualاستيقظتُ بصداعٍ محبّب بطريقة مخيفة ومرعِبة. وجدتُ نفسِي مستلقيَة بشكلٍ عرضيّ على مقعدٍ حدِيديّ في ممرّ مليء بالكراسِي الملتصقة بحائطيْه. الأرضِية كانت ورديةً غامِقة ومظلمة تلمعُ بسبب مياهٍ لزجة منغمسة في النجوم بطريقةٍ ما. رفعتُ رأسِي ناحِية الأعلى...