بارت 2

662 23 0
                                    

جاء مازن مسرعا نحو صديقه وجده جالس منكسا رأسه
- حازم اى إللى حصل
-الورق اتاخد
-انهى ورق
-ورق القضية
قالها غاضبا
نظر مازن للرسالة على الحائط
-القط رجع؟
-القط. اللواء شريف كان لقبه لو تفتكر
-حاجة غريبة اوى بس هنعمل اى فى الورق إللى ضاع عندك نسخة منه
-عندى طبعا بس الأصل هو إللى اتسرق الموضوع خطر اوى والعصابة دى بتقوى
-احنا هنقول للواء محمد اى
-هنقوله على إللى حصل

فى مكان آخر بالقاهرة تستيقظ فتاتنا مع طلوع الشمس لتقرأ وردها وتصلي فرضها تناولت الفطور وبعثت رسالة لأحد ما على هاتفها وزفرت ثم نزلت للجامعة بنقابها الجميل المحتشم والتفتت يمينا ويسارا ثم ركبت سيارتها الصغيرة

فى ايطاليا
يجلس شاب احمر الشعر فى غرفته بالفندق ينظر لتلك التى بجواره باشمئزاز ثم يشعل سيجاره ويخرج للشرفة نافثا دخلت سيجاره نظر لهاتفه بيده ثم القاه بجواره على الكرسي نظر للأفق مبتسما ابتسامة جانبية بسيطة
-لقد عاد القط اذن
هز رأسه فى كسل وعاد لغرفته ليخرج تلك التى أمضى على بقائها أكثر من المطلوب

فى القسم
-يعنى اى يتاخد منكم ورق القضية ومتشوفوش حتى إللى عمل كدة
-يا فندم دة مسابش حتى بصمة صباع
-امال رجالة بشنبات ونقيب وبتاع على اى دة انا هوريك يا حازم اما وريتك مبقاش انا اللواء محمد بكرى
-تمام يا فندم انا مستعد للعقاب
حك اللواء جبينه متمتما بكلمات
-روح دلوقت يا حازم اخرج من هنا حالا يا خسارة بجد
أدى حازم تحيته ثم خرج مسرعا ليقابل صديقه مازن
-اى يا بطل البعبع عملك اى
-انا مش عارف بجد هو لو مكانى كان عمل اى احنا اتاخدنا على خوانة ورش فى عينى فلفل أسود
-العم حسن لقى العطارة مفتوحة
-معقول يكون خد الفلفل الأسود منها
- طب هو لى مجبش من بيته يعنى
-يمكن مكنش فى خططه
-غريبة اوى
-هو حد من العصابة اكيد صح
-برضوا مش متاكد دة مش أسلوبهم. أسلوبهم دموى اكتر من كدة
-يلا سلام يبنى عشان فيه مزة مستنيانى وعمالة ترن على نار هى
-يلا ياخويا ليك نفس اوى
-ملكش دعوة باى باى بيبي
نظر له حازم شزرا ولم يعقب
خرج حازم من القسم وهو يلعب بمفاتيح سيارته
فتح باب السيارة واندفع داخلها أحس بهاتفه يرن معلنا عن وصول رسالة ففتحها اتسعت عينيه رعبا وانطلق إلى منزلها .نعم انها معذبته. ميا فى خطر
وجدها عائدة من الجامعةبسيارتها مبكرا وما ان ركنت سيارتها أحست بشئ ما ورائها التفتت تنظر وجدت قناصا من بعيد متربصا بها لقد كانت مشهورة بحاستها السادسة فها هى شعرت بالخطر يحوم من حولها وفى لمح البصر وجدت من يندفع باتجاهها لينبطحا ارضا لتصبح السيارة حاميا لهما .دق قلبها فى عنف بالتأكيد هو .ذاك الذى يراقبها من بعيد ملاكها الحارس
رفع حازم رأسه فوجد القناص يفر هاربا
-يلا
قالها وهو يلهث
-ها
-يلا على بيتى مفيش قعاد لوحدك تانى
-ها
-سمعتى
قالها مزمجرا
خافت منه وصعدت معه إلى سيارته كارهة رغم إحساسها بالأمان معه
وصلا لمنزله فى حى بسيط جميل شعرت ميا بالراحة فيه
فتحت سيدة جميلة زرقاء العين الباب تبدو فى الخمسينات من عمرها وقفت متسمرة قليلا
-يلا يا أمى دخلينا وانا ابقى احكيلك
أفسحت له المجال ليدخل هو وتلك المنتقبة الغريبة
-اديلها ليمونادة يا ماما تهدى أعصابها
-حاضر يبنى
ذهبت المرأة للمطبخ
وجد ميا مرتبكة تفرك يديها قاوم نفسه كل لا يحتضنها تلك الفتاة الرقيقة المسكينة لا بد أنها مذعورة
-القناص دة تبع عصابة خطيرة وانتى هتفضلى هنا عشان البيت بقى خطر عليكى تقعدى فيه لوحدك
ثم أكمل بارتباك
أنا عندى شقة فوق هنقل فيها حاجتى عشان تعرفى تقعدى براحتك فى الشقة وهتصل بأخوكى اقوله أنا نسيت أقولك أنا عارف بباكى هو كان مثلى الأعلى وأنا دلوقتى الرائد حازم بفضل ربنا وبفضله وأنا مديون ليه بحياتى اصلا وجه الوقت إللى ارد فيه الدين
لاحظ حزنها العميق على ذكر سيرة والدها
فى اللحظة التى دخلت فيها أم حازم حاملة معها العصير وقد استمعت للحوار وعلمت أن هذه الفتاة هى ابنة اللواء شريف الذى حزن ابنها حزنا عميقا على فراقه وكعادة المرأة المصرية الأصيلة وجدت فيها خير عروس لابنها مؤدبة ومنتقبة ولا شك أنها حسناء وأقرت فى نفسها أنها ستفعل الخطط والحيل لتقرب بينهما رغم أنها تشك ان ابنها قد وقع بالفعل فهو لا يتحدث عادة مع النساء بتلك النبرة الرقيقة
-خدى يبنتى العصير أهو أروح أشوفلك حاجة عندى على مقاسك أصل ميغركيش أنا أة أبان مليانة شوية بس دة عظم يا حبيبتى عظمى تخين شوية انتوا الشيبسي إللى خلاكوا مش جامدين كدة جابلكو هشهشة فى العظم دة أنا ربنا باعتنى ليكى عشان أغذيكي كدة يختى تملى شوية بدل منتى هفتانة كدة يلا اما اروح اعملك وزاية وورق عنب.
و دخلت المرأة للمطبخ وميا لا تزال منذهلة
ضحك حازم عليها ثم انفجرت هى الأخرى بالضحك
سرح حازم فى ضحكتها فصمتت خجلة
-ههروح أتصل بأخوكى ومتخافيش
- بس مش كدة هعرض مامتك للخطر
-لا متخافيش احنا فى حى شعبي ميقدروش يهوبوا ناحية الحارة انا عارف العصابة دى بتتحرك ازاى بس هوصلك كل يوم للجامعة وهدومك وحاجتك هبعت اجيبها بس متتحركيش لوحدك أبدا
-يعنى هبقى محبوسة على طول
-لو عايزة تروحى أى حتة أنا فى الخدمة حتى فى مسجد عندنا فى الحارة وكمان فيه جيم ومركز تخسيس وعايزين دكتورة علاج طبيعى فيه
نظرت له قليلا فارتبك رغم انه لا يرى عينيها وكم يتمنى ذلك
-انت عارف تحركاتى كلها صح
-ههه منا كنت مكلف بحمايتك
-انا بشكرك جدا بجد مش عارفة من غير حضرتك كنت هعمل اى
قالتها بصوت رقيق أذابه
-متقوليش حضرتك تانى ينفع
قالها هائما
-اححم مينفعش
لاحظ انها كادت تنفجر خجلا فأسرع للشرفة يطلب اخاها وسرعان ما رد صوت عميق عليه
-الو
-رامز باشا
- الرائد حازم الهاشمى
- كويس انك فاكر صوتى قالها ببرود
-لا يسيادة الرائد هو صوتك يتنسي برضوا يا راجل عيب
كنت مستنى اتصالك اصلا
-مستنيه ؟
-طبعا اومال مين إللى بعتلك تنقذ أختى فى آخر لحظة
- كنت انت ؟
-اى يا حازم اى إللى جرالك لا انا كدة محتاج أعيد التفكير تانى فى حكاية حماية أختى دى
-لا بس ازاى عرفت
-عرفت ولا معرفتش انا مش عارف انت دخلت كلية شرطة ازاى اصلا لولاى كان زمانها ماتت
اغتاظ حازم كثيرا من عجرفته
- طب وانت سايب اختك ورايح تتفسح فى ايطاليا لى
قالها ببرود
-اظن ملكش فيه مهمتك هى حماية أختى من العصابة وبس انت بقى مش شايف شغلك مليش فيه أظن هتصل بسيادة اللواء محمد اقوله يبدلك بحد تانى كفاءة
-لااا
-يبقى تخلى بالك وتفتح عينك على كل إللى حواليك والا هندمك على اليوم إللى اتولدت فيه مش كفاية بسبب غبائكم ابويا معرفلهوش مكان لغاية دلوقت
-حاضر يا رامز بييه قالها مغتاظا
أغلق رامز الخط فى وجهه فأطلق حازم سبابا من فمه والتفت وجدها تلك الملاك تنظر له
-أخويا وافق
-وافق يختى وافق
قالها من تحت الضرس
-نعم
-لا متخديش فى بالك هروح اجبلك حاجتك
ثم نزل من المنزل
خلعت ميا نقابها وحجابها وعباءتها وظلت ببنطال جينز و بلوزة بيضاء وأظهرت جمال شعرها الاحمر وبشرتها شديدة البياض وعينيها لا انها سلاسل ذهب وليست عينان
-بسم الله ما شاء الله
قالتها السيدة كريمة أم حازم
خجلت ميا كثيرا
-اى دة ملاك دة ولا اى لا دة انتى ليكى حق تتنقبي
-انا برضوا شايفة قمر عينه زرقا قدامى
ضحكت كريمة ضحكة خليعة
-منا عارفة يختى عارفة دة انا كنت مجننة كل الرجالة فى الحارة دى بس ملك قلبي كان واحد بس عز الله يرحمه كان طول بعرض بعضلات كدة زى ابنه ما شاء الله مش ابنى قمر برضوا ولا اى
-طبعا طبعا يا طنط
واحمرت خجلا
-شوف البت بنات اخر الزمن صحيح يا بت طب اختشي ولا سمعتك بتقولى انك دكتورة علاج طبيعى
وبتخسسي هو ينفع اخس ولا مينفعش
-طبعا يا طنط
وانفجرت فى الضحك
-بتتت انتى بتتريقى وبعدين اى طنط طنط دى انا كوكو الواد المعفن ابو طويلة دة هو إللى كبرنى منه لله الطويل
لم تستطع أن تمسك نفسها من الضحك
-بنننت
-اسفة خلاص وكتمت ضحكتها
-مقولتلكيش بقى كانت عيونى زرق كدة وشعرى مسبسب واصفر وكانت الحارة كلها بتبحلقلى بس حبيب القلب بس إللى كان جوا الله يرحمه بقى
قالتها بصوت حزين
حاولت ميا ان تغير من كآبة الجو قليلا
-كوكو انتى منسيتيش حاجة
-اى هى
-اسمى
-اة صح اسمك اى يا حلوة انتى اكيد حلاوة او جواهر اوو
-بااس منتيش مكملة حلاوة اى يا كوكو بس انا ميا
-مين يختى
-ميااا
-دة انتى كنتى بتنونوى وانتى صغيرة ولا اى فين بقية اسمك يما
-مفيش فايدة
قالتها فى سرها
-ها بتقولى اىىى
-لا بس اقولك بس يلا نعمل الدايت يلا
-اى يختى كلمينى عربي متعمليش ضاكتورة
-لا يا كوكو يلا نخس يلا
-نخس اة طيب
ولاحظت ميا ارتباكها
-كوكو؟
- طب ينفع بعد مناكل الوزة وورق العنب
قالتها كتلميذة مذنبة
انفجرت ميا فى الضحك مرة أخرى
-يلا يلا اعلمك لف المحشي
-ههههه يلا يا كوكو يلا










القط ذو الأعين الذهبية Where stories live. Discover now