الفصل الثالث والعشرون

2.1K 110 10
                                    


أدرك فادى ان نور لن يستسلم . وان هناك عاصفة ستواجههم الايام القادمة ،
فتكلم فى محاولة فاشلة منه ليجعل نور يتنازل عن عناده  : ناوى على إيه يانور
نظر نور امامه وبوجه خالى من التعبيرات : ناوى على كل خير يافادى ، ولو سمحت وصلنى فى طريقك للبيت لان زى ماانت شايف عربيتى ولعت
فادى : طيب ماتيجي عندى الليلة دى نفكر مع بعض واكيد هنوصل لحل
نور : لا يافادى عاوز اقعد لوحدى
فادى  : خلاص ياسيدى أجى انا عندك النهاردة
نظر نور لفادى وبملامح جامدة  : لا يافادى ودلوقتى هتوصلنى ولا انزل واتصرف بمعرفتى
فادى : لأ تنزل تروح فين انا هوصلك
اخرج نور هاتفه واتصل على حياة ،كانت حياة فى غرفتها تحترق خوفا على نور ، انتبهت لصوت هاتفها فأجابت بلهفة : أيوة يانور انت كويس... انا اتصلت عليك كتير .... نور طمنى عليك انت كويس .... حصلك حاجة ....
كان نور يستمع لها ولم يرد فقط يستشعر  لهفتها وخوفها عليه ،
لم تسمع حياة رد منه فزاد خوفها عليه : نور...  اتكلم قول اى حاجة تطمنى عليك حتى لو هتتعصب عليا يانور انا موافقة ..... حتى لو كرهتني انا هلتمسلك العذر يانور
تنهيده خرجت من صدر نور لو كانت ناراً لاحرقت الاخضر واليابس : تفتكرى ياحياة انا اقدر اكرهك .... تفتكرى قلبى ممكن يكرهك ياحياة .... ياحياة انا بحبك واللي لازم تعرفيه وتكونى متأكده منه إنى رفضت اطلقك لانى بحبك ياحياة ... تمسكى بيكي لانك حبيبتى ...اول حب فى حياتى ياحياة ، قلبي ده ماعرفش يعنى إيه حب قبلك ولا دق لحد غيرك ... تفتكرى بسهولة كده اطلقك  ....
انا كان أهون عليا اموت النهاردة ولاإنى اطلقك ياحياة أو  إنك تبعدى عنى ....
ياحبيبتى حبى ليكي مش ضعف حبي ليكي بيقوينى ومش هسمح لحد يضغط علينا أو يتدخل فى حياتنا اكتر من كده
بعد فرح شريف هترجعى معايا و هنبعد عن كل ده و هنعيش حياتنا مع بعض
كانت حياة تستمع لنور ودموعها تهبط فى صمت كالخناجر تُغْرَس فى قلبها ، فهى متأكدة من صدق مشاعره وحبه لها فهى لم تكن تقل عنه عشقا تتألم كما يتألم فى بعدها عنه
تمنت لو كانا تقابلا فى زمان غير الزمان ، تمنت لو كان كل ماحدث لم يحدث ولكن للاسف اصبح بينهما الف حاجز وحاجز بدءً من نديم ... وإصرار والدها على تطليقها  وصراعه مع نور ونهاية بمحاولة قتل نور .... فالأمور زادت تعقيدا الان
لم يجد نور ردا منها فقلق عليها : حياة انتى سمعانى
جففت حياة دموعها سريعا وكأنه سيراها : ايوة يانور سمعاك
نور : انا اتصلت اطمنك عليا و هكلمك تانى
حياة : اوك خلى بالك من نفسك
نور : خلى بالك من نفسك يا حياة لأنك إنتى نفسي وحياتى في وجودك معايا
حياة : لا اله الا الله يانور
نور : سيدنا محمد رسول الله
وانهى نور الاتصال و زفر بضيق يفكر فى اكرم وكيف سيجعله يتراجع عن قراره
لاحظ فادى صمته : مالك يانور بتفكر فى ايه
نور : هتعرف يا فادى كل حاجة فى وقتها
فادى : وصلنا يانور
فتح نور باب السيارة لينزل فقال فادى ليطمئنه: نور لو احتجتنى هتلاقينى معاك يا صاحبى
ابتسم نور بمجاملة :ما تقلقش يا فادى دى مشكلتي الشخصية وانا اللى هحلها مش مهمة مكلفين بها
ابتسم فادى و رد بمشاكسة  : و متنساش يانور اننا مع بعض ( إعصار المخابرات) يعنى لعبنا مع اخطر الأجهزة الاجنبية يبقى مش هنعرف نلعب مع اكرم الصياد
نور : لا مش هنعرف نلعب معاه للاسف حياة اللي بينى وبينه زى انت ما قولت مش هقدر اردله الاذية
فادى : افهم من كلامك انك خلاص هتنفذله طلبه
نور : مين قال كده ... لأ طبعا حياة هتفضل مراتى
فادى : حيرتني معاك يا صاحبى
ربت نور على كتف فادى : من غير ما تحتار يا فادى  كل الحكاية إنى هاخد مراتى... بسيطة جدا
يأس فادى من قراءة افكار نور : هقول إيه يانور مستحيل حد يعرف انت بتفكر فى إيه
نور بإبتسامه: تصبح على خير
فادى : وانت من اهل الخير
وتركه فادى وذهب  وصعد نور لمنزله ودخل واخذ ملابس مريحة
ودخل لينعم بحمام بارد وبعد دقائق خرج من الحمام وتوجه للمطبخ اعد لنفسه فنجان من القهوة وجلس بعدها يتناول قهوته فى هدوء ولكن كان هذا هدوء ماقبل العاصفة
فلقد اتخذ نور قراره بمواجهة أكرم وتلقينه درساً لن ينساه فى حياته ولكن كل هذا بعيداً عن حياة ، ولكنه لم يفصح بقراره لفادى فهو لايريد ان يتورط أحد معه فى هذا الصراع فعليه وحده مواجهة اكرم
وبعد ساعة من التفكير ابتسم نور وذهب لينال قسطا من الراحة فمن الغد سيبدأ فى تنفيذ خطته
*****
فى احد الاماكن العشوائية  التى يقطن بها المجرمين والهاربين من العدالة كان يجلس رجلان
فقال احدهما للاخر : انا مش فاهم دماغ الراجل دى فيها إيه
ضحك الثانى : ياعم واحنا مالنا احنا نفذنا له المطلوب وقبضنا فلوسنا
الشخص الاول : أيوة لكن الحكاية دى فيها سر وسر خطير كمان
الشخص الثانى : ولا حكاية ولا رواية الموضوع كله قرصة ودن صغيرة
الشخص الاول : ياسلام قرصة ودن يقوم يخليك تبوظ فرامل عربية جوز بنته ...
الشخص الثانى : واحنا هنشغل بالنا تانى ليه ولع لنا سيجارتين ياعم وخلينا ننبسط
الشخص الاول : على رأيك واحنا مالنا المهم الفلوس يا صاحبى
************
فى فيلا اكرم الصياد
كانت حياة جالسة على سريرها امام اللاب توب تتحدث مع احدهم عندما سمعت طرقات على الباب اغلقت اللاب : تعالى يا دادة
اكرم الصياد : دا انا مش الدادة يا حياة
اعتدلت حياة فى جلستها وهى تتجنب النظر لعينيه : اتفضل يابابا
اكرم : اطمنتى على نور
حياة : أيوة
اكرم : تمام اللي حصل النهاردة ده كان قرصة ودن صغيرة ، و بيتهيألى انك اتأكدتى إنتى وهو انى اقدر انفذ والمرة دى بجد ماحدش هيقدر يلحقه
حياة : اطمن يابابا انا ماعنديش استعداد ان نور يتأذى بسببى وحاضر هخليه يطلقني طالما طلاقى من نور هيسعدك قالت كلمتها الاخيرة وهى تنظر فى عين اكرم بمنتهى الثبات
اعتقد اكرم انه نجح وبهذه الطريقة سيحافظ على حياة ولكن الايام القادمة ستحمل له عكس ذلك
اكرم : سعادتي هى سعادتك  يا حياة خليكي واثقة من كده كويس اوى
ابتسمت حياة ابتسامة جانبية بتهكم : سعادتي .... لا
ما تفكرش فى سعادتي يابابا خلاص سعادتي انا عارفة كويس اوى هتكون مع مين
بدأ قلب اكرم يشفق على حياة ولكنه لن يضعف أمامها رفض السماع لقلبه وفضل السماع لحديث العقل
********
فى فيلا اسيل
ذهب  شريف لزيارة اسيل فلقد اشتاق اليها فهى مشغولة تلك الايام مع والدته فى الانتهاء من شراء اغراضها فالوقت ضيق و سيسافر الاثنان بعد عرسهما لقضاء شهر العسل بإحدى الدول الاجنبيه ،
كان شريف جالس يتحدث مع والد اسيل فى  مكتبه ببعض الامور الخاصة بأسيل
والد اسيل :انا كنت عاوز اطلب منك طلب يا شريف يا ابنى  واتمنى انك توافق
شريف : طلب إيه يا عمى
اخرج والد اسيل ملف من درج مكتبه و اعطاه لشريف  :
الملف ده فى اوراق الشركة و الفيلا انا نقلت ملكيتهم لاسيل انت عارف اسيل بنتى الوحيدة مش عاوز لو حصلى حاجة حد من اهلى يضايقها او يشاركها ورثها
شريف : بعد الشر عنك يا عمى ربنا يبارك فى عمرك و تشوف ولادها
والد اسيل: الاعمار دى بيدى الله، لكن انا كنت بدعى ربنا يمد فى عمرى لحد ما اطمن على اسيل، والحمد لله ربنا استجاب لدعائى و اطمنت عليها معاك يا ابنى ، الملف ده هيفضل معاك امانة لو حصلى حاجة هتسلمه لأسيل و عاوزك تفضل معاها فى ادارة الشركة لحد ما اسيل تقدر تديرها ، هتلاقى فى الملف توكيل باسمك لادارة الشركة بعد ما ترجعوا من شهر العسل هتبدأ تدير الشركة ، انا عارف ان ده عبء  عليك لكن اسيل لوحدها مش هتقدر تدير الشركة وخصوصا فترة دراستها انا عاوزك تقف معاها لحد ما تخلص دراستها وبعد كده تستلم شركتها ده كان حلمنا انا و مامتها اننا نشوفها بتدير الشركة و بتكبرها ،
شريف بقلق  : حاضر يا عمى ، لكن ليه بتقول كده رينا يحفظك لنا وتفضل تدير شركتك لحد ما تسلمها لاسيل بعد التخرج ان شاء الله
والد اسيل : اسمع كلامى يا شريف و نفذه ده طلبى الوحيد ليك ومش هوصيك على اسيل هى دلوقتى مالهاش حد فى الدنيا دى بعد ربنا غيرك يا ابنى
شريف : ماتقولش كده ياعمى ارجوك ماتقلقنيش عليك
والد اسيل : ماتقلقش انا بخير لكن كان لازم اقولك الكلام ده واسلمك الملف ده قبل ماتسافروا انت واسيل  ، وربنا يسعدكم ياابنى
شريف : ربنا يباركلنا فى حضرتك ياعمى واطمن اسيل فى قلبى وعنيا
سمع الاثنان صوت اسيل وهى تنادى على مربيتها : يادادة يادادة انا جيت هو بابا فين
الدادة : فى المكتب يابنتى ومعاه الدكتور شريف
اسيل : اوك يادادة طلعى الشنط دى فوق وانا هدخلهم
وطرقت اسيل باب المكتب تستأذن والدها فى الدخول
والدها : تعالى يااسيل الدكتور شريف كان جاى يطمن عليكي
بعد اذنكم هروح ارتاح شوية ، البيت بيتك ياشريف ياابنى
شريف : اتفضل ياعمى
اسيل : لحظة ياشريف هوصل بابا وراجعة تانى
والدها : لا ياحبيبتى اقعدى مع خطيبك ماتقلقيش عليا
وخرج من المكتب متجه لغرفته ، واتصل بالطبيب يبلغه ان  يحدد موعدا لعمليته ولكن بعد سفر اسيل وزوجها 
جلست اسيل وشريف معاً
شريف : وحشتيني ياحبيبتى ... عاملة إيه
خجلت اسيل من شريف ولم ترد
شريف : حبيبتى اللي بتتكسف هانت خلاص يومين وهتكونى فى بيتى ومافيش كسوف هيكون بينا
وقفت اسيل : شريف وبعدين .... قولى انت كنت جاي ليه
شريف : هو لازم يكون فى سبب علشان اجى اشوف خطيبتى وحبيبتى ...
لم ترد اسيل على سؤاله ،
ابتسم شريف لخجلها فقال : عموما جاى ياستى علشان اشوف لو محتاجة مساعدتى فى اى حاجة
ابتسمت أسيل : لأ يادكتور شكرا ... بصراحة طنط  وحياة تعبتوا معايا اوى وخلاص اشترينا كل حاجة
شريف : يعنى كده جاهزين للفرح اوك يبقى يوم الخميس هعدى عليكي ان شاء الله علشان اوصلك الاوتيل انتى وعمى
اسيل : اوك ياشريف
نظر شريف لساعة يده : انا لازم امشي دلوقتى وهكلمك فى التليفون
اسيل : اوك خلى بالك من نفسك
شريف : حاضر يا حبيبتى ... مع السلامة
وخرج شريف من الفيلا وركب سيارته واتصل بصديقه
الو ياعمدة انت فين يادكتور ،
عماد بمشاكسة : اهلا ياعريس عامل ايه
شريف : بذمتك انت صاحب انت مش المفروض تكون معايا ياندل خلاص فرحى بعد بكرة وانت قاعد جنب مراتك
نظر عماد لتالا وبضحك : ابدا ياعريس انت تعرف عنى كده ماعندناش حريم تمشي كلامها علي رجالتها
ضحكت تالا على مشاكسته والقت الوسادة فى رأسه ،
وضحك شريف ايضا : لأ ماهو واضح بدليل انك لسة فى اجازة جواز لحد دلوقتى،  وبعدين زى انا ماساعدتك فى جوازك من اختى دلوقتى الدور عليك تساعدنى واعمل حسابك انت ونور هتكونوا شهود على عقد الجواز 
عماد بسعادة لصديقه  : خلاص ... خلاص ياعريس انت فين دلوقتى وانا جايلك حالا حتى فرصة اخد استراحة من اختك شوية
ضحك شريف على كلامه : طيب اسيبك دلوقتى وهستناك تعدى عليّٰ فى الفيلا وماتنساش تجيب تالا معاك ماما عاوزة تشوفها
عماد وهو يمسك رأسه من الالم : حاضر ياشريف مع السلامة بقى علشان نلحق نيجي ياسيدى
واغلق الهاتف والتفت لتالا وبغيظ : والله انتى مجنونة حد يخبط حد فى راسه ببرتقانه هى كورة شراب ياحبيبتى
ضحكت تالا على منظره : أحسن اهو كده تاخد استراحة بضمير واخرجت لسانها له فى حركة طفولية لتغيظه
عماد بدهشة وغيظ : بتطلعيلي لسانك ياتالا بتغيظينى طب والله ماهسيبك تعالى هنا
هربت تالا من امامه بسرعة الى الصالة واخذت تجرى وتدور حول طاولة الطعام وهو وراءها : والله ماهسيبك ياتالا .... تعالى بالذوق احسنلك
تالا وهى تضحك بشدة : نجوم السما اقربلك
عماد : يابنت الناس تعالى احسن ماتحضرى فرح اخوكى باصابات
تالا بثقة : ولاتقدر تعملى حاجة
عماد : كده طيب وتركها وذهب للمطبخ وكأنه تراجع عن مطاردتها ،
ظلت واقفة تتابعه من بعيد وهو فى المطبخ : تعالى ماتخافيش خلاص
تالا : لأ انا عجبانى الوقفة هنا الجو حلو
ضحك عماد : على اساس ان الصالة بحرى والمطبخ قبلى مثلا ، مالشقة كلها بحرى يابنتى
تالا : انا حرة ياعماد
عماد : براحتك انا هفطر والبس علشان شريف عاوزنا فى الفيلا
تالا : شوفت نسيتنى ازاى
عماد بضحك : وادينى فكرتك اهو ياستى مالكيش حجة
اطمأنت تالا لهدوء عماد وتوجهت للمطبخ لتأكل معه
عماد بخبث محدثا نفسه : جيتى لقضاكى ياحلوة
عماد يعرف جيدا خوف تالا من الحشرات الزاحفة فوضع لها حشرة مطاطية (( صرصار))تستخدم فى المقالب على الطاولة
جلست تالا وهى مبتسمة امام عماد وكانت ستبدأ بتناول الفطور
اخذت قطعة خبز وفجأة صرخت برعب ووقفت خلف عماد ممسكة بملابسه بشدة  عماد الحقنى
تصنع عماد دهشته : فى إيه ياحبيبتى
تالا وهى تشير باتجاه اللعبة ومغمضة عينيها : فى دى... موتها بسرعة ياعماد بليززز
لم يتمالك عماد نفسه فانفجر ضاحكاً على منظرها فتحت عينيها لترى ماسبب ضحكه
عماد  وهو ممسك الحشرة المطاطية بيده امام عينيها : كده خالصين ياقلب عماد خبطتيني ببرتقانة خوفتك بالكيوت ده
كادت تالا تنفجر من الغيظ : انت مستفز .... ارمى البتاعة دى
عماد وهو يمثل انه سيلقيها عليها : من عنيا ياقلبي  بس لو ماكونتيش تحلفى
صرخت تالا : لااااااااااا وخرجت من المطبخ تجرى لغرفة النوم
لم يتمالك عماد نفسه من الضحك على منظرها فحاول ان يسيطر على ضحكه وذهب اليها وجدها تنظر له شزرا فاقترب منها وبابتسامته الجذابةالتى تأسرها  :  خلاص بقى ياتالا ياحبيبت. ماتزعليش ... ، وبعدين انا قولتلك قبل كده هزرى معايا براحتك بس ماتزعليش من الهزار
ابتسمت تالا بمكر : وانا عمرى ماازعل منك ياحبيبي ...
وضحك الاثنان وبعدها ذهبا الي فيلا الصياد
**********
فى سيارة شريف
اتصل شريف ب نور
كان نور فى منزله يفكر فيما سيفعله مع اكرم وجد شريف يتصل به فأجاب عليه
اهلا يادكتور شريف عامل ايه
شريف : الحمد لله يانور ، انا بتصل عليك لانك هتكون معايا فى الاوتيل من الصبح انت وعماد وكده كده حياة وتالا هيكونوا مع اسيل
ابتسم نور فهاهى الفرصة اتت له بسهولة : طبعا ياشريف ده شئ يسعدنى
شريف بمشاعر صادقة : انت وعماد هتكونوا شهود على عقد جوازى يانور
نور : طبعا ياشريف انت اخويا زى عبد الرحمن وسليم
شريف : وطبعا سيادة اللواء والاسرة ممحتاجين عزومة احنا اهل وعائلة واحدة
نور : اكيد طبعا ماتقلقش هتلاقيني معاك من اول اليوم
مبروك ياشريف
شريف : الله يبارك فيك يانور
وانتهت المكالمة وجلس نور سعيدا لتلك الفرصة التى جاءت له لينفذ مايخطط له ،
أما شريف  فانشغل بباقى التحضيرات ولم يخبر والده بحضور اسرة نور
*******
اخبر نور اسرته بفرح شريف وضرورة حضورهم ، كما قامت حياة بدعوة عبد الرحمن وروجيدا الي الفرح
واستعد الجميع لفرح شريف واسيل
*******
اتصلت فريال بسليم لتخبره بضرورة حضوره معهم فرح شريف
ووافق سليم ولكن ماعكر عليه صفوه  تلك المزعجة رانيا فهو لايريد ان يأخذها معه ولكن والدتها تريده ان يحضرها معه
خرج من المنزل وذهب لاحدى محلات لشراء فستان لرانيا
اختار لها فستان من اللون الارجوانى مرصع بالكريستالات اللامعة الموزعة بدقة وعناية من يراها من بعيد كأنها قطع نجوم هبطت من السماء لتتلألأ على الفستان لتزيد من جمال صاحبته
وذهب بعدها الى المنزل وبحث عنها وجدها جالسة فى غرفتها ، طرق الباب
رانيا : أيوة
سليم : رانيا من فضلك اطلعى شوية عاوز اخد رأيك فى حاجة
ابتسمت رانيا ابتسامة جانبية وهى تقول لنفسها : ومن إمته وانا ليا رأى فى حاجة
وخرجت لترى ماذا يريد : نعم يامستر سليم
سليم : احنا هنا فى البيت مافيش داعى للرسميات
لم ترد رانيا عليه
سليم مد يده بمجموعة حقائب  : اتفضلى
رانيا : إيه ده
سليم : الحاجات دى بتاعتك يارانيا ... فاكرة نور اخويا اللى شوفتيه يوم جوازنا
رانيا : أيوة فكراه
سليم : احنا معزومين على فرح اخو مراته ولازم تكونى موجودة معايا
فأنا نزلت اشتريت الحاجات دى اتمنى تعجبك وتطلع مقاسك ، ولو حبيتى تغيريها ماعنديش مانع هننزل نغيرها دلوقتى
نظرت رانيا للحقائب ونظرت له باندهاش ،
لاحظ سليم ترددها  : فى ايه .... مستغربة كده ليه
رانيا : ليه تكلف نفسك كان ممكن تسيبنى هنا وتروح انت
سليم : مافيش كلفة ولاحاجة وماينفعش اروح من غيرك
لانك وببساطة شديدة دلوقتى واحدة من عائلة الدمنهورى
لم تجد رانيا ماتقوله : شكرا
سليم : على ايه ده واجبى ومهما كان انتى قصاد الناس  مراتى
رانيا : بعد اذنك ،
واخذت الحقائب ودخلت الى غرفتها ، فهى اول تأتى لها اشياء مثل هذه
ففتحتها واعجبها لون الفستان فهذا اللون هو ماتعشقه وبشدة
ارتدته وارتدت الحذاء ووضعت الاكسسوارات التى اشتراها لها سليم مع الفستان وخرجت لتأخذ رأيه فيه
رأها سليم انبهر بجمالها فكانت فى هذا اللون كقطعة الثلج شديدة البياض ولون الفستان زاد من جمالها
خجلت رانيا من نظرت سليم لها : إحم ... احم ... إيه رأيك فى الفستان
صفر سليم صفارة اعجاب بها : روعة ده كأنه اتعمل ليكي انتى مخصوص
واللون ده حلو عليكي اوى
رانيا : انا اساسا بحب اللون ده ، لكن انت عرفت منين انى بحب اللون ده
سليم : بجد ، انا مااعرفش انك بتحبى اللون ده لكن انا كمان بحب اللون ده
رانيا : فى اى ملاحظات عليه
اقترب سليم منها ودار حولها ليرى اى تعديلات مطلوبة
كانت رانيا فى قمة خجلها منه
سليم : لا بصراحة حلو اوى
استأذنت رانيا : اوك بعد اذنك ،
ودخلت رانيا لغرفتها بسرعة هربا من نظراته
وجلست تتنفس بسرعة وكأنها خرجت لتوها من سباق للجرى
جلس سليم يفكر بجمالها وبخجلها ، ولكنه سرعان ماطرد تلك الفكرة من رأسه فكلهن عنده نانسي
*************
فى يوم زفاف شريف واسيل
فى الاوتيل ،
وصل شريف وعروسه وتبعهم وصول حياة وتالا ووالدتهم ،
وكذلك وصل عماد للاوتيل وتأخر نور فى الحضور
اما اكرم الصياد انشغل هذا اليوم فى المجموعة بانهاء بعض الاعمال المتعلقة وكانت هناء تعرف انه سيأتى قبل عقد القران فهو سيكون وكيل شريف
وصل نور للاوتيل بعدما تأكد من مصادره المكلفة بمراقبة اكرم بأنه موجود فى المجموعة ولن يأتى قبل المساء
كانت البنات مشغولة مع اسيل فى غرفتها ، والشباب ايضا انشغلوا مع شريف
لم تعرف حياة بوجود نور معها فى نفس الاوتيل فهو طلب من شريف ان لاتعرف حياة بوجوده وانه يريد ان يصنع لها مفاجأة فوافق شريف واحترم رغبة نور
انقضى اليوم فى استعداد الجميع لهذا الزفاف
ففى منزل الدمنهورى كان امجد وزوجته يستعدا للذهاب ولكنه كان قلقاً على نور ومازاد قلقه اصرار نور على حضورهم
واستعد  ايضا عبد الرحمن وروجيدا التى ابلغته فى وقت سابق بموافقتها على الزواج منه
وكذلك سليم ورانيا استعدا للذهاب ولكن قبل خروجهم من المنزل
سليم : اتفضلى يارانيا البسي ده
نظرت رانيا للعلبة التى كانت مع سليم : إيه ده
سليم : دى شبكتك يارانيا حتى لو جوازنا لاسباب معينة ف ده حقك
نظرت رانيا للعلبة ونظرت له : اسفة ياسليم مش هقدر اقبلها انا اخدت حقى وزيادة لما وافقت تساعد اخويا وتدفعله الدين اللى كان عليه لجوز امى
سليم : رانيا دى حاجة ودى حاجة تانية وبعدين اللي بينى وبسن اسامة اخوكى انتى مالكيش دعوة بيه واتفضلى ده حقك ، وماتقلقيش يوم ماننفصل الحاجة دى بتاعتك انتى
رانيا : اسفة مش هقدر اقبلها لا دلوقتى ولابعدين
نظر لها سليم باندهاش اهناك حقاً فتاة لاتحب المجوهرات
لماذا ترفض تلك الفتاة مجوهرات غالية مثل تلك وهى حقها ، احقا هناك من تكون كرامتها وكبريائها اغلى من مجوهرات الدنيا
سليم : ولو طلبت منك تلبسيها النهاردة واحنا فى الفرح وبعدين ترجعيها تانى
رانيا: هقولك اسفة مااتعودتش البس حاجة مش من حقى ولا استلف حاجة البسها اتباهى بيها وبعدين ارجعها ،
انا عاجبنى الاكسسوار اللي لابساه ومش هغيره ، ممكن نمشى لاننا كده هنتأخر
زفر سليم بيأس من تلك العنيدة : لحظة وهنمشى
ودخل غرفته ووضع العلبة فى الدولاب وخرج وبعدها توجهوا للاوتيل
توجه الجميع للاوتيل ، وتوجه شريف ليأخذ عروسه فهو اشتاق لها كثيرا  فتالا وحياة منعوه من رؤياتها منذ حضورهم للاوتيل
وذهب عماد معه لرؤية زوجته وانتظر نور حضور اكرم الصياد للاوتيل
فتحت حياة باب الغرفة لشريف حتى يرى عروسه
دخل شريف سريعا ليرى عروسه التى كانت مختبئة تحت طرحتها البيضاء فلقد اسدلت اسيل طرحتها على وجهها بعدما انتهوا وقبل دخول شريف
وقف شريف ينظر اليها ويتأملها فى اعجاي شديد فهاهى حلم حياته ستصبح اليوم زوجته
كانت اسيل تضم يديها بقوة من شدة خجلها من شريف
خرجت حياة وتالا من الغرفة وتركوا شريف واسيل
اقترب شريف منها  ورفع الطرحة من على وجهها ليراها عن قرب
ابتسم باعجاب وكان قلبه يدق بشدة : ماشاء الله يااسيل
قوليلي اعمل فيكي ايه دلوقتى
اسيل : ليه فى إيه
شريف : يعنى مش عارفة دلوقتى الناس كلها هتفضل تبص عليكي وبصراحة انا مش هستحمل كده ممكن ارتكب جناية النهاردة بسببك
بقولك إيه ,
اسيل: إيه
شريف : ماتيجي يابنت الناس نقصر الشر واخدك ونروح دلوقتى
ضحكت اسيل بشدة على غيرة شريف عليها : ماينفعش  ودلوقتى لازم ننزل اتأخرنا على بابا والناس كلها منتظرانا
شريف : حاضر ياستى وامرى لله
وامسك يدها بيده وتشابكت اصابعهما فرفع شريف يدها الى فمه وطبع عليها قبلة رقيقة
واخذها وخرجا من الغرفة فى طريقهم الي المكان الذى ينتظرهم فيه والدها والمأذون وبعدها سيتوجهوا للقاعة التى ستشهد اليوم ارتباطهما
تلقى نور اتصال بوصول اكرم للاوتيل ،فكان يراقب من بعيد كل مايحدث دون ان ينتبه اليه احد منتظرا اللحظة المناسبة
كانت الحفلة بها كبار رجال الاعمال فى مصر وبعض من الوزراء ورجال الدولة وايضا اللواء محسن
دخل شريف واسيل القاعة الصغيرة  المجهزة لعقد قرانهم معاً فلقد حرص شريف على تجهيزها بطريقة جميلة ورومانسية
فالقاعة كانت كلها مزينة بالورود البيضاء وكأنها كجزيرة فى الجنة وكانت متصلة بالقاعة التى ستشهد زفاقهم ببث تليفزيونى على الشاشات حتى يرى جميع الحظور مايحدث بتلك القاعة و لايوجد بالقاعة سوى المأذون ووالد اسيل واكرم الصياد وعماد فى انتظار وصول العروسين
وصل العروسين لتلك القاعة الصغيرة ، وكانت مفاجأة شريف لاسيل
فدخلا القاعة انبهرت اسيل بهذا المكان وجماله ونظرت لشريف : معقولة انت اللى عملت كل ده
شريف : ولو اطول اعملك اكتر من كده هعملك ياحبيبتى ،
والتفت ينظر  للمكان ونظر لها ، : عجبك
اسيل : حلو اوى ياشريف
شريف وهو ممسك بيدها ومتجهين معا للطاولة الجالس عليها المأذون : ربنا يقدرنى واسعدك يااسيل واشوفك سعيدة طول العمر
ابتسمت اسيل فقلبها الان كالعصفور الذى يريد التحليق عاليا  فى السماء 
اقتربوا من والديهم : كان والد اسيل سعيدا بابنته فهاهى اليوم عروس ويسلمها لعريسها
واكرم لم يقل سعادة عن والد اسيل فهاهو ابنه الوحيد سيتزوج بمن احبها
جلست اسيل وشريف فى مكانهم وبدأت المراسم وسأله المأذون : أين الشهود يادكتور شريف
عماد : انا موجود يافضيلة الشيخ ودى بطاقتى
المأذون : واين الثانى
التفت شريف يبحث عنه
وجاء صوت من خلف اكرم الصياد : موجود فضيلتك اتفضل البطاقة
صدم اكرم من وجود نور الذى ظهر فجأة من خلفه وبنظرة كلها تحدى واصرار: مبروك ياحمايا العزيز ......
صدمة الجمت كل من حياة واكرم واللواء محسن .....

رواية حياة بلا حياه الجزء الثانى   مكتملة للكاتبة إيمان عادل الصياد ( إيمي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن