الفصل 33

2K 108 9
                                    

فى بادئ الامر بمناسبة ذكرى انتصارات اكتوبر  اردت ان أتوجه بالشكر لرجال الجيش المصرى
"رجالاً صدقوا ماعاهدوا الله عليه "
تحية لكل جندى شارك فى حرب أكتوبر ١٩٧٣
تحية لكل جندى دافع عن مصر وكرامة شعبها
رجال آمنوا ان كرامة وطنهم أغلى من كنوز العالم ، رفضوا الاستسلام لعدو غاشم مغتصب لبلاده ، تحية لكل جندى مؤمن بقضية بلاده يحارب فى شتى الميادين لرفع راية بلاده عاليه
تحية لأرواح شهدائنا شهداء حرب اكتوبر ، تلك التحية تحية اعتزاز وتقدير وفخر رفعت رؤوس المصريين عالياً بعد القضاء على الاسطورة المزيفة ( الجيش الذى لايُقهر)
تحية لمن ردوا الى مصر مكانتها وريادتها بين دول العالم ، تحية لمن استطاعوا رغم التحديات والصعاب تغيير خارطة العالم رغم أنف الدول الاقتصادية الكبرى
تحية للابطال الذين اعطوا للعالم أجمع درس ثابت وراسخ عن المصريين ومهارتهم القتالية وقدراتهم على توظيف وتطوير  جميع الامكانيات المتاحة من أسلحة وذخيرة لقلب موازين الحرب لم يكن انتصار ٦أكتوبر فقط وإنما كان شهر أكتوبر شهر الانتصارات شهر استطاعت فيه مصر بجنودها ان تهُب شامخة فى وجه العالم رغم ويلات الحروب والنكسه التى كانت تعانى منها مصر آنذاك
سيستمر تاريخ مصر على مر العصور يسطر بأيدى أبنائه الانتصارات على مر العصور من قديم الازل حتى نهاية الزمان
سيظل جنود مصر خير اجناد الارض حتى قيام الساعة
كم أنا فخورة بأنى مصرية مهما مرت بلادى بأزمات او مؤامرات داخلية وخارجية ولكن سيظل قلبي ينبض بحب بلادى على الرغم من سفرى لبعض الدول العربية فى الماضي ولكننى كنت وسأظل فخورة بكونى مصرية لم ولن تتغير الهوية مهما كانت صعاب تلك الحياة ومهما كانت تحديات ذلك الزمان
************
فى المستشفى
كانت روجيدا تجلس فى مكتبها شاردة ولم تشعر بوجود عبد الرحمن الجالس امامها يراقب حالتها فى صمت شديد
حتى يأس ان تنتبه لوجوده فقام بتحريك يده امام عينيها قائلا بمشاكسة : إيه يادكتورة التفكير ده كله ،  ياترى بتفكرى فى إيه
قالت روجيدا وهى تحاول ان تخفى تفاجئها بوجوده امامها : أبدا يادكتور مافيش حاجة ، انت هنا من امته
نظر لها عبد الرحمن بشك وضيق عينيه : انا هنا من زماااان بس  هتخبى عليا ياروجيدا  وأكمل وهو يغمز لها بعينيه : ده انا حتى زى خطيبك يارورو
ابتسمت روجيدا على مشاكسته فهو لن يتغير ستظل روحه المرحه صفه من صفاته
قام عبد الرحمن ليعود لعمله من جديد وكانت روجيدا تراقب خروجه بعينيها حتى توقف والتفت لها قائلا : شوفتى نسيتينى كنت عاوزك فى إيه
نظرت له روجيدا بتركيز وسألته قائله :
خير يادكتور كنت عاوزنى فى إيه
اقترب عبد الرحمن منها خطوات قليلة وسألها : حياة اتصلت بيكى ولا لسة
اعتلت ملامح الدهشة وجهها لسؤاله المفاجئ ولكنها جاوبته بإقتضاب وهدوء  عكس مايدور بداخلها : لأ
هز عبد الرحمن رأسه بيأس
وقفت روجيدا واقتربت منه قائلة : ليه بتسأل  ياعبد الرحمن
زفر عبد الرحمن بيأس وجلس مرة اخرى قائلا  : لازم نكلمها بأى شكل ترجع مصر
جلست روجيدا على المقعد المقابل له وسألته : وتفتكر حياة هتوافق على الكلام ده .... تفتكر هتقتنع وترجع بالسهولة اللى انت متخيلها
عبد الرحمن وهو شارد : لازم نقنعها وبأى طريقة ياروجيدا
كانت روجيدا متردده اتخبره بما سمعت ام لا
لاحظ عبد الرحمن شرودها فقال لها : روجيدا .... ياروجيدا إيه يادكتورة انا ملاحظ إن فى حاجة شاغلة تفكيرك الفترة دى بتكونى شاردة كتير ليه ؟
وقفت روجيدا وتحركت من امامه وهى تعدل نظارتها الطبية قائله: أبدا ياعبد الرحمن هيكون إيه اللي شاغل تفكيرى يعنى
وقف عبد الرحمن ايضا وهو يقول بشك : السؤال ده تسأليه لنفسك ياروجيدا ،
وإعملى حسابك  هنتصل بعاصم النهاردة لان لازم نتكلم مع حياة بأى طريقه ولم ينتظر منها رد وخرج بخطوات سريعة
جلست روجيدا تفكر فى الامر وبعد تفكير طويل قررت عدم الافصاح عما سمعته من حديث نور ووالده ، وقررت ان يعرف الجميع من امجد ان نور رد حياة لعصمته وانها لاتزال زوجته حتى الان
فكفاها خلافات مع عبد الرحمن حتى الان .
* دخل عبد الرحمن مكتبه وجلس على كرسيه يحاول تهدئة نفسه فهو منذ حديثه مع والده لم يستطيع السيطرة على غضبه وضع عبد الرحمن يده على وجنته يتذكر تلك الصفعة التى تلقاها من والده كرد فعل طبيعى
((فلاش باك))
بعدما تابع امجد مغادرة خالد بسيارته من شرفة منزله التفت لإبنه قائلا بحدة :
لتانى مره هسألك حياة مرات اخوك فين ياعبد الرحمن
دهشه اعتلت ملامح عبد الرحمن من سؤال والده له بتلك الحده فرد عليه قائلا : بابا هو انت صدقت الكلام العبيط اللي قاله خالد دلوقتى
تركه أمجد وتوجه الى داخل الغرفة ووقف امام الباب واغلقه بالمفتاح وعاد مرة اخرى لإبنه الذى يتابع الموقف بصمت ممزوج بدهشة
اقترب منه وجذبه اليه من تلابيبه قائلا : الضابط اللي كان هنا ده مش جاى يقول كلام عبيط ده ضابط مخابرات وعارف ومتأكد كويس أوى من كل كلمة هو بيقولها
إتكلم مرات اخوك فين ، إتكلم وإلا انا بنفسي اللي هسلمك لهم ووقتها الاتهام هيكون رسمى اختطاف زوجة ضابط مخابرات
نظر عبد الرحمن لوالده بصدمة : إختطاف ..... ومين أنا اللى خطفتها
أمجد قائلا وهو يتركه بعصبيه ارتد على اثرها عبد الرحمن للخلف : طبعا وهو انت كنت مفكر إيه الموضوع هزار مثلا
عبد الرحمن لآخر مرة هسألك مرات اخوك فين وياريت تجاوبنى بهدوء وإلا قسما بربى هنسى إنك إبنى وهتصرف بطريقه إنت بنفسك هتكرهها
اقترب عبد الرحمن من والده فى محاولة لاستعادة ثقة والده فيه مرة اخرى قائلا : يا بابا ارجوك كفاية اتهامات ، ليه خالد نجح فى زرع الشك بينا
نظر امجد لابنه نظرات ثاقبه شعر عبد الرحمن بعدها أن تلك النظرات جعلت روحه عاريةً تماما امام والده وأمام نفسه
حاول جمع شتات نفسه قائلا : حقيقي انا مااعرفش مكانها...
صفعة قوية على وجهه تلقاها من والده نظر  عبد الرحمن على اثرها بصدمةٍ إليه ودموع تحجرت فى عينيه أبت النزول، وضع يده على وجنته يتحسس مكان الصفعة
وجد نظرات امجد مصوبه له بغضب وكأنه كالبركان الثائر قائلا : إياك تفكر تكذب عليا تانى إنت فاهم انا فعلا فشلت فى تربيتك يادكتور بتكدب على أبوك ... أبوك اللي بنظرة واحدة فى عيون ولاده يقدر يقرأ افكارهم
عبد الرحمن انت ساعدت حياة تهرب وانا دلوقتى بسألك لآخر مرة حياة فين لأن صدقنى بيك او من غيرك هوصلها لكن وقتها قسما بالله لاهتكون إبنى ولا اعرفك وهكون غضبان عليك يادكتور
شعر عبد الرحمن وقتها بخطأه الفادح الذى ارتكبه فى حق عائلته فهاهو والده شعر بالفشل فى تربية ابناءه ومااقساه من شعور عندما يشعر الوالدين أنهم اضاعوا حياتهم هباءً معتقدين انهم نجحوا فى تربية ابنائهم
فإقترب عبد الرحمن من والده وامسك يده  والدموع تلمع بعينيه وقبلها قائلا : لاعاش ولاكان اللي يقول كده ياسيادة اللواء انت ربتنا احسن تربية ، ولا عاش ولاكان يابابا اللي يتسبب لك انت وماما فى لحظة حزن او قهر ، انا اسف لكن انت ربيتنى اصون العهد وماأخونش ثقة حد فيا مهما كانت العواقب
أمجد : أيوة ياعبد الرحمن لكن ده مش علي حساب أخوك مش على حساب حياته ، أخوك مسافر فى شغل وقلبه بيتحرق على مراته ياابنى لو تعرف هى فين طمن قلبي لازم حياة ترجع لازم مرات اخوك ترجع ياعبد الرحمن
عبد الرحمن : أيوة يابابا لكن احيانا القدر بيجبرنا على تصرفات غصبا عننا وبعدين  انت عارف الظروف اللي عاشوها وعارف كمان ان فى خطورة على حياة نور لو رجعوا لبعض تانى وعلشان كده نور طلقها ،
امجد : نور ردها لعصمته تانى ياعبد الرحمن ، هو رمى يمين الطلاق بس ماطلقهاش رسمى  على يد مأذون وردها تانى لعصمته وطلب منى قبل مايسافر إنى ادور عليها وارجعها تعيش معانا هنا لحد مايرجع بالسلامة
عبد الرحمن بدهشة : يعنى حياة لحد دلوقتى لسة مرات نور
امجد : أيوة لسة مراته ولازم نلاقيها قبل اكرم لان انا مش ضامن غضبه هيكون ازاى فلازم حياة تكون فى حمايتنا لحد جوزها مايرجع بالسلامة
هز عبد الرحمن رأسه مؤيدا رأى والده: فعلا يابابا معاك حق
امجد : يعنى انت تعرف مكان حياة ياامجد وانت اللي ساعدتها فى هروبها مش كده
عبد الرحمن بنبرة حزن : للاسف أيوة لكن يابابا انا لو كنت اعرف ان حياة لسة مرات نور صدقنى كنت همنعها لكن للاسف كانت هتلجأ لحد تانى ووقتها هيكون فى صعوبة نوصلها
أمجد : يبقى زى ماساعدتها تهرب تساعدنا نرجعها تانى ، قبل اكرم مايوصلها
عبد الرحمن : اوعدك يابابا انى ارجعها مصر تانى وخصوصا انها ....
امجد : إنها إيه ماتتكلم
تردد عبد الرحمن فى اخبار والده بحمل حياة فقرر التراجع عن اخباره قائلا : وخصوصا انها لسة مرات نور يابابا وهى ماتعرفش ان نور ردها وتحدث مع نفسه قائلا
اسف يابابا مقدرتش اقولك ان فى حفيد جايلك كمان كام شهر لانك مش هتستحمل خبر زى  ده وحياة بعيد لازم ارجعها الاول واصلح كل حاجة ويتلم شمل نور وحياة من تانى ووقتها هقولكم الخبر وهتستقبلوه بفرحه كبيرة وصول حفيد عائلة الدمنهورى
((نهاية الفلاش باك))
زفر عبد الرحمن بضيق لمرور الوقت ببطئ ممل منتظرا مكالمته مع عاصم
*************
فى امريكا
صدمة الجمت حياة وكأن الزمن توقف عند تلك اللحظة فهى تعى جيدا انها ستتعرض لسخافات كثيرة تلك الفترة ولكنها لم تتوقع ان تتلقى عرض للزواج وبهذه السرعة 
قلبها كاد يصرخ بإسمه كاد ان يخرج من مكانه رافضا لتلك الاحداث السخيفه  ولما لا فحقا هى لم ولن تعشق أحد سواه نور ، نور هو وحده من له الحق فيها ، هو وحده من له الحق ان يكون زوجها ورفيق دربها، نور فقط من يمتلك قلبها فكيف يتجرأ هذا السامح على التفكير... مجرد التفكير بهذا الامر
انتظر سامح رد فعلها بترقب شديد فهى كانت تقف امامه بملامح جامده ثابتة لم يستطيع قراءة مايدور بخلدها ، فبادر مرة اخرى بالتحدث قائلا : حياة تتجوزينى......
لأ جاءت تلك الكلمة ردا على طلبه وهى عاقده ذراعيها امام صدرها ، تقف بثبات رغم الصراع الداخلى بين قلبها وعقلها ، تقف بهيبة حياة الصياد بشموخ وكبرياء انثى ، نظرت فى عينيه نظرات ثاقبة حذرة قائله : لأ ....طلبك مرفوض بعد إذنك
وهمت ان تغلق الباب فإستوقفها سامح معترضا طريقها قائلا بتحدى واصرار :
وانا هعتبر نفسي ماسمعتش ردك وفكرى تانى لأنى مش هيأس بسهولة ... وانا واثق انه هييجى اليوم اللى تغيرى فيه رأيك
ابتسمت حياة ابتسامة جانبية بسخرية قائلة : واضح انك ماتعرفش انت بتتعامل مع مين وعموما انا ردى مش هيتغير طلبك مرفوض
سامح بثقة وغرور : ولا انتى تعرفى انا عنيد اد إيه
وتركها وذهب ، ووقفت حياة تتابعه بنظرات تحدى واصرار  وهو يقود سيارته مغادرا المكان فجأة كما حضر فجأة
اغلقت الباب بنفاذ صبر فهاهى الحياه تؤكد لها يوما بعد يوم انها ستقابل مالا تتوقعه من سخافات
صعدت لغرفتها لتنعم بحمام دافئ عله يساعدها فى تخفيف نيران قلبها
واحضرت لها ماتيلدا طعام العشاء بغرفتها كما طلبت حياة منها قبل حضور ذلك المتطفل سامح منذ قليل
خرجت حياة وجلست تمشط شعرها امام المرآه شردت فيمن امتلك قلبها فهى تعى ان فى بعدهم عذاب ولكنها لم تدرك جيدا انها بهذا البعد سيشتعل قلبها كجمرة نار ملتهبه بين ضلوعها وانها لن تستطيع مهما حاولت اخماد تلك الجمرة المشتعله
تذكرت نور عندما كانوا فى المانيا فى صباح اليوم الذى تم  فيه اختطافها عندما كانت تقف  امام  المرآه تمشط شعرها وفاجأها نور بإحتضانها من الخلف ضامما إياها اليه بتملك يستنشق عبيرها قائلا لها وهو يأخذ منها المشط:  حبيبتى تسمحيلى وأجلسها على الكرسي ووقف خلفها يمشط لها شعرها برفق وكأنه شئ رقيق خاف ان يصاب بأذى
ابتسمت حياة وبادلها نور نفس الابتسامه .
فرت دمعه متمردة على وجنتيها عندما تذكرته ووضعت يدها على بطنها تتحسس طفلها برفق وحنان وتنهدت قائله : انت اللي مصبرنى على بُعده ، وكل الوجع اللي مستحملاه ده علشان سلامتك وعلشان محدش يأذيك ولا يفكر ياخدك منى
انتبهت حياة على صوت ماتيلدا تستأذن للدخول فأذنت لها حياة
ماتيلدا : أووه مدام حياة حضرتك نسيتى العشاء
ابتسمت حياة فهى حقا نسيت أمر العشاء قائلة : أيوة فعلا لكن انا هنام عندى شغل مهم الصبح تقدرى تاخدى الاكل
ماتيلدا : مدام حياة بليز لازم تاكلى ولو حاجة بسيطة
واعدت لها سندوتش خفيف واعطتها كوب الحليب واخذت باقى الطعام وخرجت
جلست حياة على سريرها تتناول طعامها وهى تفكر فيما سيحدث مع ذلك المتطفل سامح وبعد تفكير طويل قررت عدم اخبار عاصم بما فعله سامح
وان عليها التصرف معه بطريقتها هى
***********
فى تل ابيب
وصل فادى ونور الي المكان المتفق عليه سابقا للقاء باقى الفريق المساعد لهم فى تلك المهمة
وبعد انتظار ساعة وصل باقى الفريق المساعد وماكانوا سوى شاب وفتاه
شاب طويل ونحيف يرتدى نظارة طبية خمري الملامح يبدوا من عرب اسرائيل وفتاة متوسطة الطول تمتلك جسد رياضى ذات  قوام ممشوق ترتدى ايضا نظارة طبية تختفى ملامحها خلف تلك النظارة
صافح نور وفادى الشاب والفتاه
ابتسمت الفتاه ابتسامة جانبيه وتحدثت بالفرنسية مع ذلك الشاب الذى بادلها الحديث بنفس اللغة
انتبه فادى لصوت الفتاه وهو يحاول ان يتذكر اين سمع هذا الصوت ولكنه التفت لنور الذى لاحظ شروده قائلا : فادى بتفكر فى إيه
فادى : مش عارف حاسس انى سمهت الصوت ده قبل كده يانور
نور : عادى يافادى هتسمعه فين كبر دماغك وخلينا نركز فى شغلنا
وجلسوا جميعهم يدرسوا خطتهم ودور كل فرد منهم
بدأ الشاب والفتاه يعرضوا بعض صور افراد  التنظيم المطلوب التخلص منهم بهدوء
بدأ الشاب يشرح مع كل صورة طبيعة كل فرد منهم وشخصيته وعمله وطريقة تعامله مع الاخرين
وبعدما انتهى الشاب من شرح الشخصيات المطلوبة التفت فادى ونور لبعضهم البعض فتحدث نور قائلا : لازم نتعامل بحذر شديد لأننا فى جُحر التعابين
فادى : ده إحنا لازم نتعامل زى الحاوى
رد عليهم الشاب : بالضبط كده ودى مهمتكم انتم انا واختى دورنا المراقبة وتحديد الاماكن اللي بيترددوا عليها وانتم هتحددوا ساعة الصفر وبعد ماتنفذوا المهمة مش هتستنوا فى اسرائيل ولا دقيقة واحدة لانه وقتها ممكن يكون فى خطورة على حياتكم
نور وفادى معا : اوك
تحدثت الفتاه موجهة حديثها لفادى : طبعا فى اوضة مجهزة هنا هتقدروا تستخدموها لان كل مرة هتضطروا فيها للتنكر واخفاء ملامحكم الحقيقية
ودلوقتى هنسيبكم ترتاحوا ومن بكرة هنبدأ تنفيذ خطتنا
فادى ونور : اوك تمام
استعد الشقيقان للذهاب ولكن وقفت الفتاه مرة اخرى امام فادى قائلة :  تانى مرة تبقى تركز وانت ماسك القهوة فى المطار
وخرجت مسرعة دون ان تنتظر رد فعله
نظر فادى فى اثرها قائلا بغيظ : يابنت ال.... مستحيل تكون دى هى اللي قابلتها فى المطار
سمع نور تمتمة فادى فسأله : فادى ياحبيبي هى الرحلة اثرت على دماغك وبتكلم نفسك دلوقتى
فادى بغيظ : مش ناقص سخافتك دى وقوم خلينا ننام شكلنا داخلين على ايام زبالة
ضحك نور قائلا : دى ايام الوانها غامقة يافادى
*******
فى المستشفى
بعد مرور شهر لم تستقر حالة والد اسيل  حتى الان
شهر اسيل لم تترك والدها للحظة واصبحت اقامتها اقامة كاملة  فى المستشفى
وفى صباح احدى الايام سارت حالة هرج وفوضى فى غرفة العناية المركزة بسبب حالة والدها اضطر الاطباء على اخراجها خارج الغرفة حتى يستطيعوا السيطرة  على وضع والدها الصحى
خرجت اشيل منهارة امسكها شريف بقبضة يده ضامما اياها داخل احضانه فى محاولةمنه لتهدئتها وهم يراقبوا الوضع داخل الغرفة من وراء ذلك اللوح الزجاجى
حتى رأتهم يحاولوا انعاش قلبه بالصدمات الكهربائية حاولت التحرر  من
احضان شريف ولكنه ادرك ماسيواجههوه الان فشدد ضمته اليها وخرج احدى الاطباء من الغرفة بملامح حزن واسي
سأله شريف: طمنا يادكتور
هز الطبيب رأسه بيأس قائلا : البقاء لله
نزلت الكلمة على سمع اسيل كالصاعقة كالصدمة التى فصلتها عن الواقع
سقطت بين يدى شريف فاقدة للوعى وكأنها استسلمت للظلام الحالك الذى حل فى حياتها بعد وفاة والدها دعمها وسندها فى تلك الحياة فمهما عشقت الفتاة او تزوجت ممن يحبها فلم ولن يحبها احد مثل ابيها
حقا فالاب سيظل هو اول عشق فى قلب ابنته ولما لا وهو أول من عاملها كملكة متوجة فى الحياة فالاب هو دائما السند فبموت الاب يفقد الانسان السند الحقيقي (فرفقا بقلوب من فقدوا ابائهم ففقدانهم سيظل الجرح الغائر فى قلوبهم )
صرخ شريف بلهفة وقلق على اسيل : أسييييل ....
*******

رواية حياة بلا حياه الجزء الثانى   مكتملة للكاتبة إيمان عادل الصياد ( إيمي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن