الطريقة الرابعة /على الطَّرفِ الآخرِ

254 36 14
                                    

جلسَ يزفرُ الهواءَ بتوترٍ يحاولُ طردَ أيَّ أفكارٍمُقلِقةٍ في عقلِهِ، رتّبَ شعرَهُ ومنْ ثُمَّ أعادَ التَحققَ مِنْ قميصهِ الأبيضِ إنْ أغلقَ الأزرارَ جميعَها
أسرعَ و قبضَ على ساقِهِ التي كانتْ تهتَزُ بجنونٍ وكأنَّما أسفَلَها هزةٌ أرضيةٌ مِنَ الدرجةِ التاسعةِ

"سيدي ،أَتودُّ طلبَ العشاءَ الآن!"


جرَّ انتباهَهُ صوتَ خادمِ المطعَمِ ينقرُ على كتفِهِ بِخفّةٍ ليعودَ بهِ إلى الواقعِ مُبتسماً إليهِ بعدَ أنْ كانَ يُراقِبَهُ منذُ نصفِ ساعَةٍ 


"لا، أمهلْني القليلَ مِنَ الوقتِ"


ردَّ يَمسحُ قطراتَ العرقِ منْ على جبينهِ بمنديلهِ دونَ أنْ ينظرَ نحو الّذي ابتعدَ بهدوءٍ بعدَ أنْ انحنى بلطفٍ لَهُ


بدأَ يفكرُ لنفسهِ أنَّ ما يفعلهُ الآن هو إثمٌ لن يُغتفرْ لهُ، التعرفُ على فتياتٍ آُخرياتٍ ،و بموعدٍ أَعمى؟؟ إنَّهُ على علمٍ بخطوتِهِ الوقِحَةِ هذهِ ولَكنْ لَربما خطَّتَهُ ستكونُ ذي نهايةٍ قبيحةٍ عليهِ ، هلْ سَتكتَفي شارلوت بالصمتِ هذهِ المَرّة؟ أمْ أنَّها سَتقلبُ الدُنيا على رأسهِ ، لَرُبما ستطرُدَهُ ولَكِنْ الأسوءَ لرُبما تُفشي بسرّهِ؟ ياللهولِ شَعرَ بالضيقِ فجأةً ولمْ يعلمْ كيفَ صديقهُ يونغي أقنعَهُ بكلِّ هذا الجنونِ! و قررَ الرحيلَ تارِكاً مَوعدَهُ خلفَهُ ، لَكنْ لَمْ يستطعْ الفرارَ لحظةَ ما نهضَ و وجدَ رفيقةَ موعِدِهِ تَقِفُ أمامَهُ مادّةً يدَها لَهُ تطلبُ التَّحيةَ التي بادَلَها بها مُباشرةً غيرَ قادرٍ على الهروبِ بعدَ الآنِ 


"تفضلِي بالجلوسِ"


"اعتذرُ لَكَ ، لَكنْ كانتْ حركةَ المرورِ بطيئةً وقَدْ عَلِقْتُ بِها"


"لا بأسْ، ماذا تودينَ أنْ تَشرَبي "


نظرتْ إلى كأسِهِ وأشارتْ إلى النبيذِ الّذي يحتَسِيهِ "مِثلُكَ"


امتثلَ لَها وطلبَ شراباً مع قائمةِ الطعامِ لِكليهما ،ومِنْ ثُمَّ هدَّىء مِنْ رَوعِهِ و طالبَ عقلَهُ بالمضيّ بهذا الموعدِ مَهما كانتْ العواقبَ ،فَفي النهايةِ تبدو بأنَّها فتاةٌ لطيفةٌ 


"إذاً، ما اسمُكِ!"


"شارلوت"


غصَّ برشفةِ الشرابِ تلكَ و ابتسمَ لَها بمتعاضٍ قبلَ أنْ يُعرّفَ عَنْ نفسهِ.


مضى بعضٌ مِنَ الوقتِ والموعدُ كانَ لطيفاً بحقِّ لَهُ وعلى مايبدو بأنَّها تعملُ في شركَةِ مُحاماةٍ و لَها نفوذُ قويٌّ فيها ،لذلكَ أخذَ يحاورُ عقلَهُ ويقنعُ نفسَهُ بأنَّ الأمرُ لا بأسَ بهِ

15Ways to leave a lover /خَمسةَ عشرِ أسلوبٍ للانفِصالWhere stories live. Discover now