الطريقة الخامسة/الولدُ الجَاهِلُ

229 29 8
                                    

قفزَ يونغي يَربِطُ كلتَا يديِّ تايهيونغ بجذعِ شجرةِ اللوسينا أمامَ منزلهِ بينما الآخرَ يركلُ قدميهِ لعلّهُ يُبعِدَهُ عنْ فعلِهِ المَجنونِ ذلكَ

إلّا أنَّ يونغي كانَ قوياً بشكلٍ غريبٍ لتايهيونغ الّذي ما انْفَكَّ يَشْتِمُ لَهُ مُحاولاً فكّ رباطهِ يصرخُ طلباً للمساعدةِ بينَ كلِّ شتيمةٍ وأُخرى

"احفظْ أنفاسَكَ تاي"

"لَقدْ جُننتَ يونغي!!"

"لا وسيلةَ أُخرى لإقناعِكَ!"

"هَلْ مِنْ عَاقِلٍ يُرسلُ لشارلوت رسائلَ حُبٍّ؟ إنْ اكتشفتْ أنكَ مَن أرسلَها سَنُدفنُ سوياً"

ابتعدَ يونغي ينفضُ يديهِ بعدَ أنْ تأكدَ من العُقدة المشدودةِ، وتوقفَ أمامَهُ بملابسهِ السوداءَ التي قلَّ ما غيّرَ ألوانَها ، ثمَّ رفعَ خصلاتَ شعرهِ عن وجههِ وتاقَ لأن يهدءَ تاي قليلاً ليُحادثَهُ بقليلٍ مِنَ المنطقِ ، إذْ أنَّهُ مُنذُ أنْ اقترحَ لَهُ تدبيرَ موعدٍ لها وقَدْ جنَّ جنونَهُ يرفضُ الاستماعَ لكلمةٍ لَه ، ولَمْ يستَدّلَ لطريقةٍ أُخرى لِجعلهِ يستمعُ لفكرتهِ إلّا بخداعهِ وربطهِ بجذعِ الشجرة ِ، وإنْ رفضَ الفكرةَ سَيُقدمُ عليها وحيداً، إذْ بدءَ يشعرُ بالضيقِ لكونِّه مُقيداً لشارلوت لا يستطيعُ التحررَ مِنها ، ويؤلمُهُ بشدةٍ رؤيتهُ يتعذبُ بهذا الشكلِ

استمرَ تايهيونغ بالصراخِ والشتمِ لرُبعِ ساعةٍ متواصلةٍ دونَ أخذِ استراحةٍ ،وفي النهايةِ غابَ صوتَهُ وتعبتْ رئتيهِ ،بينما وَهنَتْ يديهِ واحمرتَا كِثْرَةَ ما احتَكَتا بالحبالِ مُحاولاً إخراجَ نفسهِ ،وبعدما تَربّع يونغي قُبالتَهُ استسلمَ لَهُ و فعلَ مِثَلهُ بعينينِ بريئتينٍ عَلَّهُ يخضعُ لوجههِ ويُطلقُ أسرَهُ ، لكنَّهُ لَمْ يضعفْ أمامَ وجههِ المُحببِ ذلكَ بلْ قطبَ حاجبيهِ وكشَّرَ وجهَهُ طامِساً حقيقةَ قلبهِ الّذي يُرفرفُ لتلكَ المعالمِ الضعيفِ تجاهها

وبما أنْ طريقتَهُ لَمْ تنجحْ معهُ، سعلَ بخفةٍ وتمتمَ له "تحدثْ"

"الفكرةُ بسيطةٌ ، إنْ خانَتكَ أليسَ مِنْ حقكَ أنْ تترَكها إذاً؟ سَيكونُ ذنبٌ لا يُغتفرُ لها؟"

"ومَن سَتُحضرُ كرفيقٍ لَها؟"

"أنا بالطبعِ!"

"هلْ خرجتَ مِن عقلكَ؟؟"

أخفضَ يونغي رأسَهُ يحكُّ مؤخرةَ عنقهِ بتوترٍ ولم يرفعْ بصرهُ بينما تابعَ حديثَهُ "لَقد سبقَ أنْ أرسلتُ لها الرسائلَ"

شهقَ تايهيونغ بأعلى ماتملكَهُ رئتيهِ وانتفختْ عُنقهُ ثم تدفقَ عليهِ بالشتائمِ كما يتدفقُ النهرُ في وقتِ فيضَانهِ 

15Ways to leave a lover /خَمسةَ عشرِ أسلوبٍ للانفِصالWhere stories live. Discover now