ومع تدافع الثوار الهمجي لم يكن من الحكومة البريطانية سوى استخدام العنف مع الثوار حتى سيطرت على الأمور في أرجاء البلاد أو كادت..
وبعد أن استمرت الثورة أسبوعًا بأكمله وتم اطفائها، أُذيع خبر بعد الناس أن ابنة القائد قد ضاعت وسط المناوشات الثورية، عمَّ الرعب في الأوصال وبالتحديد بعد عنفه الشديد معهم في الإخلاء.
بات الجميع يهابونه ويبتعدون عن طريقته، ما بال الآن بعد أن ضاعت ابنته الوحيدة! انتشرت حالة من الهمجية وسط الناس حتى أذيع أنها قُتلت.
صمتُ قليلًا وأنا أنظر لها:
-مادلين.
لم تفهم شيئًا، أشرتُ لصورةٍ ما داخل الكتاب:
-تشبهين هذه الصورة كثيرًا، تُدعي مادلين.
أمسكتْ الكتاب ونظرتْ بتمعن، لتتيقن أنها تشبهها بالفعل فتاة يبدو عليها أنها في بداية العقد الثالث من عمرها، عينيها تبرقان بشدة عندما تتبسم، النمش الذي يعتلي خديها، كانت جميلة بحق.
أعادت الكتاب، قامت من مكانها وهي تتظر لنفسها:
-أهذه بالفعل أنا؟ انظر إليّ ملابسي سوداء باهتة وشعري الذي يحيط بيّ مثل الهالة.
صمتت قليلًا ثم أزاحت ثوبها:
-وهذه الفجوة هنا في منتصف صدري أتراها؟ أنا لا أشبهها في أي شيء..
تنقلتُ بينها وبين الصورة، وأكملتُ القراءة:
-من فرط الرعب الذي نشره هذا القائد بدأ البحث عن ابنته على قدمٍ وساق، انتشر الخبر في جميع أرجاء البلاد، حتى عثر الجنود بعد شهرين على شابٍ لا يجد قوت يومه، وهو يبيع حلي غالٍ.
من سوء الحظ أو حُسنه كان الصائغ شديد الملاحظة، وعندما جاءه الشاب يبغي بيع الحلي لاحظ أنه حلي راقٍ باهظ الثمن لا يُصنَّع إلا للأميرات وزوجات القادة، وأصحاب الطبقة الراقية فتساءل من أين جاء به الشاب؟
قيل أن الشاب توتر أنذاك ولاذ بالهرب لكنّ الجنود لاحقوه وأمسكوا به، كان شابًا مجنونًا، اعترف بعد وصلة تعذيب أمام قائد الجيش أنه بالفعل قتل فتاة برصاصة طائشة وأقسم أنه لم يكن على علم أنها ابنته إلا عندما بدأوا البحث عنها!
وقال أنه دفنها في مفرق طريق مهجور وسرق هذه المجوهرات قبل دفنها.
صمتُ ثم قلتُ:
-أنا لا أشك أنها أنتِ بل متأكد، هلا نظرتِ إلى يدكِ يوجد عليها أثار عنف يدل على أنه كان على عجلة من أمره وهو يسرق المجوهرات لكي لا يراه أحد، حتى أنه نسى هذا الخاتم الصغير في يدكِ اليسرى، انظري.
رفعت يديها ونظرت بدقة، هناك آثار خدوش لم تُشفى حتى الآن بالفعل وهذا الخاتم لم تهتم له يومًا، ثم تحسست بيدها موضع الفجوة:
أنت تقرأ
نشروان
Short Story-لا تترك زِمام الأمور لعقلك يا زيد! -أنت لا تعلم كيف يكون المشهد، روحهم تصعد لأعلى والسماء تعانقهم، كُل مدى يرتفعون لأعلى ويلوِّحون، يُقسمون أن السماء أهلُّ بهم من أهل الأرض، لا أَملُّ من مشاهدتهم طوال هذه السنون، لذا أبتسم. -أريد أن أكون مثلهم، أري...
