الفصل العاشر (البيت الجديد)

37 7 3
                                    

وصلت جولي مع إبنيها لمدينة ساحلية ذات نسمة مرتفعة و قد تعمدت ذلك حتى تتداخل بينهم و أيضا في حالة حدوث أي مطاردات فإنه من الصعب أن يلاحظ وجودهم في مكان مكتظ بالناس. أخذت شقة مكونة من غرفتين و حمام و مطبخ مع صالة صغيرة الحجم بشرفة تطل على السوق القديمة.

دخل تشاد و خيبة الأمل تسكن وجهه بينما كان إيدن فرحا بالمكان الجديد الذي سيسكنونه. أدخلت جولي حقائبهم لداخل و نظرت لإبنيها اللذان كانا يجلسان في الصالة ، فإيدن كان يجرب تشغيل التلفاز بينما تشاد كان قد تمدد على السرير.

"سأذهب لشراء بعض الأغراض لنطبخ العشاء أبقيا هنا ولا تفتحا الباب لأحد مهما كان." ، أومأ إيدن برأسه لها ، شعرت بالرضى في نفسها ، و كأن كل خلية في جسمها تهنئها على ما فعلته ، تأمين حياة فلذتي كبدها هو شيء لن تندم على  فعله أبداً. فاليذهب أليكسيس للجحيم لن يأخذ صغيرها تشاد من جديد ، هو إبنها لذا فهو ينتمي لها.

أغلقت الباب و غادرت و هي تنظر بريبة لمن يسكنون البناية معها ، فقد بدى أن معظمهم من السواح.

******

رفع تشاد الوسادة التي كان يغطي بها وجهه ، لم يستطع النوم بسبب ضحكات إيدن الطفولية و ترديده وراء شخصيات الكارتون الذي يشاهده.
- ما الذي تشاهده؟
- السيد جاك و أصدقاءه الرائعون
- هل هذا إسم البرنامج؟
- نعم إنه رائع يجدر بك مشاهدته
- ولما تظن ذلك؟!
- لأنك يساعد على التركيز و أنت تبدو مشتتاً

تجرب تشاد ريقه ، حتى هذا الطفل يستطيع ملاحظة كم هو مشوش كيف لا و قد إكتشف أن عائلته من ضمن جماعة القلنسوة السوداء. تلك الجماعة التي تستهدف ذوي المناصب. ففي البداية رئيسهم هانز بيلاسكو رجل الأعمال الذي يملك سلسلة فنادق بيلاسكو و التي تسمى في جماعتهم المسرح ، هناك حيث يقضون على ضحاياهم ، أولئك اللذين يرفضون التعاون معه في خططه و التستر عليه يكون مصيرهم القتل في أحد فنادق بيلاسكو من قبل أعضاء القلنسوة و إذا فشلوا فإنهم يقضون عليهم في أي مكان كان.

و هو منهم ، هو قاتل عديم الرحمة قتل العديد من الأبرياء لمجرد أنهم قالوا لهانز لا. حاول تشاد الرجول لنقطة الصفر ، السبب الذي جعل خاله و والده ينضمان لبيلاسكو ، و لكن فشل ، ففي كل مرة كان يقترب يعود خائبا فخاله له بالمرصاد.

عاد للواقع على إثر وقوف أخيه ملاصقا لوجهه و هو ينظر له و الإرهاق على وجهه، " أخي أنا جائع". تجرع تشاد ريقه متوترا ، لم يتعامل يوما مع الأطفال ، لطالما كانت حياته منوطة بالقسوة و القتل و العنف و الآن يقف أمامه كائن يحمل كل ما تعنيه كلمة براءة من معنى. رفع أصابعه و قرص خد إيدن مما جعل الأخر ينظر له بدهشة ، ليقول: لما!؟.

- إنه ذنبك
- ماذا !!
- ذنبك لأنك لطيف
- هاه!
- عموما أمي ستأتي الآن بالطعام لذا إصبر ، ثم من الطبيعي أن تشعر بالجوع أن تقفز و تتحرك كثيراً
- هل هذا هو ما يجعلنا نجوع؟

إستوعب تشاد ما يحدث الآن معه ، إنه يخوض محادثة طبيعية مع أخيه الصغير و يبدو شقيقه مرتاحا كليا له ، لو أنه يعرف أنه يتحدث الآن لسفاح ، يا ترى كيف ستكون ردة فعله.

" حسنا الأمر هو أنك كلما تحركت كثيرا كلما إستخدم جسمك طاقة لذا ستحتاج لشحن نفسك بالطاقة مجددا و ذلك يحدث عبر تناول الطعام."

لأنه نام متمددا على السرير فقد أخذ الكرسي بأكمله فقام أيدن و صعد ليحشر جسمه الصغير بين ما تبقى من الكرسي و جسم تشاد ، نظر له باستغراب ، "أنت تكاد تجعلني أسقط يا إيدن".

توسد ذراع أخيه الأكبر وقال: هذه المرة الأولى التي تنادي فيها بإسمي و لكن أحاول التمدد مثلك حتى لا يستخدم جسمي الطاقة. لم يستطع منع نفسه من أن يبتسم ، أرجع رأسه و عطى وجهه مجددا بالوسادة.

******

جلس جوناه مقابلا لكاسندرا في محل القهوة المقابل لفندق بيلاسكو، التي كانت قد بدت ضعيفة و مكسورة لإختفاء تشاد.
- إنني أكيد من أنه ليس هنا
- ليس في المدينة
- نعم لذا لنجرب البحث عنه في مدينة أخرى إنني أكيد من ذلك

******

يتبع...

رابطة القلنسوة السوداء ج١حيث تعيش القصص. اكتشف الآن