مقدمة

205 4 0
                                    

ان الامثال البغدادية المتميزة ببراعتها و دقة معانيها و حلاوة الفاظها في افواه نساء البغداديات و رجال البغداديين القديمة

ان للامثال رواية تاريخية بالواقع الاجتماعي القديم و يشرح قصص مسلية لاهالي بغداد ذو معننا قيماً عن احوال الفكرية و الخلقية و الاجتماعية القديمة و هي باللهجة العراقية العامية و قد تتشابه مع الامثال العربية القديمة

من هو البغدادي؟
وكيف تتبغدد؟

لا يشترط  ان يكون البغدادي من ولد فيها
او امتلك ال ٥٧  فهذه مجرد اوراق تنظيمية
فلم يمتلك تلك الاوراق البغداديون الاوئل  ابو جعفر المنصور المولود في منفى الحميمة وهو اول بغدادي ولا امام الجعفرية موسى الكاظم المولود في الحجاز و لا امام الحنفية المولود في الكوفة  و لا الاب الكرملي ولا مدحت باشا ولاكثيرين اخرين لكنهم اصبحو من معالم بغدادورموزها رغم اختلاف مشاربهم و مسالكهم    
اذا اردت ان تكون بغداديا فيجب ان تعيش فيك قبل ان تعيش انت فيها و تسكنك قبل ان تسكنها  
اما كيف تتبغدد
فاليك هذه القصة التي تقول  إن شاعراً بدوياً صحراوياً، قدم إلى بغداد لأول مرة آثر أن يبدأ عهده بمدح خليفتها المتوكل على عادة الشعراء فأنشده قصيدة منها:

أَنتَ كَالكَلبِ في حِفاظِكَ لِلوُدْ وَكَالتَيسِ في قِراعِ الخُطوبِ
أَنتَ كَالدَلوِ لا عَدِمناكَ دَلواً مِن كِبارِ الدِلا كَثيرَ الذَنوبِ
الذنوب: معناها كثير السيلان بسبب امتلائه
فعرف المتوكل كما تقول القصة حرفياً، حسن مقصده وخشونة لفظه، وأنه ما رأى سوى ما شبهه به، لعدم المخالطة وملازمة البادية، فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة، فيها بستان حسن، والجسر قريب منه وأمر بالغذاء اللطيف أن يتعاهد به فكان -الشاعر - يرى حركة الناس ولطافة الحضر، فأقام ستة أشهر في بغداد، ثم استدعاه الخليفة بعد مدة لينشده، فحضر وأنشد:
باريحية بغدادية
عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِ جَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدري
٦ اشهر كانت كفيلة بجعله بغدادياً اصيلاً ولم تطلب منه ان يتخلى عن  شيءمن ما تربى عليه
لكن هنالك ناس تولد وتموت في بغداد و لم تعرف عنها شي
التبغدد يا سادة لا يتطلب منك ان تترك مواريثك او تتخلى عن عاداتك الاصلية  التي تربيت عليها و تعلمتها ابا عن جد بل يطلب منك الاندماج في مجتمعها ومحاكات مزاجها
ان تكون اريحيا لا فضا ان تحترم عاداتها وتراعِ تقاليدها لا ان تفرض عليها ما  ما تعلمته بل تحاكيها
ان تكون سفيرا لمجتمعك القادم منه تعرض عليها ما جلبته من عادات اجتماعية حسنة و تكتسب منها ما هو حسن و طيب لا العكس
فبغداد طالما استوعبت انواع المهاجرين و اعدادهم
عرب و فرس  كرد  وترك و هنود شرقا و غربا مسلمين و ذميين وملاحدة
على مر التاريخ سكنها قادة الطوائف و الديانات من حاخامات اليهود و قساوسة المسيح وأئمة الشيعة و السنة و البهائية و شيوخ الديانة الصابئية  بغداد لا تكترث الى لغة الارقام و الاديان ولا تابه ان كانت شيعية المزاج او سنية  جنوبية او غربية فهي تتجاوز تلك السباقات المحمومة لانها سوف تبتلع الجميع و تحتويهم و تذيبهم فيها  ولو بعد حين

انت بغدادي بقدر ما قدمت لبغداد من عطاء فراجع نفسك وما قدمت انت و الك الى بغداد لتعرف كم انت تمثل من اصالتها

قصة الامثال البغدادية و العراقية المشهورةWhere stories live. Discover now