الفصل الخامس

558 93 222
                                    

دونغهي :

مع بداية يوم جديد تتسابق فيه عقارب الوقت لسحبي نحو مصير محتوم يلوح في الأقق ؛ جلست بهدوء ناصباً شموخي على منصه الاحترام امام السيد ليم الذي طلب التحدث معي باكراً بما ان اليوم هو موعد الزفاف
بدت نظراته نحوي غاية في الاعتزاز ؛ كما لو انه واثق انني صيد دسم اقتنصه باسم زوج لابنته

تكلم باعتداد وهدوء : لقد كبرت حقاً دكتور لي أم يجدر بي الاشارة اليك بابني في القانون ؟
عندما رأيتك اخر مرة كنت لاتزال شاباً في سن المراهقة ؛ لكن يجدر بي الاعتراف انك ازددت وسامة وغدوت أكثر نضجاً مما سبق ؛ وأثق انك وصلت لما انت عليه بالاعتماد على ذاتك وهذا ما يزيدني فيك اعجاباً !

بملامح جامدة كالصخر ونظرات واثقة لم ترتعد امام سطوة حضوره نبست : شكراً لك على تقديرك سيدي

احتسى القليل من كأس النبيذ الذي بيده قبل أن يردف : لندخل في صلب الموضوع اذاً ؛ أرغب فقط بوضع بعض النقاط على الحروف وان اترك لك وصيتي بابنتي فقد حددت موعد سفري الليلة بعد الحفل
كما تعلم فايون هي ابنتي الوحيدة التي أفنيت عمري في رعايتها ؛ ويبدو لي انكما متشابهين بالقدر الكافي الذي يجعلكما ثنائياً مثالياً سيحظى بحياة رائعة
بشكل مشابه لك تماماً هي اختارت العمل في مهنة الطب دون الاعتماد علي ؛ كما انها ترفض الذهاب معي لبريطانيا وتفضل متابعة مسيرتها المهنية هنا
ايون رغم عفويتها ومرحها الا انها بريئة للحد الذي يجعلها تخدش بسهولة ؛ نقية كالماء فلا تتركها تتسرب من بين اناملك فالعيش سيغدو صعباً بدونها ما ان تدمن وجودها !
اود ان ائتمنك عليها فهي قطعة من روحي عانت الكثير بعد وفاة والدتها وبسبب نشوئها في بلاد غريبة اعتادت الوحدة ولم يكن لديها أي اصدقاء فهل يمكنك ان تعدني انك ستعتني بها جيداً ؟

تنهدت بهدوء ؛ اعلم يا سيدي ان ابنتك ثمينة ، واعلم انني لا استحقها ، أدرك جيداً مدى رقتها وبراءتها واعلم انها مولعة بفكرة العالم الوردي الذي تتمنى ان تحقق كل احلامها فيه
اعلم مدى اخلاصها وذكائها ؛ وأتمنى لو كان باستطاعتي ان امنحها ما تستحقه من سعادة
لكنني أعلم جيداً انها لا تعني لي اكثر من زميلة عمل ومتدربة تشاركني شغفي في علاج المرضى فقط ...

بعقلانية وكلمات حاولت فيها ان أبدو صادقاً بينما أضمر الحقيقة بداخلي تكلمت : اعدك ان اعتني بها وان امنحها كل ما تريده بقدر استطاعتي ..

سأحاول بجد ان أكون رجلاً جيداً معها ؛ سأمنحها كل ما تطلبه ، ولن أوفر جهداً بتلبية رغباتها
لكن هذا أكثر ما يمكنني ان اعدك به ؛ لن أسرف في الكذب مدعياً انني سأسعدها وأكون خير زوج لها ...
يمكنني ان أكون لبقاً ، يمكنني ان اوفر لها منزلاً مريحاً ورفاهية مطلقة ، لكن المشاعر فوق قدرتي فقد خسرت قدرتي على الشعور في اللحظة التي نطقت بها بموافقتي على اتمام هذا الزواج ...

" أَحَبَتْني~ مُنْطَفِئاً " Où les histoires vivent. Découvrez maintenant