الفصل الثامن

472 94 195
                                    

ايون :

تمر الأيام سريعاً حتى بالكاد نشعر فيها وهي تسرق منا عمراً ؛ استيقظت باكراً مع صوت زقزقة الطيور وهي تعبث على اغصان الأشجار جاعلة من أوراقها التي بدأت تكتسب صفرة الخريف تتأرجح قبل ان تتساقط بعشوائية على الأرض العشبية فوق مثيلاتها اللاتي تساقطن قبلاً
ابتسمت لهذه الأوراق التي رغم شحوب لونها ادرك انها بذلت كل ما لديها من عطاء خلال الربيع وقد ان اوان حصولها على بعض الراحة ..

أعدت نظري الى الفراش الفارغ لتزداد ابتسامتي اتساعاً ؛ انه وقت عطائي الذي لن ابخل عليه فيه حتى يرتوي من عشقي له !
بدلت ثيابي بسرعة وسرحت شعري جيداً قبل ان انزل نحو مدخل المنزل بانتظاره فقد اقترب موعد عودته
وبالفعل لم يمضِ الكثير من الوقت قبل ان يتخطى بوابة المنزل متقدماً باتجاهي ؛ تأملت ملابس الرياضة خاصته وجسده المبلل بعرقه
لاحقت نظراته الهاربة التي لم تتلاقى مع عيناي رغم انني الاحقهما لاهثة حتى وقف امامي مباشرة بنظرات متسائلة لوقوفي هناك

بدون ان انطق بحرف ؛ اكتفيت بابتسامتي التي زينت ثغري وانا ارفع المنديل الذي حضرته له لأمسح قطرات عرقه مما اجبره على النظر الى ملامحي
حاولت غض بصري عن عينيه اللتين تجوبان مساحات وجهي بدهشة واكتفيت بتأمل تفاصيل ملامحه المنحوتة وقلبي يتقاقز فرحاً لانني تمكنت من استثارة نظراته نحوي

وبعد ان مسحت العرق عن وجهه قدمت له زجاجة الماء الندية لشدة برودتها فاستقبلتها كفه بامتنان عندما تكلمت بمرح : انها خدمة صباحية مجانية

شرب القليل من الماء بينما اراقب تفاحة آدم التي تتأرجح في عنقه مع دخول الماء الى جوفه وكم بدت فاتنة وكأنما يتأرجح قلبي معها وكلي امل ان اتسلل الى جوف قلبه مع تلك المياه
مسح شفتيه بكفه واعاد نظره الي ؛ بدا ان لديه ما يقوله من شفتيه اللتين انفرجتا بقدر ضئيل قبل ان تقاطعنا ليزا التي سحبت زجاجة الماء من يده لتشرب ما تبقى منها دفعة واحدة ثم تكلمت بعفويتها المعتادة وصوتها الأنثوي المدلل : صباح الخير ايها الرياضي النشيط

اشارت لي بابتسامة لطيفة : صباح الخير زوجة اخي الجميلة

ابتسمت لها بفتور ، اعلم ان لا ذنب لها بمشاعر دونغهي الخاصة ، لكنني لا استطيع السيطرة على غرائزي الأنثوية المتمتعة بالغيرة !
وجودها حول دونغهي وعبثها معه بحرية دون اي قيود يستثير جنون غيرتي فيلجمني الصمت وتتقلص اوردتي معتصرة المرارة اللاذعة في روحي ..

تكلمت لتعيد الي ادراكي : بما اننا في اجازة نهاية الأسبوع الا يوجد لديكم اي خطط لقضاء هذه الاجازة ؟

دونغهي : تعلمين انني لن ابارح المنزل وسأقضي وقتي مع كتبي كالعادة

عبست بشكل ظريف زادها جمالاً وفتنة وانوثة صارخة تشعرني بمدى عجزي امامها : عجوز ممل

" أَحَبَتْني~ مُنْطَفِئاً " Where stories live. Discover now