32: إما الرحيل أو البقاء

3.3K 237 64
                                    


فتحت بيكي عينيها على نباح كالاباس وهو ينافس صياح الديك مجدداً، ثم تنهدت وهي تحدق بشعاع الشمس الذي تسلل عبر نافذتها.

نظرت إلى نفسها في المرآة ولقد كانت في حالة لا يرثى لها؛ عيناها منتفختان من بكاء البارحة، وبشرتها شاحبة وجافة، حتى أن الهالات السوداء وجدت طريقها وخيمت تحت عينيها.

التقطت منشفتها وهبطت لدورة المياه لتجدها مشغولة فتوجهت لدورة المياه في الطابق الأرضي، حيث أخذت حماماً سريعاً واقتصدت باستعمال المياه الساخنة، ثم جففت شعرها ومشطته لتجد عدداً من الخصل المتساقطة التي لم تعد تكترث لها بعد الآن!

ارتدت ملابسها ووضعت القديمة في سلة الغسيل، ثم فتحت الباب لتصادف جيريمي يحمل منشفته...

اتسعت عيناه لمقابلتها وجهاً لوجه أخيراً، وأراد قول شيء ما بسرعة ولكن بيكي لم تدع مجالاً لذلك وتجاوزته...هكذا فقط! مما أثار استغرابه لدرجة كبيرة ويجعله يتساءل ما خطبها.

صعدت بيكي للطابق العلوي لتتفقد ناديا، ولكن غرفتها كانت مقفلة...وليفاي يحبس نفسه في غرفته هو الآخر.

تنهدت بيكي مجدداً وتوجهت للأسفل لتجد مارجريت تعد طعام الإفطار وهي صامتة، وكذلك كارلا، أما لوكاس الذي كان بعنايتها فقد كان يتناول رقائق الإفطار على الطاولة.

كارلا: صباح الخير يا ابنتي.

بيكي: صباح الخير.

كارلا: هل أنتِ جائعة؟

بيكي: لا...أتيت للمساعدة.

كارلا: لا داعي، فمع الأسف لا يرغب أحد بتناول طعام الإفطار.
لقد خرجت جيني للعمل على عجالة وسأرغم جيريمي على تناول أي شيء ليأخذ الدواء.

بيكي: هممم حسناً...

خرجت بيكي من المطبخ لغرفة المعيشة وجلست قليلاً ثم قلبت بين قنوات التلفاز الأخبارية والدرامية دون أن تركز حتى ابتسمت قليلاً عندما رأت فيلماً لممثلها المفضل جوفري آلبرت.

تذكرت الفيلم جيداً وشعرت بالحنين...لقد شاهدت العرض الأول مع أصدقائها وشاهدته مرة أخرى مع والدها في المنزل.

ثم سمعت صوت جيريمي وهو ينادي والدته التي خرجت من المطبخ وتوجهت إليه، ومالت بيكي برأسها لتراها تدخل إلى دورة المياه، ثم تابعت مشاهدة التلفاز وتغيير القنوات حتى رأت الخبر الذي رأوه البارحة بينما كانوا ينتظرون جيريمي، ولقد كان عن الحافلة التي وقعت من المنحدر الجبلي.

كارلا: ما الأمر؟

جيريمي: لا أستطيع ارتداء قميصي بمفردي هل يمكنك مساعدتي؟ وثم ساعديني بارتداء حمالة الذراع.

كارلا وهي تساعده: أخبرتك ألا تستحم اليوم ولكنك لا تسمع كلامي أبداً تماماً مثل وال—

صمتت كارلا فوراً عندما تغيرت ملامح جيريمي وقالت: أنا آسفة لقد زل لساني.

جوهرة في الوحل|| DITR✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن