38: زخات المطر

3K 251 185
                                    


صباح جميل..على صوت العصافير ورائحة الأرض الندية بعد أمطار البارحة التي شهدتها قرية برنستوود وأنعشت جميع السكان...

تسللت أشعة الشمس الذهبية عبر نافذة بيكي وأضاءت غرفتها، كما مدت زهور اللافندر التي تضعها في مزهرية على طاولتها بالطاقة والحيوية، ولكنها لم تستطع أن تتمكن من الفتاة التي تنام على الفراش بعمق وتأبى أن تستيقظ حتى سمعت طنين هاتفها.

مددت جسدها ثم فركت عينيها قبل أن تنهض وتستعد للذهاب إلى العمل. ارتدت ثيابها و وقفت أمام المرآة تسرح شعرها وتربطه بشكلٍ جميل ومرتب.

التقطت حقيبتها وفتحت الباب لتجد صينية أخرى مغلفة من ليفاي الذي يحضر لها الفطور في أيامٍ محددة من الأسبوع ويتركه أمام باب غرفتها.

تنهدت باستسلام قبل أن تحمل الصينية وتضعها في الغرفة، واكتفت بأخذ تفاحة معها لتتناولها في طريقها إلى العمل.

بيكي: صباح الخير يا ليندا.

ليندا وهي تتصفح الجريدة: نعم نعم.

بيكي: لعلمك، لقد أعدت عدة النجارة للمخزن.

ليندا: هل أصلحت نافذتك؟

بيكي: نعم والخزانة كذلك. الوضع جيد الآن.

ليندا ببرود: ماذا عن الحمام؟ لقد قلت أن هناك تسريباً.

بيكي: اوه صحيح ربما سأفعل هذا اليوم أو غداً...أراكِ لاحقاً.

هزت ليندا رأسها وكأنها تسخر من بيكي التي عقدت ذراعيها منتظرةً تفسيراً...

بيكي: ما بك تظهرين هذا الوجه الساخر؟

ليندا: من يصدق أنَّكِ الفتاة ذاتها التي أتت قبل عامين وبكت من صرصور في الغرفة.

ابتسمت بيكي وقالت: لست الفتاة ذاتها.

لوحت لها، ثم خرجت من النزل ومضت في طريقها إلى عملها وهي تستنشق الهواء العليل وتلوح للوجوه المألوفة بابتسامة عريضة ودافئة.

لقد تغيرت أمور كثيرةٌ بالفعل خلال العامين المنصرمين، ومن أهمها علاقة بيكي مع آل روسو، فقد أخفضت مارجريت من حذرها قليلاً ولم تعد تقلق كما في السابق، حتى أنها تهاتف بيكي أحياناً لتدعوها على العشاء وكأنها تنسى لوهلة أن بيلا هي ذاتها ريبيكا فالنتاين.

وليست الوحيدة، فحتى بيكي قد نسيت أنها ريبيكا فالنتاين ولكنها مع ذلك تحافظ على المسافة الآمنة من أجلها ومن أجل الجميع حتى مع كونها تعلم أن هناك أشخاصاً حولها يعملون على حمايتها وأحياناً تتلهف لمعرفة هوياتهم...

إيفلين: اووه لم تتأخري اليوم.

بيكي: لدي حجوزات كثيرة! هناك عائلة ستذهب لمناسبة مهمة في المدينة.

إيفلين وهي تتثاءب: حظاً موقفاً.

بيكي: ما بك نعسة هكذا؟

إيفلين وهي تتصفح المجلة: لم أعتد على حياة الأمومة بعد ولا أحصل على القدر الكافي من النوم...اه لا أصدق أنني انجبت طفلةً وأنا بهذا العمر. كنت راضية بالزواج فقط!

جوهرة في الوحل|| DITR✔️Where stories live. Discover now