الفصل الثانى

4.4K 108 0
                                    


فى احدى بنايات مدينه نصر جلست سيده فى منتصف العقد الرابع من العمر فى احد الشُراف التى تطل على الشارع ، كاميليا توفيق او شاهيناز كما اُطلق عليها منتصف الثمينينات عندما دخلت عالم التمثيل وقامت بتغيير اسمها لتصبح النجمه شاهيناز
فى الواقع فـ إن عمر كان سعيداً بأنها قامت بتغيير اسمها لتجعل شاهيناز اسماً فنياً حتى لا يعرف احد من اصدقائه ان والدته كانت ممثله يوماً ما خاصةٍ وانها خلال سنوات عملها القليله فى التمثيل قامت باداء ادوار جريئه ولا احد يعلم ان والدته كانت ممثله سوى يسرا
كاميليا توفيق او شاهيناز ، تلك المرأه التى جمعت بين جمال المرأة الشقراء وجاذبية المرأة السمراء ، تلك المرأة التى يغار عليها ابنها وكأنها زوجته ، تلك التى اعتزلت الفن رغم انها كانت على مشارف النجوميه والبطولات المطلقه نظراً لموت بكريها فى ظروف غامضه ، دائماً حزينه ومكتأبه ولكن فى وجود عمر يتبدل حالها فـ عمر هو الانسان الوحيد القادر على اسعادها
فقدت كاميليا زوجها ورفيق عمرها ووالد ابنها منذ ست سنوات واصبحت حياتها مُقتصره على عمر فقط
جلست فى شُرفة منزلها تحتسى قدحاً من الشاى وتفكر فى امر عمر وحياته وحياتها معه وكيف ستتقبل فكرة انه يتزوج وتصبح له حياته الخاصه التى تبعده عنها ، سمعت الباب وهو يُفتح فـ عرفت انه عمر قد انهى مُقابلته مع يسرا وعاد
دخل عمر الشقة وعندما رأى ستارة الشُرفة مفتوحه عرف ان والدته بداخلها ، جاء من وراء ظهرها وقبل رأسها وجلس بجوارها

كاميليا : حمدالله على السلامه يا حبيبى
عمر : الله يسلمك
كاميليا : يسرا عامله ايه ؟
عمر : كويسه الحمد لله
كاميليا : انت مش ناوى بقى تخطبها ، انا عايزة افرح بيك
عمر : والله يا ماما عايز بس مستنيها تعقل
- تعقل !! (قالتها كاميليا باستغراب)
عمر : ايوة ، يسرا دماغها طاقة ومش راكزة كده
كاميليا : ما يمكن لما تتخطبوا تعقل
عمر : لا يسرا مش من النوعيه دى ، ده غير انها طموحه جداً عندها احلام كتير ، انا بقي مستنيها تحقق كل اللى نفسها فيه لانى لما اتجوزها حاجات كتير هتتغير
كاميليا : مش فاهمه حاجة
عمر : انا مبتحكمش فى يسرا لانى ماليش الحق فى ده ، لا انا جوزها ولا حتى خطيبها ، مبحسبهاش على لبسها ولا خروجها ولا شغلها بس لو اتخطبنا كل ده هيتغير ، مستنيها بقى لما تبقى قادرة تتقبل التغيير ده
كاميليا : دماغك غريبه يا عمر
عمر : ما علينا ، خالتى
كاميليا : مالها ؟
عمر : نظراتها مش مريحانى بصراحه ، هى شاذه ولا ايه ؟
عقدت كاميليا حاجبيها نظراً لاستغرابها : شاذة !!
عمر : مش قصدى شاذه بالمعنى اللى فهمتيه ، بس نظراتها مش نظرات واحدة لـ ابن اختها
كاميليا : امال ؟
عمر : نظرات واحده معجبه بواحد
كاميليا : اكيد بيتهيألك
عمر : جايز ، هقوم اغير هدومى
كاميليا : ماشى يا حبيبى
**__**__**
فى المساء فى منزل أسعد الرواى كان الباب يطرق بقوة ادت الى استغراب الحاضرين ، خرجت يسرا من غرفتها وظلت واقفه امامها اما اسعد الرواي وزوجته زينب المنصورى شعرا بقلق نظراً لشدة الطرقات ، ذهبت الخادمه لـتفتح الباب واذ بها تجد فهد قاسم الراوى ، حفيدهما الثانى من بكريهما قاسم الراوى
فهد ، ذلك الشاب طويل القامة المتميز بوسامته حيث انه يمتلك عينين خضراوتين لم يعرف حتى الان اصلهما لانه الوحيد فى العائلة الذى يمتلك هذا اللون ، يمتلك بشرة بيضاء اللون طغى عليها الاسمرار بسبب الشمس ، يبلغ فهد الثانى والعشرين من عمره ، كان يدرس فى احدى الكليات العسكرية ولكنه فُصل منها
يمتلك فهد شخصية انطوائية ، تقوقع على نفسه منذ مراهقته ولكنه مع اصدقائه ليس كذلك بل يصبح شخصاً مرحاً ، اجتماعياً وهو على عكس اخيه الاصغر مهند الذى كان مغرم بالفتيات حيث ان فهد لم يكن كذلك ولم يكن له سوى حبيبة واحده عشقها حد الجنون
دخل فهد بسرعه وارتمى فى احضان جدته التى بكت عندما رأته فقد كان فهد فى حالةٍ يرثى لها ، كان فقد جزءاً كبيراً من وسامته ونضارة وجهه التى يتميز بها حيث التفت حول عينيه الخضرواتين الهالات السوداء واتنفخت عينيه واصفر وجهه وتشققت شفتيه اليابسة
امرت جدته الخادمه باعداد وجبة طعام لحفيدها قائلةٍ لها ( اسلقيله فرخه وهاتيله معاها شربتها عشان يتقوى ويرم عضمه) ،اما يسرا فجرت نحو اخيها ورتبت على كتفيه اثناء وجوده بين احضان جدته

مَن أكون !!Where stories live. Discover now