𝑺𝒆𝒗𝒆𝒏

151 19 75
                                    

Warm.

"صباح الخير تشو، هل أنتِ بخير؟ هناك هالات سوداء حول عينيك"

أين الخير في رؤيتك جيفري جونغ؟ يومين كاملين و أنا أعاني من التفكير المفرط بسببك.

"صباح الخير، لا تقلق فقط سهرت مع بضعة مسلسلات بيد أنني كنت وحيدة"

ليسَ و كأنني أكذب، فقد اعتمدتُ على هذه الطريقة حتى ألهي نفسي بيد أن أوليڤيا و غوون متغيّبتان.

"هذا مضرّ بالصحة تشو، تعلمين قد يؤلمك رأسك و لن تستطيعي إكمال دروسك"

ابتسم لي مجددا و كم أود أن يغرب عن وجهي. أنظروا من يتحدث عن الصحة، شرِب أكثر من ستة كؤوس و ينصحني بالاعتناء بدروسي.

"على كل جايهيون، ألقاك وقت الظهيرة بالمكتبة. نحتاج إلى النقاش حول مشروعنا"

كانت هذه آخر كلماتي قبل أن أتهرب منه فورما لمحت إيڤ و جماعتها.

لماذا ناديته جايهيون؟ هذا رسمي جدا و أليس كذلك؟ أعني انه اسمه الأول.

تبّا لكِ تشو توقفي عن التفكير في كل صغيرة و كبيرة!

انتهت الحصص الصباحية و جلستُ أتناول غدائي، بحياتي لم أندم على تفويت حصص الإنجليزية بالمتوسط مثل هذه المرّة.

لأنه فوق ما اللغة صعبة علي، المعلمون ذوي الجنسية الهنغارية لديهم لكنة تجعل الفهم صعب.

اللوم كلّه على جدّي. ما ذنبي أنا إذا كان قد زار المجر في الخمسينيات و أعجبته سيدة هنا لكن انتهى به الأمر يتزوج قسرا من جدّتي الكورية الحالية.

أعني ما الرابط ما بين عشيقته و تحديد مكان دراستي؟ كان بإمكاني ارتياد أي جامعة بكوريا و تنتهي هذه المهزلة.

صحيح أن دولتنا تمهد لطلّاب الدرجة الأولى بأن يحظو بمنحة دراسية هنا، و هذا ما يفسر كثرة الكوريين. و لكن أنا فعلا تعبتُ من كوني وحيدة دون عائلتي و رفاقي القدامى.

كما أنني أكره اللغة الانجليزية التي صرتُ مجبرة على الحديث بها رغم أنني لستُ بذلك السوء.

"تشو"
فقتُ من شرودي حينما وجدتُ إيڤ تضع يدها على كتفي.

"هل كل شيء بخير؟"

رائع، لقد كنتُ أفكر بصوت عالٍ و قد بكيت بالفعل.

"إذا كان الدروس صعبة كثيرا أستطيع أنا أو جينسول مساعدتك"

"جينسول؟"
سألتُ بينما أخرج منديلا من حقيبتي الوردية.

"لقد كانت معنا بالسهرة، فتاة بمثل طولي شعرها طويل و مموج و عيناها واسعتان"

"أتقصدين تلك اللتي ضربت رأسها على الطاولة و نامت؟"

حينها اعطتني إيڤ ابتسامة محرجة.

"آه أجل، هي تتصرف دون وعي أحيانا و لكنها أذكى مني حينما تكون جادّة. هل كلّ سمعتك تتذمرين من الدراسة"

ها قد عدنا مجددا، سأحاول أن لا أرتكب أي حماقة.

"قبل أي شيء أنا أعتذر من تلك الليلة، أنا لم أقرب حبيبك و لم—"

"هل كنتِ تفكّرين حيال الأمر حقا؟ جيفري و أعرفه لا يقاوم المشروب و يتحول لطفل ضائع"

صمتٌ حلّ ما بيننا لتعي هي شيئا

"لا تخبريني أنّك ظننتِ أنني منزعجة منكِ بسبب نظَراتي!"

حينها أنا أوطأتُ رأسي دلالة على موافقتي، لأجدها تمسك يدي بدفئ و تثبّت نظرها علي.

"يا إلهي كم أنتِ لطيفة! لم أنزعج منكِ بتاتا و أعلم أن كليكما لن يقدم على فعلة كهذه. كنتُ منزعجة منه هو و الموقف المحرج الذي يعرضني له مرارا و تكرارا أمام الناس عندما يثمل"

"حقّا؟"

وجهي كان منتفخا، لأجدها تقرصُ لي خدّاي

"بالطبع! و هل لي أن أسألكِ حيال شيء آخر؟"
أعرتها جلّ اهتمامي

"هذا الصباح، أنتِ تعمدتِ الهروب فور رؤيتي صحيح؟"

تبا! هل أنا مكشوفة لهذه الدرجة؟ لم أرد عليها.

"لا بأس أتفهم عدم اجابتكِ، أيا يكن أنا دائما متوفرة إذا احتجتِ لمساعدة. سأذهب لتفقّد النادي و أنتِ أكملي طعامكِ"

تركتني أبتسم كالبلهاء، بوجودها شعرتُ بالأمان. هي لطيفة حقا.

___

مكان الأحداث:
بودابست - عاصمة المجر/هنغاريا.

و حكاية منحة الطلاب الكوريين من نسج الخيال طبعا⁦✔️⁩.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Oct 24, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

Girl's TalkWhere stories live. Discover now