الحلقة الخامسة: مساعدة المحتاجين

2 3 0
                                    

🌹 *#الدعوة_في_أدغال_إفريقيا*🌹

الحلقة الخامسة

*مغامرات د/ عبد الرحمن السميط*

*مساعدة المحتاجين*

كانت بداية رحلته مع العطف على الفقراء انه لما كان طالباً في المرحلة الثانوية

في الكويت وكان يرى العمال الفقراء ينتظرون في الحر الشديد حتى تأتي المواصلات

فما كان منه إلا أنه جمع هو واصدقائه المال واشترى سياره قديمه وكان كل يوم يوصل هؤلاء العمال مجاناً رحمة بهم.

وفي الجامعة كان يخصص الجزء الأكبر من مصروفه لشراء الكتيبات الإسلامية ليقوم بتوزيعها على المساجد،

وعندما حصل على منحة دراسية قدرها 42 دينارًا كان لا يأكل إلا وجبة واحدة

وكان يستكثر على نفسه أن ينام على سرير رغم أن ثمنه لا يتجاوز دينارين معتبراً ذلك نوعا من الرفاهية.

وأثناء دراساته العليا في الغرب كان يجمع من كل طالب مسلم دولارًا شهرياً

ثم يقوم بطباعة الكتيبات ويقوم بتوصيلها إلى جنوب شرق آسيا وأفريقيا وغير ذلك من أعمال البر والتقوى

واستمرت معه عادته وحرصه على الوقوف إلى جانب المعوزين وأصحاب الحاجة،

حينما شعر صاحبها بخطر المجاعة يهدد المسلمين في أفريقيا،

وأدرك انتشار حملات التبشير التي تجتاح صفوف فقرائهم في أدغال القارة السوداء، وعلى إثر ذلك آثر أن يترك عمله الطبي طواعية،

ليجسد مشروعاً خيرياً رائداً في مواجهة غول الفقر،

واستقطب معه فريقاً من المتطوعين، الذين انخرطوا في تدشين هذا المشروع الإنساني،

الذي تتمثل معالمه في مداواة المرضى، وتضميد جراح المنكوبين،

ومواساة الفقراء والمحتاجين، والمسح على رأس اليتيم، وإطعام الجائعين، وإغاثة الملهوفين.

*السميط من الصفر وكانت أمنيته أن يعمل بإفريقيا*

منذ أن كان بالثانوية، فقد كان يتمنى أن ينتهي من الطب ثم يذهب إلى هناك وتحقق له هذا الحلم

بسبب تبرع إحدى المحسنات في الكويت - زوجة جابر الأحمد الصباح أمير الكويت السابق - والتي طلبت من السميط أن يبني لها مسجد خارج الكويت

وفي بلد محتاج فبنى لها مسجد في جمهورية ملاوي في أفريقيا وهناك رأى المبشرين الأوروبيين متمكنين بعملهم، وقد بنوا للسكّان عدّة كنائس،

أما المساجد فإن وجد أحدها يكون غالبًا صغير الحجم مبني من القش يتعرض في بعض الأحيان

لنهش الأبقار من شدة جوعها والإمام لا يقرأ الفاتحة والناس عراة وهناك أناس لا تلقى شيء تأكله,

استمر هو وزوجته في جمهورية ملاوي ثم رحلا إلى أربعين دولة في أفريقيا وبنيا فيها المساجد والمراكز ودور الأيتام والمستوصفات.

كان سبب اهتمام السميط بإفريقيا هو دراسة ميدانية للجنة أكدت أن ملايين المسلمين في القارة السوداء

لا يعرفون عن الإسلام إلا خرافات وأساطير لا أساس لها من الصحة.

كان السميط يركب السيارة لمده عشرين ساعة وأكثر حتى يصل إلى الأماكن النائية وأحياناً يكون سيراً على الأقدام في الوحل والمستنقعات. تعرض للأذى هو وزوجته وأبنائه.

ففى مره من المرات مر على ناس مجتمعين فجلس قريباً منهم من التعب الذي حل به من طول السير

وفجئه فوجىء بالناس واحد واحد يأتي ويبصق على وجهه وبعد ذلك اكتشف أنه كانت محاكمه في القبيلة وممنوع الغرباء أن يحضروا.

وفى مره من المرات دخل مع زوجته إلى
إلى قبيله

من القبائل فتعجب الناس من ارتدائها للحجاب وكادوا أن يفتكوا بها لولا أنها انطلقت تجري إلى السيارة.

السيارة.

*كان أكثر ما يؤثر في السميط*

كان أكثر ما يؤثر في السميط إلى حد البكاء حينما يذهب إلى منطقة

ويدخل بعض أبنائها في الإسلام ثم يصرخون ويبكون على آبائهم وأمهاتهم الذين ماتوا على غير الإسلام،

وهم يسألون: أين أنتم يا مسلمون؟ ولماذا تأخرتم عنا كل هذه السنين؟

كانت هذه الكلمات تجعله يبكي بمرارة، ويشعر بجزء من المسئولية تجاه هؤلاء الذين ماتوا على الكفر.

قطع السميط على نفسه العهد أن يمضي بقية عمره في الدعوة إلى الله هناك، كان كثيراً ما يتنقل براً وقد سافر بالقطار في أكثر من أربعين ساعة بفتات الخبز،

ويقوم بالزيارات التي يقطع فيها الساعات بين طرق وعرة وغابات مظلمة مخيفة

وأنهار موحشة في قوارب صغيرة ومستنقعات منتنة. كان هم الدعوة إلى الله شغله الشاغل حتى في اللقمة التي يأكلها،

فإذا وصل إلى قرية واجتمع أهلها قال لهم السميط :
« ربي الله الواحد الأحد الذي خلقني ورزقني وهو الذي يميتني ويحييني.»

كلمات يسيرة يدخل بها أعداد منهم إلى الإسلام, كانت طرق الدعوة كثيرة ومتنوعة منها أنه كان يحمل معه ملابس

ليقدمها هدية لملوك القرى تأليفاً لقلوبهم إلى الإسلام والحلوى لأطفال القرى من أجل إدخال السرور على نفوسهم.

🌼 *أنتظرونا الحلقة القادمة بإذن الله * 🌼

الدعوة في أدغال أفريقيا Donde viven las historias. Descúbrelo ahora