الحلقة السابعة: أغلى أمنية

5 2 1
                                    

🌹 *#الدعوة_في_أدغال_إفريقيا*🌹

الحلقة السابعة

*مغامرات د/ عبد الرحمن السميط*

*أغلى أمنية*

أكرر أن من أنجح وسائل الدعوة إلى الله اتباع كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، خاصة فيما يتعلق بحسن المعاملة للآخرين.

تذكروا معي قوله تعالى: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)

وقوله صلى الله عليه وسلم (الدين المعاملة) (وتبسمك بوجه أخيك صدقة)

والكثير من ذلك في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم،

وهي أمور يغفل عنها بعض الإخوة ممن يتصدون للوعظ.

أذكر أن فتاة عمرها 15 سنة من مدينة قلنغارا التي تبعد عن مدينة زغنشور عاصمة جنوب السنغال 400 كيلو متر فقدت بصرها وعمرها 5 سنوات

جاءتنا في مخيم علاج أمراض العمى وأجرينا لها عملية جراحية أزلنا فيها عدسة العين

وركبنا لها عدسة جديدة وعندما خرجت من غرفة العمليات كان يتملكها هي وأمها يأس شديد خوفاً من فشل العملية، وعندما تمت إزالة الضماد لم تصدق أنها بدأت ترى،

ولم تعرف إن كانت في عالم الحقيقة أم أنه حلم ثم لما تأكدت من عودة بصرها

أصرت أن تجري عملية للعين الأخرى في اليوم التالي وقبل أن تغادر المستشفى سألناها عن أمنيتها

فقالت أغلى أمنية وهي الإبصار وقد تحققت بفضل الله وبقي تعلم القراءة والكتابة لأتمكن من حفظ القرآن ومعرفة فرائض الإسلام،

وخدمة هذا الدين العظيم الذي أتى بكم من مكان بعيد من آلاف الكيلومترات حتى تخدمونا.

أحد دعاتنا في غامبيا أحضر جدته المصابة

بالعمى منذ سنوات طويلة وقال إن ذلك أثر في نفسيتها،

فلم تعد تنطق بكلمة وتبقى صامتة طوال النهار، ولا تحدث أحداً، أحضرها إلى مخيم العيون وأجرينا لها عملية

استعادت معها بصرها تكللت العملية ولله الحمد بالنجاح، وعندما أزالوا عن عينيها الضماد بدأت تحمد الله وتشكره،

وتدعو للعرب الذين ردوا إليها بصرها بفضل الله، وتتحدث بشكل طبيعي وتعهدت أن تكنس مسجد قريتها كل يوم.

*مواقف وأحداث*

• في قرية غرب السودان أثناء مجاعة 1984 م سألتهم: ماذا تطلبون؟

فقالوا: كل أطفالنا ماتوا من الجوع وبدأ الكبار يموتون بعد أن ماتت ماشيتهم وزروعهم

نناشدكم الله أن تحفروا لنا قبوراً لندفن موتانا، فنحن عاجزون عن حفرها بسبب الجوع،

ونطلب منكم أكفاناً لموتانا. في تلك الفترة رأيت قرى بكاملها في أثيوبيا مات سكانها وحيواناتهم وزروعهم،

ولم أعثر على مسلم واحد يذكر الله، فكلهم إما في القبور أو ماتوا

ولم يجدوا من يدفنهم فبقيت هياكلهم العظمية شاهداً على إهمالنا لهم. كما يقول السميط.

• ذهب السميط يوماً للدعوة وأحس بالجوع والعطش - وهو مصاب بالسكري - ولم يكن معه ماء ولا طعام،

واضطر لشرب مياه الأمطار التي تجمعت في الحفر التي حفرتها عجلات السيارات

وكان الماء مليئاً بالطين ولكن عندما رأى أشخاصاً يموتون من العطش بسبب عدم نزول الأمطار وجفاف الأنهر، أحس بعظمة ونعمة الله عليه.

ثم هناك المئات من الأطفال الذين ماتوا بين يديه أو يدى أبنائه وزوجته أو أمام أعينهم بسبب الجوع.

🌼 *أنتظرونا الحلقة القادمة بإذن الله * 🌼

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Nov 03, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

الدعوة في أدغال أفريقيا Where stories live. Discover now