الثاني والعشرون

1.7K 66 1
                                    

في قلب الاعصار الفصل الثاني والعشرون

دقت الساعه السابعه مساءا ودق موعد وصوله للمنزل ف الميعاد المتفق عليه..كان يقف امام باب المنزل بتوتر وهو يفرك يديه ببعضهم بأرتباك كاد ان يذهب مكان ما آتي يخشي ذلك الموعد ولكنه حسم امره ف الاخير ليهندم من مظهره وهو يحمل باقه من الزهور لطالما كان يراقب ليلي تزرعها وتهتم بهم ف حديقه المنزل ليودع ابتسامه خفيفه ع وجهه ثم يدق جرس الباب ف انتظار الرد ع احر من الجمر..كانت تتمشي ذهابا وايابا بالمنزل لا تعلم ما تفعل يكاد الملل ان يقتلها حتي سمعت صوت الباب لتلف وشاح صغير من الاوشحه التي اشتراها بدر لها موخرا بعدما عزمت امرها ان تتحجب وكان من افضل القرارات واحبهم الي قلب بدر ورحب بالفكره حتي انه بنفسه من ذهب يبتاعهم لها..فتحت الباب وكادت ان تتسائل عن هويه الشخص حتي تصنمت بمكانها وهي تري خليل يمتقع امام باب المنزل توترت ف بادئ الامر وكادت ان تزرف دموعها من شده الخوف ولكن كل هذا توقف وظلت تنظر له بأستفهام وهي تراه يحمل باقه الزهور ويقف امامها بتوتر تماما مثلما كانت باليوم الاول لها بالمدرسه
خليل بأرتباك:ان..انا ممكن ادخل
ظلت تنظر له ليلي من اعلاه لاخمض قدميه بتشكك وكل تفكيرها منحصر ان بدر ليس موجود بالمنزل الان بعدما صمم ان يذهب ليبتاع مشتروات المنزل بنفسه..حتي حسمت امرها بتردد وتوتر بالغ وهي تفسح له المجال للدلوف ثم احكمت غلق الباب واخذت تتجه حتي جلست امام خليل بذات الارتباك ليقطع الصمت صوتها وهي تتنحنح بأستفهام ليفهم خليل ويبدأ حديثه يحاول قدر الامكان رسم القوه به
خليل: انا بس كنت جاي وطمعان انك تسمعيني وتقعدي معايا
ليلي ببعضا من القلق:خير حضرتك
تنحنح خليل مره اخري وهو يترك الزهور من يده بجانبه ثم ذهب ليجلس ع مقربه منها ومع حفظ مسافه كافيه حتي لا تخشاه ليبادر كأنه يترجاها ويطلب العفو
..:هتسامحيني؟؟
....:اسامحك ع ايه ولا ايه بالظبط
خليل بنبره مستاءه..:ع كل حاجه عملتها وحشه ل حقك.انا يمكن آذايا مكانش مباشر..بس انا بعترف اني اذيتك بأهمالي ليكي فتره كبيره اوي من عمرك..سامحيني اني مكنتش الاب الي تستحقيه..سامحيني ان عمري م لعبت معاكي..سامحيني اني ملعبتش دور الاب الحنين واخترت اسوء ادوار الابهات..سامحيني ع سفري وشغلي..لو فضلت اعدلك تسامحيني ع ايه مش هيكفي بس انا مش طالب غير فرصه واحده وانا هثبتلك اني قدها
نظرت له ليلي بصدمه خفيفه اهذا والدها حقا وقد تغير مئه وثمانون درجه ام انها تتوهم لا اكثر..لم يبدر عنها رده فعل الي الان سوي بعض الدموع التي تنهمر ع وجنتيها وهو ينتظر ردها ع احر من الجمر
...
..:ايه بتهزر صح..ودي اجبهالها ازاي دي
اوس بلا اهتمام:ميخصنيش وبعدين هو انا بطلب حاجه غلط لا سمح الله ماهو اي اتنين مخطوبين هيتجوزو عادي
حور بتوتر ف الهاتف:ايوه بس احنا اتفقنا ع سنتين اقل حاجه
اوس مازحا:والله هي لو ف ايدها تخليها عشره مش هتتأخر عايز اكمل نص ديني عايز اتجوووز
ضحكت حور عليه بشده وهي تتكأ ع سور شرفتها وتكمل حديثها بالهاتف وهي تنظر له واقف اسفل الشرفه
..:خلاص يبقي انت الي تفاتحها ف دا
تنهد اوس وهو يدلك جبهته بأرهاق من تلك العائله التي لا تقحمه سوي بالمشاكل
..:بغض النظر انك بتحطيني ف وش المدفع بس ماشي انا الي هفاتحها(ثم اكمل بجديه وهو ينظر لها من الاسفل)..ف موضوع مهم وعايز افاتحك فيه
..:خير
.اوس مبتسما.:لا مش دلوقتي هيجي وقت وهتعرفي كل حاجه متقلقيش..مع السلامه ي احلي عيون
اومأت له بأبتسامه خجله لمغازلته ثم انهت الاتصال وذهبت
....
فكر الآف المرات ايصعد الان ام يتركها قليلا بمفردها حتي حسم امره وقرر ان يخرج من سيارته التي كان يختبئ بها اسفل البنايه وهو يتخيل الاﻻف من ردات الفعل الخاصه بها غضب..ثوران..بغض..ولكن اكثر شئ يتمناه ان لا تكرهه بسبب تلك الفعله الحمقاء..وضع المفتاح الخاص به بالباب ليفتحه ع مهمل وهو يدخل رأسه اولا يسترق السمع ويدور بأعينه ف المكان ليخطف انفاسه ذلك المشهد الرائع وهو يراها تقبع بداخل احضان والدها تبكي بأنهيار وهو الاخر يبكي ولكن يحاول ان يمحيها سريعا حتي انه يخشي ان دموعه تأذي صغيرته.ليبتسم بدر بأتساع حسنا خطته قد نجحت تنحنح ليعلمو بوجوده لتنهض ليلي من احضان خليل تركض باتجاه بدر بابتسامه خفيفه وترتمي باحضانه هو الاخر ليضحك عليها ملئ فاهه وهو يمسح اعلي خصلاتها بحنو ويري الاخر يبتسم بسعاده اتجاه ابنته
اما بعد مرور اليوم كاملا من تلك الزياره الرائعه التي لم تخلو من مزحات بدر ليغير اجواء المكان وسعاده خليل برجوع ليلي مره اخري الي احضانه وهو يأمن عليها مع بدر الخاص بها
دلف بدر الي الغرفه الخاصه بهم ليجدها تقف امام المرأه تمشط خصلاتها بنعومه وسعاده بذات الوقت ليذهب لها بخطواته يحتضن خصرها من الخلف وهو يستند اعلي كتفها الايمن ليبتسم لأنعكاسها ثم بدأ حديثه
...:بقالي كتير مشوفتش الضحكه الحلوه دي
ليلي بابتسامه:عشان النهارده تاني اسعد يوم ف حياتي
بدر متسأئلا:واي هو الاول
التفتت ليلي له وهي تمسد وجنته بحنان تنظر داخل عينيه بحب بالغ لترد عليه بلا تردد
..:لما اتكتب اسمي جمب اسمك
ابتسم لها بسعاده وهو يضمها الي احضانه يبث بها شعور الامان والحب النابعان من قلبه ببزغ..ليبتعد عنها ليردف
بدر:مقولتليش الي حصل
..:مفيش..هو قالي كلام كتير اوي وانا كمان..عيطنا شويه وبعدين اعتذر وانا مقدرتش ارفضه وكان اول يوم احس فيه ان عندي اب..والباقي انت عارفه..شكرا ي بدر بجد اليوم دا انا مش هنساه ابدا
بدر بسعاده متسائلا امام حماسها:بتشكريني انا ليه
..:بابا حاكالي كل حاجه
بدر وهو يجز ع اسنانه بغيظ ع ذلك المتصابي لقد وعده الا بخبرها ليكمل بغيظ طفولي
..:ع فكرا بقي ابوكي دا عيل اوي
لكزته بجانبه بغيظ وهي تحدجه بنظره محزره
بدر:اييه ما هو قالي ميقولكيش
تركته ليلي بنفاذ صبر ع ذلك هادم اللحظات الرومانسيه وهي التي حلمت بها عمرها لتتجه الي الفراش بغيظ تدثر نفسها
..:طب انتي هتنامي ليه طيب
ليلي:نام ي بدر نام تصبح ع خير
بدر وهو يضع اصابعه بشعره:مالها دي
رفع زراعيه بلا اهتمام ليأخذ موضعه بجانبها يدثرها جيدا ويضع قبله بأبتسامه اعلي وجنتها بادلتها هي اياها ليغط ف ثبات عميق
....
هي قويه.متوازنه.تعلم الصواب جيدا تحافظ عليه.عمليه.وذكيه
ولكنها تخاف الظلام وذلك الفحل كما اسمته يتركها يوما تنام بلا ضوء واحد خفيف من النور لا ذنب لها انه يحب الظلام مثل حياته تلك وهي ايضا لا تحب الانوار بجانبها فقط ضوء خفيض من مكان اخر عدا الغرفه..الايام الفائته كانت تنام ع ضوء الهاتف ولكن اليوم هاتفها تعطل لحظها السئ دائما ذهبت بخطوات وئيده نحو مصباح الغرفه لتعيد محاوله النوم ولكن بلا فائده حسمت امرها اذ نهضت لتشعل ضوء الشرفه المشتركه بينهم برضا ولكنها كادت ان تصرخ بفزع وهي تراه يقف بالشرفه يدخن سجائره بشراهه بلا اهتمام لها...كتمت صوتها ثم ذهبت اليه تتسائل بحنق
كيان:اي الي موقفك كدا
مصعب بلا اهتمام وصوت استشفت فيه الغموض:واقف بفكر
ناظرت ظهره قليلا ثم ذهبت تقف بجانبه وهي تنظر لذات النقطه التي ينظر لها
..:بتفكر ف اي
لف رقبته ينظر لها ثم نفخ دخان سيجارته ليسئلها وهو يمد يده لها
..:سجاره؟؟
كيان بتهكم:مش قولت انت راجل تشرب عادي انا ست مينفعش
مصعب بلا اهتمام وهو يرجع يده:خلاص براحتك
اختطفتها كيان من يده بسرعه ليضحك عليها وعليه حقا زوج يعطي زوجته لفائف تبغ يالا سخريه القدر..التفت ليشعل لها سيجارتها لتطرد دخانها بالهواء و تسئله مره اخري  منهكه وهي تدلك جبهتها
..:احنا هنفضل كدا ل امتي..عايز تنتقم مني يعني
مصعب ببرود:مين قال كدا..انا بعاقبك
ضحكت عليه بسخريه ثم اردفت وهي تستنشق دخانها
..:وهفضل متعاقبه لحد امتي
نظر امامه بلا اهتمام والتزم الصمت حتي ظنت انه كعادته لن يرد عليها لالقت التبغ بأهمال وهي تحتضن شالها تنوي الدخول مره اخري حتي توقف بمحلها بصدمه عندما شق حديثه الافق
..:اعتبريه خلص..انا مستعد اطلقك..بس بشرط ابقي مطمن عليكو وحاطط عيني عليكو ومتقلقيش مش هوريكي وشي تاني هبقي من بعيد لبعيد..وزي م اتفقنا فرحه متعرفش حاجه
توقفت بمحلها بصدمه جليه ع ملامحها ذلك الوغد سيطلقها ايبتعد بعد كل هذ..
بعد ماذا ي كيان؟اكانت هناك قصه حب خفيه ام انه اعترف لكي بشئ..كل تلك الاوهام والهواجس بداخلك ستقتلك ف يوم..اردتي ان تبتعدي من غياهبه..هو الان يفتح لكي ابواب الزنزانه يآمرك بالابتعاد..وانتي من تودي البقاء..كفي تشتت والان دور ان تعودي لحياتك الطبيعيه بلا ايه احكام او قيود قد انتهي الامر وصدر فرمان العوده
الا احد هنا يشعر بالخناجر المسمومه داخل قلبه..الا احد يشعر بحزنه وقبضه قلبه الجميع هنا بجانبها وقد نسو انه ايضا من بنو البشر وليس بالشيطان الذي يدعيه..استرحل وافقت بتلك السهوله..كيف لا وهي من تتمني لحظه الفراق..كان غباء منه ان يستمر معها كل ذلك الوقت.الذي يشعر به ما هو سوي تعود ليس الا وسيزول بمجرد ذهابها هو متأكد بذلك..ولكنه قلبه يعتصر وروحه تناجيه هو بالكاد قد شعر بالحياه ف وجودها..كيانه

في قلب الاعصار بقلم شهد اكرم (كامله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن