" أكان حلماً "

1.6K 122 23
                                    

وتلاقت الأرواح عبر منامها حلماً
جميلاً ليته لم ينتهي "

••••
الساعة 11:00 مساءً

في تلك الغرفة المعتمة نسبياً حيث تحتضن في جوفها جسد ذلك الشاب المتدثر بأغطية السرير الثقيلة يفتح عيناه كاشفاً الستار عن لون البُنِ الذي يحتل حدقتاه..

تقّلب على جنبه الأيسر دافناً رأسه في الوسادة
بجانبه هو لم يكن يرغب في الاستيقاظ أبداً

أغمض عينيه يتذكر أحداث الليلة الماضية.....
ولأول مرة هو شعر بالدفء يحتل أركانه
وما كان السبب سوى ذلك الغريب من ليلة الأمس أو لربما حلم الأمس هو لا يعلم حقاً ..

أكان حلماً راوده
أم واقعاً عاش أحداثه

ثوان بسيطة هي التي مضت قبل أن يرفع رأسه بإنزعاج من تحت الغطاء لتستقبله نسمات الهواء الباردة محركة بعضاً من خصلات
شعره البنية...

لم يأبه بأي شيء لحظتها سوى تلك الفكرة التي تسحوذ دماغه...
كيف آل به الحال ليصبح في منزله
وتحديداً غرفته
عقله يجهل ما حصل

لماذا يبدو وكأن كل ما حصل لم يكن سوى أحد أحلامه العابرة حقاً...
لقد وضع هذه الفرضية ضمن إحتمالاته السابقة
لكنه كان يأمل أن يكون واقعاً ..

يشعر بثقل غريب في قلبه يفكر في الأمر
ليتنهد بتعب مطلقاً سراح أنفاسه المكبوتة بينما يتخذ خطواته صوب النافذة
يرغب في استنشاق بعض الهواء ...

كان يسند ظهره على حافة النافذة بينما يغمض عينيه مفسحاً المجال لتلك الرياح الخفيفة كي تعبث بخصلات شعره كيفما شاءت

عقله شارد تماماً لا يعي شيئاً حوله

《أرجوك لا تفعل هذا مجدداً سأجن إن فقدتك》

ارتفعت زاوية شفتاه مشكلةً إبتسامة لطيفة على ثغره عند تذكره لنبرة ذلك الغريب العميقة وقتما تسللت لمسمعه

يستاءل كيف يمكن لنبرته أن تحوي كل
هذا الدفء

حتى أنه لا يعلم كيف أمكنه
أن يحب حلماً عابراً

راوده لليلة واحدة ثم تلاشى..

لكن كل ما يدركه لحظتها أن
ذلك الغريب من حلم الأمس

كان دافئ بطريقة أحبها قلبه جداً..

جاهلاً فكرة أنه لم يكن حلماً
وأن ذلك الغريب من ليلة
الامس كان تلك الحقيقة
التي سيُسعد قلبه بمعرفتها...

promise || وَعِدDonde viven las historias. Descúbrelo ahora