الفصل الثاني عشر

25K 776 98
                                    

بفجر يوم جديد بفيلا الادم

كان اوس يتوجه لغرفتها و هو يحملها بين يديه بعدما استيقظ منذ قليل ليجد نفسه ينام على ارض الغرفة الصلبة و هي باحضانه
دخل للغرفة بدون ان يصدر صوت ثم وضعها على فراشها برفق و عيناه لا تفارق النظر لوجهها بحب ثم انحنى مقبلاً وجنتها الحمراء دائمًا

ثم غادر الغرفة بهدوء و بداخله يقسم ان تكون تلك المهرة له مهما حدث......صعد لغرفته و استقر بجسده اسفل الماء البارد لعله يبرد النار التي تشتعل بداخله توضأ ثم توجه ليؤدي صلاة الفجر بخشوع داعياً لوالدته الحبيبة مثلما يفعل دائمًا في صلاته التي علمته اياها منذ ان كان صغيرًا
.........
بنفس الوقت كان امير يدخل للفيلا برفقة فرح بصمت تام و كل ما فعله انه قبل جبينها قائلاً بهدوء قبل أن يصعد لغرفته :
تصبحي على خير يا حبيبتي

توجهت لغرفتها و الالم ينهش قلبها عليه ارتمت على فراشها باكية بصمت بينما هو صعد لغرفته ثم توضأ و ادى صلاة الفجر بخشوع ثم ارتمى بجسده على الفراش يغمض عيناه يحاول النوم ليهرب من واقعه الأليم
.........
في صباح اليوم التالي بفيلا الادم
استعد امير و اوس ثم نزلوا للأسفل

بينما بغرفة ريان
منذ الأمس عندما جاء بمنتصف الليل و هو هكذا ينام على فراشه و عيناه تنظر للفراغ بشرود

كلما تذكر هيئة يوسف و هو يسقط ارضاً ينتابه الشعور بالحزن عليه سرعان ما يذكر نفسه بما فعله بهم و بأنه لا يستحق هو لم يحزن عليهم لحظة واحدة بحياته ليشعر هو هكذا نحوه

النوم يرفض ان يزور جفونه لقد تعب و سأم جداً من تلك الحياة ليته يستطيع النسيان لو كان يباع لكان دفع كل ما يملك ليحصل عليه

عندما يأس من قدرته على النوم استعد و نزل للأسفل يتمنى حقاً ان يجد اخوانه لعله يلتهي معهم و يتوقف عن التفكير و الغوص بذكريات ذلك الماضي الاليم الذي كان هو و اخوانه ضحاياه

تفاجأ بأوس يقف أمامه و من ثم أمامه امير و حياة تقف امام باب القصر يبدو انها عادت لتوها الآن
اما عن ادم يجلس على الاريكة ببهو القصر ما ان رأهم وقف بهدوء كان يعرف بتواجدهم داخل المنزل بينما هم لا لذا كانت الصدمة مسيطرة عليهم

بدون مقدمات فتح ادم ذراعيه كدعوة منه لكي يقتربوا و يعانقوه و بالفعل مرت لحظات و كانت حياة تحتضنه و من خلفها امير و ريان و اوس كلاً منهم يشدد من عناق الاخر يحاولون ان يستمدوا القوة التي انهارت ليلة امس من بعضهم

بعد دقائق قليلة ابتعدوا عن احضانه ليقول ادم بهدوء مفتعل :
هدير هيحولوها على مستشفى الأمراض العقلية

اكتفوا بالصمت ليتابع ادم :
محسن و ثريا قضيتهم شغالة و لوجود الادلة الكافية الحكم فيها هيكون بسرعة.....ده كلام المحامي

اوس بتردد و وجه خالي من التعبير :
طب و يوسف العمري !!!

ادم بهدوء يعكس ما بداخله :
جاتله ازمة قلبية شديدة و لسه في مرحلة الخطر

رواية ضحايا الماضي ( شهد الشورى ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن