الخاتمة🤍

3.7K 202 42
                                    

الخاتمة.. 🤍
بعد مرور عدة سنوات..
بالمشفى..
كانت داليا تسير بين طرقات المشفى تفحص المرضى و تطمئن عليهم حتى شعرت بيد صغيرة تحتضن فخذها و أخرى تجذبها من البالطو الخاص بها..
داليا بأبتسامة وهي تجلس فوق ركبتيها: حبايب مامى ايه اللى جابهم هنا
مراد من الخلف وهو يقترب منهم و يحمل طفلتهم: انا خلاص قربت اتجنن منهم خديهم شوية
داليا وهي ترفع حاجبيها: نعم يا اخويا انا عندى عمليتين النهاردة
مراد وهو يعطيها الطفلة بإنهاك:وانا ورايا اجتماع و صفقات
داليا بغيظ وهي تدبدب بالارض: النهاردة يومك مينفعش كدة
مراد وهو يبتعد بسرعة: سوري يا حبيبتي بس فعلا خلصان
داليا بسرعة وهي تحاول اللحاق به: مراد  يا مراد استنى نتفاهم طب ، ماشى يا مراد ان ما نكدت عليك شهرين مبقاش داليا
زفرت بعمق وعدلت من وضعية ابنتها النائمة كالملاك بين احضانها فألتفت و وجدت طفليها التوأم يقفان بجانب بعضهما و ينظران لها بطريقة بريئة و خبيثة بذات اللحظة..
داليا وهي تضرب جبهتها: يا رب قوينى ، حبايب ماما مش هيعملوا دوشة ولا يبوظوا حاجة زي المرة اللي فاتت صح
اومأ الطفلان ببراءة ثم انطلقوا يركضون يميناً و يساراً فلحقتهم داليا بسرعة وهي تصرخ عليهم من شقاوتهم المعتادة ، كانوا يضحكون بطفولة وهم يفتحون جميع الأبواب و يركضون فشاركتهم بعض الممرضات الركض و لعبوا سوياً فأعتذرت داليا من جميع المرضى على تلك الضوضاء فأخبروها انهم ينتظروا يوم مجئ الأطفال على أحر من الجمر..
داليا لإحدى الممرضات: هاتيلى الجزم دول عشان انا مش عارفة الحقهم من مليكة مش عارفة اجري بيها
الممرضة بضحك:حاضر ، ايتن مستنيا حضرتك فى مكتبك
اومأت لها داليا و شكرتها ثم صعدت إلى مكتبها و دلفت فوجدت ايتن تجلس بطفليها الذين خربوا المكتب..
داليا بذعر وهي ترى المكتب مقلوب رأساً على عقب: ايه ده!!!
ايتن بتوتر وهي تحمي أولادها و تخبئهم خلف ظهرها: احم دودو حبيبتى وحشتيني ، ايه ده كوكي هنا كمان هاتيها
داليا وهي تجذبها من معصمها: منك لله انتي و عيالك يا جزمة ، اتفضلي روقيلي المكتب ده حالا
ايتن وهي تأخذ حقيبتها و ترسل لها قبلة هوائية: عندي الاجتماع التدريبى ده مع بيجاد والله و مش عارفة اسيبهم فين قولت مفيش غير دودو حبيبتي ، يلا باي يا ولاد متتعبوش خالتو ها
ركضت ايتن إلى الخارج و تركت داليا التى كانت تحاول الحديث و منعها لكن فرت ايتن الخبيثة ، نظرت داليا حولها بحسرة و وضعت ابنتها فوق الاريكة الجلدية بحذر و وضعت بجانبها وسادة كي لا تسقط..
داليا بإبتسامة: انتو يا قرود مش هتسلموا على خالتكو اللى خربتولها مكتبها ده
ركض الطفلين إليها و احتضنوها بقوة فبادلتهم العناق و اجلستهم فوق المقاعد البلاستيكية المخصصة للأطفال..
داليا وهي تجلس فوق مكتبها: تيليا بطلي فرك ها عشان الكرسي هياخدك و تتقلبي بيه
تيليا بضحك: اوكي دودا
داليا بضحك هي الاخري: دودا !! ملقيتيش غير الدلع ده ، ها تاكلوا ايه
تيليا بحماس: ماكدونالدز
داليا: وانتي يا نورسين تاكلي ايه
نورسين برزانة: اللي حضرتك تشوفيه يا خالتو
داليا : يا سلام على الأدب و الأخلاق اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكيش وانتي بتضربي جوز خالتك سمر بالقلم
نورسين بدراما: هو اللى شدني من الضفيرة بتاعتى و مرضاش يخلينى ابوس حازم
داليا بضحك: معلش هو زين بيخاف على ابنه من الرذيلة ، هخليكو تروحوا تلعبوا مع مهند و كريم دلوقتي
تيليا بمرحها الطفولي وهي تجلس فوق ركبتيها و تراقب الطفلة بإنبهار: خالتو مليكة عندها غنازة
داليا بذهول مرح: غنازة؟؟؟
تيليا بحماس وهي تضع اصبعها فوق تلك النغزة: ايوة اهي هي ضحكت و بانت
داليا: اسمها غمااازة
تيليا: نو اسمها غناااازة
داليا: ماشى يا لمضة
قاطعها دلوف الممرضة وهي تحمل الطفلين بصعوبة لطولهم و كبر سنهم..
داليا: ارميهم على الأرض و اتكلي على الله عشان متشوفيش المجزرة اللى هتحصل ، ده انتو ليلتكو بيضة يا حبايب مامي ، بقا اقولكو متعملوش دوشة تخربوا الدنيا بالمنظر ده ، انا هاخد مليكة و هطلع ابص على الناس العيانة ارجع الاقي المكتب ده متروق و كلكو هتروقوا و تظبطوا الدنيا اوكي يا اما مفيش خروج النهاردة 
مهند بغيظ طفولي: احنا مالنا دول الـ girls هما اللى بوظوا مكتبك يبقا هما اللي يصلحوه
داليا: مش انتو بتشوفوا بابي بيساعد مامي في البيت مع ان انا اللي ببقا مكركبة الدنيا لكن هو محترم و جميل و بيساعدني ، يلا ابدأوا
حملت الطفلة و خرجت بها وهي تبتسم ثم ذهبت لتطمئن على جميع المرضى و عندما انتهت ذهبت لغرفة الأمن بالمشفي لتطلع على كاميرات مكتبها و رأتهم جميعاً يعملون بجهد و جد ، كانت تخشي ان يضربون بعضهم البعض لكنها تفاجئت بأولادها ينظفون اكثر من الفتيات حتى ، ابتسمت و حمدت الله على الذرية الصالحة ثم اتجهت الي مكتبها ، طرقت الباب و انتظرت امامه لحظات..
داليا بتساؤل خبيث: ادخل؟
وضعت اذنها فوق الباب فسمعتهم يتعجلون فى الانهاء من مهماتهم فأنتظرت داليا أمام الباب لتعلمهم احترام الخصوصية و بالفعل وقفت ربع ساعة أمام الباب حتى فتح لها ابنها مهند الذى يشبه مراد كثيراً عدا عينه التي بلون الرماد و المحدد باللون الأزرق الداكن ، دلفت وهى تبتسم و تراهم يجلسون فوق الاريكة بجانب بعضهم البعض و يبتسمون لها..
داليا وهي تتأمل المكتب بإنبهار: براڨو عليكوا  شطورين يا حبايبى كدة بقا تاكلوا و بعدين تروحوا تلعبوا مع صحابكم فوق
كريم بتساؤل: مامي هو انتي هتعملي العملية لمحمد النهاردة
داليا بأبتسامة : اه يا حبيبي كمان شوية
كريم بلطف: طب ممكن اروح اقعد معاه لحد ما الاكل يجي ، عشان هو قالي انه خايف و انا هطمنه و اجي و اقوله انك شاطرة اوي اوي و مش هتخلي حاجة تحصله
داليا بتأثر وهي تجلس فوق ركبتيها و تضع يدها فوق كتفه: انا هخليك تروح تقعد معاه حاضر بس هتقوله ان ربنا هو اللى هيقف معاه وانه هيرجع يلعب و يجرى ان شاء الله
كريم بأبتسامة : حاضر ، ممكن اخد المصحف بتاعك هقرا فيه انا وهو زى امبارح
داليا بحب وهي تمرر يدها بشعره الحريرى الاشقر: ماشي يا كيمو
تيليا وهي تمط شفتيها بغضب طفولي: احنا كمان عايزين نروح لصحابنا اشمعنا كريم
داليا: عشان كريم صاحبه محتاجه دلوقتى يا تيليا ، كريم نادي على ريهام الممرضة تطلعك عند محمد ها متطلعش لوحدك
كريم وهو يأخذ المصحف و يخرج من المكتب: حاضر
مهند بأبتسامة وهو يحتضن والدته: انتي عارفة يا مامي انا مش هروح عند صاحبي ليه
داليا وهي تربت فوق ظهره: ليه يا حبيب مامي
مهند بحماس وهو يقفز: عشان النهاردة عيد ميلاد دودو
داليا بتفاجئ و فرحة: انت فاكر!!!!!!!
مهند: ايوة
داليا بحب و مرح وهي تحتضنه بقوة: اصيل يا قلبى ده باباك نفسه مفتكرش هو و خالاتك
تيليا وهي تقف معهم: انا كمان فاكرة يا خالتو بس كنت هقولك happy birthday لما تجبيلي اكل
نورسين : وانا كمان فاكرة يا خالتو و جبتلك هدية كمان
داليا بذهول: جبتيلي هدية
اومأت لها نورسين و اتجهت الي حقيبتها الطفولية و أخرجت قلم يوجد عليه نقوشات كرتونية جميلة..
نورسين بأبتسامة رائعة وهي تمد يدها بالقلم: القلم ده اول هدية اخدتها من الميس في المدرسة انا بحبه اوي بس بحبك اكتر ممكن تخليه معاكي لحد ما أكبر
داليا بضحك و حب وهى تضمها بقوة: يا روح قلبي انتي ربنا يخليكي ليا يا احلى بنوتة فى الدنيا دي احلى هدية جاتلي في حياتي
تيليا وهى تضرب وجنتيها بطفولة: الاكل يا خالتو انا جعانة
داليا بضحك وهى تمسح دمعة فرت منها: حاضر والله يا طفسة هانم
ضحكت تيليا بطفولية و تعلقت بعنق داليا فحملتها داليا و وضعتها فوق المكتب فصرخ مهند و نورسين كى تحملهم ايضاً و تضعهم بجانب تيليا ، حملتهم و ظلت تلعب معهم حتى غفوا جميعاً فوق الاريكة فقبلتهم داليا و خرجت تستعد كى تدلف إلى عملية صديق كريم ، كان يسعدها ان أبنائها يكونون صداقات كثيرة من المشفى فهى تريدهم ان يحبون المشفى كما تحبها هى وان يحبون جميع الأشخاص هنا فلذلك كان تساعدهم على تكوين صداقات كثيرة هنا و خاصة مع الأطفال المرضى فهذا يحفزهم و يجعلهم يتعافون اسرع بكثير..
..............................................................
بغرفة صديق كريم..
دلفت داليا بعد ان طرقت الباب و سمحوا لها بالدلوف ، ابتسمت وهي ترى كريم يجلس بجانب محمد علي الفراش و يقرأون فى المصحف بطريقة طفولية بحتة..
داليا وهي تحمحم: صدق الله العظيم ، براڨو عليكو ايه الشطارة دى
محمد بحب كبير: ده كريم هو اللى علمنى اقرأ و خلانى اقول وراه لحد ما بقيت شاطر زيه
كريم بخجل طفولي وهو يضع يده فوق وجهه: لالا انا معملتش كدة
داليا بضحك وهي تسحب المقعد و تضعه بجانب الفراش: خلاص يا حمودي متكسفهوش بقا انت عارف كريم بيتكسف ، جاهز للعملية يا بطل
محمد بحماس وهو يرفع يده: جاهز "ثم اكمل بتساؤل" هو فين بابا و ماما
داليا بأبتسامة مصتنعة و دموعها تتجمع بأعينها: مش قولتلك يا حبيبى ان ربنا اخدهم عشان وحشوه و عايز يشوفهم
محمد: طب وهو مش مأخدنيش معاهم ليه
داليا وهى تمرر يدها بخصلات شعره: عشان انت لسة صغير و لازم تكبر و آآ
محمد مقاطعاً لها: هما متعوروش صح ، اصل انا فاكر لما بابا ساق بسرعة و العربية اتخبطت في شجرة هما كانوا متعورين زيى
داليا بحب: لا يا حبيبى متقلقش هما راحوا لربنا كويسين مش متعورين ولا حاجة
محمد بحزن وهو ينظر لقدمه و ذلك الجهاز الموضوع بأنفه كى يساعده على التنفس: هو انا ممكن مرجعش أمشى تانى
كريم متدخلاً : لا هتمشى و هنروح مع بعض الـ school و النادى
احتضنه محمد بعفوية فأبتسم كريم بخجل و ربت فوق ظهره ، شاركتهم داليا ذلك العناق وهي تقبل رأس اثنتيهم ثم طلبت من كريم المغادرة كى تستطيع الممرضات تجهيز محمد للعمليات..
..............................................................
بإحدى الكافيهات..
كان يجلس الجميع و يرتشفون بعض العصير و هم يخططون لأشياء مبهجة لداليا..
زين: والله عيب عليكم يبقا عيد ميلادها النهاردة و جايين تفكروا النهاردة ، انا سمر خبت مني الموبايل امبارح عشان كنت هموت و اكلمها و اقولها كل سنة وانتى طيبة
نورا وهي تنظر لزوجها بشر : و مين سمعك ما البيه اخد موبايلى بردو
مراد وهو يجذبه من ياقته الخلفية: كنت هتبوظ الخطة يا حيوان ، هنفخك اقسم بالله
زين وهو يجذب نفسه بعيدا : ما قولنا متصلتش الله
ايتن : يا جماعة فكروا بسرعة بقا زمان العيال مغلبينها و احنا عارفين داليا عندها عمليات كتير ، ده غير انها اكيد زعلانة عشان محدش قالها كل سنة وانتي طيبة ولا حد افتكرها
مراد: نبهتى على المستشفى محدش يحتفل معاها بعيد ميلادها
ايتن: نبهت و قولت اتعاملوا كأنوا يوم عادي
سمر بغيظ وهي تضع يدها فوق بطنها المنتفخة: بقولكو ايه انجزوا انا حاسة اني هولد وانتو لسة بترغوا
بيجاد : انا جاتلى فكرة
مراد بحماس : قول
بيجاد بأبتسامة: فاكرين من كام سنة كدة لما داليا فاقت من الغيبوبة الناس فرحوها ازاى
مراد وهو يتذكر: ايوة طبعا هو ده يوم يتنسي
بيجاد: ما تيجو نعمل كدة تاني ، هننزل بوست على صفحة المستشفى اللي عليها اكتر من 25 مليون و هنقول للناس ان احنا عاملين لداليا مفاجأة بمناسبة عيد ميلادها وهى متعرفش و عايزينكو تحتفلوا معاها و تفرحوها
نورا: انا عايزة بس اعلق على نقطتين على غبائك يا جوز اختي ، اولا كدة الـ25 مليون دول مش مصريين كلهم داليا عندها على الصفحة اجانب كتير جدا يمكن اكتر من المصريين كمان بالذات بعد ما عملت فرع للمستشفى  فى أوروبا ، ثانياً بقا ما هي داليا ممكن تفتح الفيس بوك و تشوف البوست و نتفضح احنا و حاجة تالتة كمان هنزل البوست ازاي اصلا
بيجاد: هي مش اختك ادمن في صفحتها يا ذكية ، و بعدين حوار انها متشوفش البوست ده عليكى انتي هتروح تقعدي معاها و تحاولي متخليهاش تمسك الموبايل لحد الساعة 8 بليل و بالنسبة لموضوع الناس فالصفحة عليها ناس كتير مصريين بردو
مراد : طب يلا كل واحد يتحرك و يلم عياله
سمر بإرهاق: قوم نادى حازم يا زين
نورا: وانت يا ايمن قول لداليا و مصطفى ييجوا عشان ماشيين
اقترب رأفت منهم بأبتسامة فوقفت سمر بفرحة و احتضنته بقوة فقبل يدها و رأسها و صافح الجميع و ظل محاوط لكتفيها..
رأفت بأبتسامة: معلش اتأخرت عليكو مشيت من الاجتماع بالعافية ، انتو ماشيين ولا ايه؟
مراد: ده احنا اتفقنا و ظبطنا الدنيا خلاص و كنا هنبدأ نتحرك
رأفت بمرح: طب ها أنا ليا دور ولا ايه
سمر بضحك وهي تربت فوق صدره: لا يا بابا استريح انت بس محتاجينك الساعة 8 قدام المستشفى
رأفت بتعجب: مستشفى؟؟ ليه؟
مراد وهو يودعهم: ده موضوع كبير خلي سمر تفهمك بقا احنا هنخلع عشان نلحق نظبط الدنيا ، يلا يا بيجاد
بيجاد وهو يودع والده: باى يا بابا اشوفك بليل بقا
رأفت وهو يقبل رأسه: اشوفك على خير يا حبيبي "ثم اكمل وهو يضع يده فوق بطن سمر" حبيبة جدو مش هتيجى ولا ايه
سمر بقهقهة: حرام عليك يا بابا ده انا في نص التامن لسة
رأفت: انا خايف تفرقعي مننا في اي لحظة  "اكمل بحب و سعادة وهو يجلس فوق ركبته و يفتح ذراعيه لذلك الطفل الذى يركض لأحضانه" اهلا اهلا حبيب جدو
حازم بسعادة وهو يقبله بجميع أنحاء وجهه : جدو جه جدو جه
سمر: براحة على جدو يا لولوس ها
زين بغيظ وهو يلكزها: لولوس ايه انتي كمان اسمه حازم ، ايش جاب حازم لـ لولوس بتاعتك دى هتطلعي الواد متخلف عقلياً
سمر وهي تزجره بأعينها: زييييين عدى ليلتك يا حبيبي ها
زين وهو يضع يده أسفل ذقنه و يتوعد لها: لينا بيت يلمنا يا جزمة
ابتسمت سمر و شردت بمعاملة زين لها طيلة زواجهم فهو مثال للأب الحنون و الصديق الوفي و الابن المطيع و الزوج العطوف الكريم ، ألقت نظرة حب عليه وهو يبتسم بتلقائية وهو يتابع حوار طفله و جده ، كم هي محظوظة لأمتلاكها شخص مثله فى حياتها فهى كانت تظن ان حياتهم ستظل جحيم بسبب جريمتها الحمقاء لكنه كان محتويها و لا يسبب لها أي أذى نفسى ، فبتلقائية وجدت نفسها تحاوط ذراعه و تسند رأسها فوق كتفه فوجدته يقبل رأسها و يمسك كلتا يديها يقبلها بحب و دفئ دون خجل من اصدقائهم او المحيط حولهم..
زين بقلق وهو ينظر لبطنها بتوتر: تعبانة يا حبيبتى
سمر بحب و نظرة طفولية: تؤتؤ ، زين انا بحبك اوى
يا الله..! نفس لمعة العين منذ عدة سنوات ، نظرته تشعرها كأنها لأول مرة تخبره عن حبه المكنون فى قلبها ، ابتسمت بقهقهة وهى ترى الذهول السعيد يقفز من اعينه فحاوطت خصره و سندت رأسها فوق صدره و اغمضت اعينها بإرتياح..
..............................................................
بعد مرور ثلاث ساعات..
فى المشفى..
كانت نورا تجلس بملل شديد بمكتب داليا ولكن شعرت ايضاً بالجنون من كثرة الأصوات المزعجة التي تصدر من الأطفال..
نورا وهي تشد شعرها بجنون: ابوس ايديكو ارحموني هصوت
مهند وهو يقفز على الاريكة مع الأطفال : بس يا خالتو متدخليش
نورا وهي تحدجهم جميعاً بنظرة نارية: اقسم بالله هعد من واحد لتلاتة لو ملقتكوش اترزعتوا "اكملت وهي تخلع حذائها الرياضي و ترفعه أمامهم" هقطع الكوتشي ده على دماغكم ، واااااااحد اتنيييييييين ، اتنين و نص آ
قاطعها دلوف داليا التى حدجتها بنظرة غاضبة نارية فألقت الحذاء من يدها بسرعة و ابتسمت بتصنع..
داليا وهي تقترب منها و تنظر لها بغضب: بت انتي جاية تخوفي العيال هنا ، همد ايدي عليكي قدامهم
نورا بضيق وهي تسند وجهها فوق قبضتي يدها: صدعت يا داليا عمالين يلعبوا من ساعة ما صحيوا و خربوا المكتب
داليا وهي تضربها فوق كتفها : أطفال هااا أطفال متخلينيش احكي انتي كنتي بتعملي ايه وانتي صغيرة ، عيزاهم يقعدوا يقروا كتاب مثلا ولا ايه
نورا بسخرية: لا لسمح الله ، والله العيال هيطلعوا بايظين بسببك انتي ، هتبوظي عيال العيلة كلها
داليا وهي تلقي جسدها بإرهاق على الاريكة الذين يقفزون عليها: انا الوحيدة اللي هيرتاحولي و يحبوني انتو بغباوتكو دي بتضيعوا عيالكو و بتخسروهم مينفعش اصلا تعلموهم ان فيه همجية بالمنظر ده ايدك متترفعش قدامه على حد اصلا عشان هو بيمتص تصرفاتك كلها
انتبه الأطفال على جلوس داليا بجانبهم فقفزوا جميعهم فوقها وهم يهللون بسعادة عارمة..
كريم بتساؤل و حماس: مامي عملتي ايه مع محمد ، هو خف خلاص
مهند وهو يقبلها: وحشتيني اوي مامي ، صحيت ملقتكيش و متحركتش من هنا عشان متزعليش
تيليا وهي تتعلق بركبتها: وانا كمان يا دودو متحركتش و قعدت ابوس مهند من هنا "أشارت الي شفتيها وهي تضحك بقوة طفولية"
نورسين: وانا كمان يا دودو معملتش حاجة خلاص ، مهند و تيليا وسخوا المكتب وانا نضفته و شيلت الحاجات بتاعتهم
داليا الصغيرة بحب كبير وهي احتضنها بحب: وحشتينى اوى يا خالتو
مصطفى بطفولة و هو يقبل وجنتها: وحثتيني يا دودو (انا قاصدة اكتب وحشتيني غلط 😂😎)
داليا بضحك وهي تحتضنهم جميعهم: واحدة واحدة هبوسكو بالدور يا حبايب خالتو ، وانتو يا حبايب مامي كمان هديكوا بوسة ، فين مليكة؟
نورا بأبتسامة وهي تراقب حب الأطفال لها: اخدت الرضعة و عيطت شوية بعد كدة نامت اهي حطاها في السرير بتاعها جمب المكتب
داليا بتنفس مطمئن: طب الحمدلله ، كدة يا حبايبي تتعبوا نورا ، يلا say sorry كلكوا عشان هي زعلانة جدا
جميع الأطفال : sorry نورا
نورا بحب: ولا يهمكوا يا حبايبي
داليا بحماس : يلا على مبنى الأطفال عشان هما في اوضة اللعب مستنيينكو عشان يلعبوا معاكو ، وانت يا كيمو متقلقش محمد الحمدلله بقا كويس اوي و هيفوق كمان شوية
كريم بترجي: ممكن اروح اقعد معاه لحد ما يصحى
داليا وهي تمط شفتيها بأسف: للأسف يا قلب مامي مش هينفع عشان هو في العناية المركزة لما يفوق و يطلعوه الأوضة بتاعته هخليك تقعد معاه
كريم بتفهم كبير و عقلانية: اوكي مامي
داليا: استنو هنادي الممرضة تاخدكو المبنى التاني عشان مش هتعرفوا تروحوا لوحدكو بس الاول سمعوا القواعد
الأطفال بنبرة عسكرية: مفيش صوت عالي ، نلعب براحة عشان هما تعبانين ، نخلي بالنا على بعض ، منلعبش بعنف ، و نحب كل الأطفال اللي هناك و نخاف عليهم عشان هما اخواتنا
داليا بفخر وهي تنظر لهم بحب كآنهم كنزها: براڨو حبايبي يلا هتلاقوا نرمين برا هتوديكو
اومأوا و امسك مهند بيد تيليا و خرجوا سوياً و خلفهم نورسين و كريم و داليا و مصطفى الذي كان يمسك دمياه بحب..
نورا : كريم متعلق بمحمد ده اوى
داليا بتأثر وهي تنظر بأثر ابنها: لازم يتعلق بيه ده هو كان مع الناني بتاعته برة بيجيبوا حاجات وهو بيساعدها فى شيل الكياس عشان هى ست كبيرة و كدة و شاف العربية وهي بتتقلب و شافهم منظر الدم و الجروح صعب جدا على سنه بس رغم كدة ساعد الطفل و طلعوا برة و جري على البيت يقولى عشان الحقهم
نورا بحزن: لا حول ولا قوة الا بالله ، ربنا يصبره يا رب ده لسة طفل هيكمل ازاي من غير ام و اب
داليا بأبتسامة: ما انا بفكر اخده اربيه مع الولاد و كدة
نورا: انتي هبلة ولا ايه اكيد له اهل يعني ، عمات خالات كدة يعني
داليا: ما انا عارفة يا متخلفة قصدي لو محدش ظهر يعني من اهله ، انتي ايه اللي جابك
نورا وهي تنظر لها بشمئزاز: فيه حد يقول لأخته كدة
داليا بسماجة وهي تخلع تلك الخوذة المصنوعة من الورق البلاستيكي : اه انا خير يا ست نورا افتكرتي حاجة ولا ايه
نورا ببرود: لا مفتكرتش بس قولت اجي اقعد معاكي عشان عارفة ان العيال عندك قولت اهون عليكي
داليا وهي تكمل خلع ملابس العمليات: مش مرتاحلك يا ابو صلاح
نورا بإستغراب وهي تراها تخرج ملابس كلاسيكية من الخزانة الخشبية: ايه ده ، هتغيري ليه انتي ماشية دلوقتي
داليا: لا يا بنتي بس فيه قناة جاية تصور هنا و تعمل لقاء معايا "ثم اكملت بحماس كبير للغاية وهي تقفز بمكانها" لسة عارفة بعد العملية اني دخلت موسوعة چينيس فى اكتر دكتور عمل عمليات فى العالم و انقذ انسان
نورا بفرحة عارمة وهي تقف بذهول: احلفي
داليا بضحك سعيد وهي تمسك كلتا يديها: والله يا بنتي الخبر لسة طازة
نورا بصراخ وهي تحتضنها بقوة و تقفز معها: مبروووووووووك يا احلى دودو انا هموت من الفرحة
داليا: بعد الشر ، انا هروح اكلم مراد عشان استأذنه اعمل اللقاء ده و افرحه بالمرة
نورا وهي تتذكر ما قالوه فى النادي: لا آآ روحي البسي انتي وانا هكلمه من موبايلك
داليا: يا بنتي انا هكلمه
نورا وهي تجذب الهاتف من يدها: لالا هتتأخري لازم تجهزى كدة و تبقى مزة انتي على قناة عالمية و بتاع
داليا بحماس: صح صح ربنا يخليكي ليا يا نونا انا هدخل الحمام البس بقا
اومأت لها نورا و أشارت لها بيدها تودعها و عندما اغلقت داليا باب المرحاض ضربت نورا وجنتيها و فتحت هاتف داليا بسرعة ثم هاتفت مراد..
نورا بهمس: مراد انا نورا
مراد بحماس: موبايل داليا معاكي كدة
نورا وهي تجز فوق اسنانها: داليا عندها لقاء صحفي مع قناة عالمية كدة عشان هى دخلت موسوعة چينيس
مراد بتفاجئ و فرحة : ايه ده ازاي مقالتليش
نورا: دي هي لسة مخلصة عمليات و عرفت اول ما طلعت وهي بتلبس دلوقتي
مراد: طب تمام مفيش مشكلة انا هتصرف بس حاولي تجيبيلي اسم القناة و خلي موبايل داليا معاها عادى
نورا: طب تمام يلا اقفل قبل ما تطلع و متتأخروش
مراد: حاضر باى
اغلقت معه ثم زفرت بإرتياح و وضعت الهاتف فوق الطاولة ثم خرجت من المكتب وهي تتسحب بخفة و سألت إحدى الممرضات عن اسم تلك القناة التلفزيونية و بعثت رسالية نصية لمراد بجميع المعلومات..
..............................................................
بعد مرور نصف ساعة..
كانت تجلس داليا بـ بهو المشفى وهي ترتدي ملابس كلاسيكية راقية للغاية و أمامها مذيعة جميلة ترتدى فستان قصير..
المذيعة بأبتسامة واثقة وهي تنظر بإتجاه الكاميرا : النهاردة مش حلقة عادية ، النهاردة معانا شخصية محبوبة جدا من مصر و الدول الخارجية ، ناجحة و واثقة من نفسها لا و كمان جميلة و عندها عيون تشد اي حد "ثم اكملت بمرح" انا نفسي اتشديت ، "اكملت وهي تنظر لداليا" معانا الدكتورة داليا احمد نور الدين
داليا بأبتسامة و ود: اولا شكرا جدا على المقدمة الرائعة دى انا مش عارفة اقولك ايه بجد ميرسى جدا ، ثانيا انا حابة اصحح حاجة انا فى الوسط الطبى و العلمي اسمي داليا رأفت الصباغ او داليا الصباغ
المذيعة وهي تعقد حاجبيها بتساؤل: احنا عارفين ان من كام سنة انتي عرفتي والدك الحقيقي ، احمد نور الدين
داليا بنفس الابتسامة وهي تضع ساق فوق الاخري: دي حقيقة بس انا محظوظة شوية زيادة عنكو ، عندى أبين واحد وهبني الحياة و عيشت معاه طفولتي و التانى كبرنى و علمني و وصلني للأنتي شيفاه ده لولاه انا مكنتش هبقا موجودة وسطكو هنا
المذيعة بمرح لتخفف من حدة الجو: والله يا استاذ رأفت نشكرك جدا انك دخلتنا دكتورة اليا الوسط ده ، هي انسانة بمعنى الكلمة
داليا : ربنا يخليكي حبيبتي
المذيعة: نرجع بقا لموضوعنا ، ازاى فى السنين القصيرة دى تغلبتي على دكاترة بقالهم يجى 50 سنة في المهنة
داليا بجدية: والله انا مش عارفة اى حاجة مرة واحدة لقيتنى في موسوعة چينيس لأكتر حد عمل عمليات و انا كل اللي عملته هو واجبي
المذيعة وهي تنظر للورق الذي بيدها: دكتورة داليا عملت 700 و خمسين ألف عملية على منهم 500 الف عملية تطوعية يعنى مجانية من غير مقابل و معظمهم عمليات خطيرة جدا
داليا بأبتسامة و ذهول: ده انا معدتش دخلت كام عملية لحد دلوقتي براڨو عليكم والله
المذيعة: انتي اللي براڨو عليكي ، مثال مشرف لبلدك حقيقى ، احكيلنا اكتر عن العمليات
داليا: انا اتخصصت جراحة عامة و الدكاترة فى الكلية عندى كانو بيقولولى انى ليا مستقبل كويس فأنا فعلا ركزت و اجتهدت و بعد ما اتخرجت اخيراً طلبت من بابا افتح مستشفى و هو وافق و بس كدة
المذيعة : اتشهرتى ازاى
داليا: كنت بتمشى على البحر عادى و كنت مضايقة جدا أن مبيجيليش عمليات كبيرة زي اللي كنت بحضرهم لما كنت بتدرب في مستشفيات لحد ما سمعت صوت صرخات مكتومة قربت من الصخر بتاع البحر لقيت شاب محشور بين صخرتين و يكاد يكون عصمه كله اتكسر انا مش عارفة هو وقع ازاي كان مستحيل يطلع عايش غير لما نبتر كل اطرافه لكن انا جاتلي فكرة افتكرتها و طبقتها عليه و طلعناه الحمدلله من غير اى بتر لكن جروح كتير و القفص الصدري كان متدمر لكن الحمدلله هو بقا كويس جدا ، الناس كانت بتصور وانا بحفزه و بقوله كلام عشان ميخافش و صوروني وانا بطلعه و مستنتش الإسعاف يجوا لأن الرياح كانت قوية جدا و الصخر كان بيقفل عليه اكتر بس و لقيت المستشفى عندي اتملت ناس من تاني يوم و صحافة و من هنا العمليات الخطيرة بدأت تيجى و الحمدلله على اللي انا بقيت فيه دلوقتي
المذيعة بأبتسامة: ده كان أول لقاء لينا معاكى يا دكتورة و بجد انا سعيدة اوى بكل اللى سمعته منك و يا رب يبقا فيه منك نماذج كتير
داليا بحب: شكرا ليكي انا اللي مبسوطة اوي منك و من لباقتك في الكلام
المذيعة: و كمان احب اهنيكى و اباركلك عن نجاح كتابك "انا الطبيب" ، الكتاب محقق نجاح كبير جدا و الناس مستغربة جدا من فصاحتك في اللغة العربية ، انتي اتدربتى عليها
داليا: اه طبعا بس انا بعشق حاجة اسمها لغة عربية فصحى و كمان جوزى ساعدنى كتير لأنه افصح مني في الحتة دى
المذيعة: قبل ما نختم الحلقة البرنامج مقدملك هدية على تعبك و جهدك مع الناس
داليا بتفاجئ: ليه بس التعب ده ، شكرا بجد انا مش عارفة اقول ايه
وقفت المذيعة و صفقت فصفق جميع من بالمشفى ، وقفت داليا و ابتسمت لهم بخجل ففوجئت بعلبة كبيرة للغاية يجرها عدة أشخاص و توضع أمامها..
المذيعة بأبتسامة حب: شدى الفيونكة
جذبت داليا تلك العقدة فأنفتح الصندوق و خرج منه مراد ، صرخت داليا بخضة ثم ضحكت بقوة وهى تراه أمامها يرتدي تيشرت مطبوع عليه صورتهم سوياً و بيده لافتة يوجد بها  "كل سنة وانتي معانا يا احلى مامى و يا احلى دكتورة"
داليا بضحك مبهج وهي تتأمل ما يحدث: ايه ده يا مراد بس
بدأ الشباب بالتصفيق الحار و التهليلات التشجيعية المتحمسة فأحتضنته داليا وهي مازالت مبتسمة على تلك المفاجآت السعيدة ، تفاجئت أيضاً بتلك الصور التي ملئت المكان فشكرتهم جميعاً و شكرت المذيعة على تلك الحبكة التشويقية.. ، التف الجميع جول داليا و مراد بشكل دائري و بدأوا يغنون وهم يسيرون خلف بعضهم البعض..
مراد بحب وهو يقبل يدها: ربنا يخليكى ليا يا حبيبتي ، انا محظوظ ان انا اتجوزتك ، بحبك
داليا بدلال و حب: قولها بطريقتي المفضلة
مراد بأبتسامة كبيرة وهو يحملها و يدور بها: احبَبتُكِ..

تمت بحمدالله ❤️

توتة توتة خلصت الحدوتة حلوة ولا ملتوتة😂💕💕 بحبكو اوي والله و هتوحشوني اوي اوييييي و بإذن الله التفاعل في الرواية الجاية يبقا احسن و احسن و ترجعوا زي الاول كدة 😊♥️♥️ يا رب تعجبكوا.. 🤗❤️

احبَبتُكِ ❤️  بقلم/لوكى مصطفىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن