صوتٌ أخرس، كيف لا؟

1.2K 73 68
                                    

يا كوك.
أنت أهوج، أتعلم بهذا؟

مازلتَ تبحثُ عني، ومازلتُ أبتعد عَنك.
لقد خسرتُ نفسي عندما خرجتُ من عِندك، من تِلك الغرفه التي جمعت شُتاتي، ورُهابي، وإنعكاساتي. جمعت أشكالي، وشخصياتي، وأفكاري التي لا تكفُ عن ولهانِها بكْ.

لا انتماء، هنا في الأرض، لا ضمان فيها لشيء. لكنِّي ومن دونِ صدفة وجدتك، ذلك الكوثَر الذِي يوهبُ الحُب، والمشاعر، والدِفئ. وحتى تِلك الرغبة في الإكمال والمضي بلا توقف. لكنّي تخليتُ عندك.

جميعُ أجزائي تخلتْ عنك، وتِلك - التي بقت فيك - أستئصلتُها بالكامل.
يا كوك، أنا قد أستئصلتُ كبدي، وشوهتُ أصابعِي، تبرعتُ بدمائي.
كل شيءٍ كان عالقًا فيك بترتُه، كيف تود العوده؟

لما أنت أنانيٌ لهذا الحد؟
أعطيتُك قلبي، هذا الذي لا أستطيع أستئصاله، ومحوتهُ من الوجود.
دهستَه، حرقتَه، أطعمتَه لهذا العُمر القاسي.
وتودُ العوده؟

لو لم تفعلْ، لو لم تصرُخ، لو لم تهشِمني، لو لم تغادِرني، لو لم تكُن جونقكوك.
كمٌ كبير من جملةِ (لو لمْ) تدور في رأسي.

أحياناً، أشعر إن في قلبي مساحةً واسِعه ليضم فيهِ بحرًا وفضاءً وحتى عالمًا كاملًا، ليحب جميع من فِي العالم، وينثر الحب، يهدِي السعاده والأمل، وفي بعض الأحيان أشعر كما لو إنني وجسدي بالكاد نتسعُ لي.
وتودُ العوده؟

مهما حاولت أن أجعل ملامحي تنفعل تجاهك، تجاهِ رسائلك، لا ينفع الأمر. كإنه تحول الى قطعةٍ صلبه، وأنا هشٌ للغايه، جميع الأفعال والمواقِف، والظروف تمنحني سببًا رئيسيًا كيّ أغير منه، ولا ينفعِل. لذلك أرجوك، كُف عمّا تفعل.

ما زلت أكرر على نفسِي، وبالرغم من أفكاري غير المتشابكه، والمهولَّة، والتعقيدات النفسيه، إضافة الى الأصوات التِي تتكلم داخِل رأسي، بإن هذا الصباح جميل، لكنكَ تستمرُ في تعقِيده. في جعلهِ موحشٌ بالنسبةِ لي.
في وهلةٍ من الوهلات شعرت بإنني قسَيت عليك، وآلمتك في كلامِي، لكِنني في كلِ لحظّة.. أغض النَظر على إنك آلَمتني أيضًا، وفوق شروخ قلبي أهديتني شرخًا آخر.

لأنك لا تستطيع النَظر من زاويتي، ولا تستطيع قياسّة مَدى ألم الآمر.. أنا لا أطمح لأن أجعلك تعتذِر، أنا أطمحُ للأبتعاد عنك.

لذلك كفْ عن الإرسال، وعن الكِتابه. كُف عن البحثِ حتى.
فأنا لستُ لك، ولم تعُد ذلك الأديب الذي يخصُني.

وهذهِ لك، ردٌ على تِلك التي أسلفتها لي.

دُجنة أديبWhere stories live. Discover now