قِيلَ بأَنَّ الحُبَّ أَشَد منظومَة إغواء للهَلاك، منظومَة تُندد بالإبادَةِ القَلبِية، وكما الحُب منظومَة هَلاك؛ فإن العَدَاءَ منظومَة فَسَاد تَشرَع المَكَائِدَ والحِيل، بَينَما تَتَلَون الدِمَاء تَفَاخُرًا بالجِثَثِ.. وَما بَين الحَبِّ والعِداء وَجدا هُما.. لَم يَكُنا غَرِيبان خَطط لهُمَا القَدر صَدفةُ اللِقاء بَل كَانا عَدُوان لهُمَا رَغْبة دَائمَةً فِي النِزاع.. كَان رجُلاً يِجتذبك عواصِفه،شيئًا بَالغ الخَطر،رجُل لا يَحبذ الأغتيَالات القلبيَّة بَل يصَنعهَا.. لقَد كان أسطُورةً للخَوف ورَمزًا لمَا للأفتَراس أَن يَكون علَيه فِي بَشر.. لقَد كَان ما لَها أن تخشَى وتَهوى فِي رجُل إلا أنه صادَف أن يَكون عدوًا جمِيع الطرق إليْه تُؤدي نَحو المنية.. هِي المرأة المشتعِلة باللهَب لم تَكن لتكمل فجوتَه القلبيَّة الناقِصَة أو أن تملأ فراغ عواطِفه الملتهِبة بالضَرر.. هي مَن تَبدو للوهلة الأولى كلوحةٍ يَتهافت الملايِين للقاءِها،كَريبة ابتسَامة المونَالِيزا وصَخب طَبق ألوَان بِيكاسو.. هي ليَس لَها أن تَكون إليه سِوى دعوةٍ مفتوحة للمَوت بَغتة..