aloros-traveler
القرآن هو طبُّ النفوس؛ باعتباره روح الروح ونور البصيرة، به يتحقق الضبط والانضباط، كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشـَـاءُ مِنْ عِبَادِنَا}[الشورى: 52]. والنور يضيء ويبين الأمراض، ويهدي إلى طريق الصواب، إذ إن توجيهات القرآن الكريم تدعو إلى بناء الإنسان من الداخل، قلبه ومشاعره وإرادته، حتى إذا استقام حاله على توازن واعتدال واستقر على هدى من الله، استطاع أن يواجه المصاعب والأزمات، وما يتعرض له من أمور الدنيا من غنى أو فقر أو صحة ومرض وغير ذلك. يدعو القرآن الكريم المسلم إلى أن يكون شخصية قوية صلبة لا تزعزعه الخطوب، ولا ينكسر أمام الحوادث فيجلس محطمًا لا يهتدي سبيلًا، قال تعالى: { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون } فصلت /30، أي لاتخافوا مما تقدمون عليه في أمور حياتكم ولا تحزنوا على ما فاتكم، لأن مشاعر الحزن والضيق والأسى ليست سوى مشاعر سلبية لا تحل المشكلة. القرآن أيضًا له أثر في بناء الشخصية الإنسانية السليمة، قال تعالى : { ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحًا إن الله لا يحب كل مختالٍ فخور } لقمان / 18، يقول الشيخ الغزالي رحمه الله: ” الخيلاء شعور طفولي بالعظمة والفخر، وحديث المرء عن نفسه أو قومه بإعتزاز؛ ينشأ عن الجهل أو الذهول عن حقوق الآخرين. هذه التوجيهات القرآنية أوجدت بين المسلمين درجة من الاعتدال والتوازن التي لا يوجد لها نظير في أي بقعة من بقاع العالم، لقد علمت المسلمين أن يواجهوا مصاعب الحياة ويتحملوا قيودها بلا شكوى ولا ملل، ودعتهم لأن يكونوا أقوياء على الدوام. اللهم أجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وهمومنا، ومغفرة لذنوبنا اللهم آمين. وصلى الله على سيدنا محمد. في رعاية الله رويناء.