"الفصل الثالث"

286 40 18
                                    

"الفصل الثالث"

"سمر"
مضى أسبوع لم تحادثها "هايدي" به وهذا ما جعلها تتوجس خفية مما قد تفعله لاحقاً، ولكن قرب "حسام" وعلاقته معها والتي زادت تقرباً وتحسناً عن ذي قبل جعلها لم تعطي للموضوع أهمية كبيرة، بل ونست تحذير صديقتها "هند" للموضوع الذي قد أخبرتها به من قبل، ما يشغل بالها الآن هو محادثة "حسام" عن العمل الذي تريد الذهاب إليه داعية الله أن يوافق.

كانا قد انتهيا من تناول عشائهما، وأزالت "سمر" الأطباق ثم غسلتها ورتبت المطبخ، وأعدت كوبين من الشاي أخذتهم وتحركت نحو "حسام" جالسة مقابل له، ضغط يدها وتشابك أصابعها أوحى لــ"حسام" أن هناك شيء تريد قوله ولكنها مترددة.

ليبدأ هو الحديث بـهدوء كما العادة :
_ في حاجة يا حبيبتي شكلك متوترة؟.

ابتلعت ريقها ثم رفعت بصرها ونظرت نحو عينيه قائلة :
_ الصراحة أه وخايفة ما توافقش.

أمسك "حسام" يدها بعدما قرب كرسيه منها، رافعاً رأسها له بعدما أخفضته ليقول بإبتسامة هادئة :
_خايفة لي يا حبيبتي يعني أنا هضربك مثلاً، قولي في اي ؟.

أغمضت عينيها وأخذت تقول بسرعة قبل أن تخونها شجاعتها :
_الصراحة معروض عليا شغل وأنا موافقة.

سرعة حديثها جعله ينظر لها بدهشة لم تدم كثيراً بعدما ابتسم، ثم تغيرت ابتسامته وأصبحت ضحكاته تتعالى شيئاً فشيئا، فتحت "سمر" عينيها وهى تنظر له بدهشة بسبب ضحكاته، ما المضحك الآن في حديثها، ظلت صامتة وهى تنظر له بضيق ليلاحظ هو هذا، ليتوقف عن ضحكاته بصعوبة، ثم سألها مرة أخرى وكأنها لم تجيب عليه منذ قليل :
_ قولتيلي كنتِ خايفة لي يا حبيبتي.

صمتت ولم تجيب عليه ظناً أنه يسخر منها، ليلاحظ هو هذا مرة أخرى ليتوقف عن ضحكاته ثم قال بإبتسامة هادئة :
_ هو مش أنتِ برضوا كنتِ ضد عمل المرأة ولا أنا غلطان، اي اللي غير رأيك دلوقتي وخلاكِ عايزة تشتغلي؟!.
_ علشان زهقت من البيت ومش عايزة أقعد لوحدي، أنت طول اليوم مش موجود وفي شغلك مش بلقى حاجة تسليني.
رد عليها بهدوء كعادته :
_ وأنا ما يرضنيش تفضلي زهقانة وقاعدة في البيت لوحدك، ولو على الشغل براحتك في كل الأحوال أنا ما كنتش معارض ليه علشان تقلقي من موافقتي دلوقتي، أهم حاجة عندي تفضلي مبسوطة.

طريقة حديثه وتعبيره عن احترامه لرغبتها جعلها تنظر له بحب يشع من عينيها، لتدمع عينيها وهى تتذكر ما كانت تفعله معه من أفعال جافة وغير لائقة، ليلاحظ هو هذا ليمسح دمعتها التي قد خانتها ونزلت من عينيها قائلاً بدهشة :
_ في اي يا حبيبتي لي الدموع دي.

ابتسمت "سمر" وهى تنظر إليه قائلة بإبتسامة جميلة :
_ مافيش ندمانة بس من المعاملة اللي كنت بعاملها ليك، أنا آسفة بجد.
ضحك "حسام" ثم ضمها إليه بحب قائلاً :
_ مش أنتِ اللي تعتذري يا قلبي، وبعدين مش إحنا اتفقنا ما نفكرش في الموضوع ده تاني لي بقى بتفتحيه؟!.

غفلة شبه دائمة-نوفيلا-كاملة☑️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن