البارت 1

1.5K 159 78
                                    

دلفت إلى مكتبي و ألقيت جسدي المنهك على المقعد ، عدت لتوي من موعد مع أحد الزبناء و لا يزال أمامي الكثير من المهام لأقوم بها تطرق بوحشية برأسي مسببة لي صداعا فضيعا..

أرحت رأسي للخلف و أغلقت عيناي على أمل أن أصفي ذهني و يخف الألم الذي ينهش جمجمتي .

شركتي لا تزال صغيرة بالمقارنة مع منافسينا لكن الأمور تتحسن و تسير في طور التقدم ، و بالطبع كان لذلك التقدم ثمن أديته..

طرق على باب مكتبي أخرجني من سهوي ، فتحت عيناي لأرى فاطمة تدخل و تحمل ملفا سميكا بين يديها ، جلست قبالتي على طرف المكتب .

- كيف سار موعدك مع السيدة ثريا ؟

- لا بأس به .. و أخيرا سددت فاتورتها ..

- آآه تلك العجوز ! أكره الزبناء أمثالها ! متكبرة متعجرفة ..

- ما باليد حيلة ، ما دمنا على قيد الحياة فعلينا توقع أن تتقاطع طرقنا مع كل أنواع البشر ..

اكتفت فاطمة بإيماءة ثم قالت و كأنها تذكرت شيئا :

- آه صحيح .. لقد اتصلت بي عمتي بشأنك ..

فتحت عيناي مبدية اهتمامي بما ستقوله ، نظرتي تحثها على المتابعة ..

- طلبت مني إقناعك بمقابلة قريب صديقتها.

انتحبت أمي مرارا بكونها تريد الحصول على صهر و حفدة و يبدو أن عمتي تعمل جاهدة أكثر من أي شخص آخر لتحقق لها مرادها..

- إلهي ! لقد أخبرتها بالفعل أني لست مهتمة بالارتباط في الوقت الحالي ! لما هي مصرة هكذا ؟

- قالت أنها تخشى عليك من "لعنة الثلاثين" كما سمتها ..

- هذا تافه ..

- أعلم ..

تركت فاطمة مكانها من المكتب ثم جلست على المقعد مسندة ذقنها على راحة يدها :

- و لكن .. ماذا لو كان حقا شخصا جيدا ؟ منذ سنين و أنت تعملين بجنون و لا توفرين شيئا من وقتك لنفسك ، حتى أنك تفوتين لقائنا أنا و ندى بين الحين و الآخر لأجل العمل .. لما لا تمنحين نفسك فرصة ؟

أسندت ذراعاي على المكتب ثم أخذت نفسا عميقا :

- الأمر لا يتعلق بمنح أحدهم فرصة لكن بكوني أعلم أن ذلك لن ينفع ، ربما حالة شركتنا تتحسن لكننا لم نرسو بعد و هذا ليس الوقت المناسب للاسترخاء .. الارتباط يتطلب منح وقت كاف للطرف الآخر ، و هذا أكثر شيء لا يمكنني منحه .. لهذا لصالح ذلك الشاب أن أرفض عرض عمتي لأن كل ما سينتهي بي الأمر بفعله هو إخباره أني مشغولة للغاية كلما اتصل بي.

تنهدت فاطمة ثم ضيقت عينيها ترمقني بشك :

- أهذا هو السبب الوحيد ؟

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الرابعWhere stories live. Discover now