البارت 2

1.5K 154 113
                                    


أغلقت الباب خلفي ثم ألقيت ظهري عليه أمنع فوضى الأفكار بعقلي من اللحاق بي، و أظن أن الأمر نجح ، لأني شردت لمدة في الفراغ أسترجع جميع ذكرياتي لليوم : الفطور الأوروبي الذي لم أستطع تناوله صباحا بسبب توتري، لكن بالتفكير فيه الآن لقد بدا شهيا و أشعر ببعض الندم لأني قمت بتفويته. سائق التاكسي السيء المزاج الذي تركني بمكان خاطئ، من الواضح أنه يكره الأجانب. موعدي الذي فوته و كلمات السكرتيرة الباردة ، السيدة التائهة التي اتضح لاحقا أنها والدة نامجون، عادت نوبة الهلع تنتابني بينما أتمتم بمفردي :

- والدة رابمون .. لقد كانت تلك والدة رابمون .. و كان .. يا إلهي لا أصدق ! إنه فعلا رابمون ! يا إلهي سأجن ! مهلا .. ماذا لو كنت أهلوس فحسب ؟

بينما كنت أشكك في قدراتي العقلية طرق أحدهم باب غرفتي فابتعدت مرعوبة ، زفرت كمية كبيرة من الهواء ثم فتحت الباب معتقدة أنه قد يكون أحد خدم الغرف و لم أتوقع أن يكون نامجون الطارق ..

أصاب الشلل لساني مرة أخرى و أنا أحدق إليه ، لكن تأكدت أن لقائي به منذ لحظات لم يكن هلوسة ، ربما لاحظ ملامحي المتفاجئة بزيارته لهذا شرح :

- عفوا .. لم أرد إزعاجك لكن ..

رفع حقيبة عمل مألوفة بيده لتصل إلى مستوى صدره ثم تابع :

- لقد نسيتي هذه.

بالطبع ، تبدو مألوفة لأنها حقيبتي التي تركتها قرب مقعدي. استلمتها منه فورا :

- آآه صحيح .. لقد .. نسيتها .. أشكرك !

اكتفى بابتسامة على امتناني ، لم يتحرك للمغادرة كما توقعت أن يفعل بل دس كفيه داخل جيوب سترته ثم قال :

- أمي قالت أنك ساعدتها لتجد قلادتها بالحديقة .. أشكرك على ذلك .. و آسف إن كانت قد جعلتك تمرين بوقت عصيب.

رمشت لثوان قبل أن أستوعب الأمر ، ابتسمت ألوح نافية :

- بالعكس تماما .. لقد استمتعت برفقتها .. إنها سيدة لطيفة حقا ..

ابتسم بينما يحرر إحدى يديه من جيوبه ليمررها على ظهر رقبته ، ربما لم أكن الوحيدة التي تشعر بالإحراج في النهاية، لكنه كان يتحدث باسترخاء على عكسي أتحدث بارتباك ، ذلك كان سببا آخر لشعوري بالإحراج ..

- لما لا تتفضل !

قلت باندفاع و بدون وعي حين شعرت أنه نهاية حديثنا و أنه ربما سيغادر، لكن فجأة شعرت بالندم حين قرأت تعبيره المشوش ، ماذا لو ظن بي سوءا ؟

- أقصد .. أحضرت عصيرا من موطني .. ذلك الذي كنت تحب تناوله .. لهذا ربما قد تود مشاركته معي .. ؟

تراهات تليها أخرى أعظم هو كل ما كان يصدر من فمي، لعنت نفسي داخليا و تمنيت لو التزمت الصمت فحسب، لكنه بطريقة ما أطلق ضحكة قصيرة ثم قال :

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الرابعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن