الفَصل التّاسع

2.3K 147 136
                                    

 أكملا طريقهما دون أي حديث يزن عيناه مرتكزتان على الطريق غارقاً بأفكاره , ,قطع تفكيره صوت هاتفه ينذر بتلقيه مكالمة

"سامر ..هل اشتقت إلي؟!"تحدث يزن للطرف الآخر مُمازحِاً , ولكن الرد لم يكن من صديق عمره لم يكن من أخيه الذي لم تلده والدته , كان أحد المسعفين الذي يُخبره أن صديقه في المستشفى معلنا اصابته بطلق رصاصة اخترقت جسده دون رحمة وأن أصابته خطيرة وقد طلب ان يتصل بيزن قبل أن يموت

"يزن هل كل شيء على ما يرام؟!"سألت ريما بعد أن رأت اصفرار وجهه , ضرب يده على المقود عدة مرات بغضب ثم خلل يده بين شعر رأسه وأجاب قائلا:

"سامر..لقد أُصيب بطلقٍ ناريّ "سرعان ما خرجت شهقة من جوفها مع أنه لا يقرُب لها ولم تتعرف اليه إلا اليوم

"سوف أوصلك وأذهب"قال وهو يزيد من سرعته

"يزن دعني أذهب معك"تحدثت ريما بلطف وهي تلمس يده المثبتة على المقود

"لا ريما مستحيل...ذلك المكان مليء بالرجال"واستأنف بألم"ورائحة المكان مليئة بالدماء"اومأت ريما

"في أمان الله , اطمئن سوف يكون بخير "قالت ريما وهي تخرج من السيارة ,أومأ لها و زيّف لها ابتسامة

انطلق يزن باتجاه المستشفى عيناه تشعان خوفا ألما وحزنا

"أين سامر ؟ لقد أُصيب قبل قليل ؟"تحدث يزن بصوته المرتجف ,  دخل الغرفة التي قالوا له انه بها , إبتعد الطبيب وهو يشاهد يزن يركع بالقرب من سرير صديقه المغطّى بملاءات يبدو أنها كانت بيضاء

" يزن " قال سامر  محاولاً إخفاء ألمه , اقترب يزن منه

"سامر تحمّل قليلا . سوف تخرج من هنا سالماً "أخبره محاولا اخفاء دموعه

"لا أعتقد يا أخي , كم تمنّيت لو أنني استطيع أن أرى أولادك وأكون عما لهم "قال سامر بابتسامة مؤلمة , ثم خرجت شهقة منه تنمّ عن الألم الذي الحقته الرصاصة

"لا لا تقول هذا"أجابه يزن وهو يمسك بيده المرتجفة  

"سأموت شهيدا يزن ! وهذا هو طلبي سوف نلتقي بالجنة هو ليس آخر لقاء لنا , أكمل الطريق انت يزن " وانفجر يزن باكيا كطفل صغير , شهقات سامر كانت مختلفة هذه المرة , كانت ليست عن ألم الرصاصة التي اخترقت جسده , كانت خارجة من جوفه , بسبب قبض روحه لبارئها و خالقها .. ضمّه يزن  غير مكترث بالدماء التي غطّت ملابسه "أخبر أمي بأن تسامحني وترضى عني"هذه كانت آخرة كلمات سامر قبل أن تأخذه المنية ..                                                                                                                   

   وقف بصعوبة , عيناه مثبّتة على جثّة صديقه وهو يرى الاطباء يغطون وجهه الخال من الروح , سند جبهته على الحائط الذي بجانبه وهو يذرف دموعه ,والقهر يعتصر وجدانه , صداع يكاد يقتله ،ضرب رأسه بالحائط مرارا حتى جاء الطبيب و بعض المسعفين أمسكوه محاولين تهدئته بقولهم بأنه سيدخل الجنة , وأن يرفع رأسه فهو أخو الشهيد ...

الانتظار*قيد التعديل*Where stories live. Discover now