الفصل الأول

5.5K 226 125
                                    

مررت بين طيات طفولة بريئة هادئة..
عدت والحرب تعصف ببلادنا..
أانت بخير..!؟
أتشعر بوسادتي الرطبة..؟!
أنحن تحت سماء واحدة..؟!ام أنك سكنت فيها..؟!
أتذكر كيف بدأ الأمر..؟!
يرميني الحنين الى ذلك اليوم...
قبل ثلاثة أشهر:

كانت عيناي تتأملان سقف غرفتي راسمة احلامي المدللة وكلما شتتها الأصوات التي في الخارج أغمضت عيناي لارسمها بخيالي واقعا

" علينا النزول الى الملجأ"صراخ أبي ملأ المنزل فأسرعت بإرتداء ملابسي
وطرقاته الشديدة على باب غرفتي جعلتني أسرع ،خرجت من غرفتي على دوي صوت محركات الطائرات التي وصلت الى مسامعنا لقربها!
حثنا أبي على الاسراع والخروج..
كان ملجأنا صغيرا في بهو مدخل البناء لم تطأه قدم انسان منذ سنين ربما!
جدرانه يبدو انها كانت بيضاء في يوم ما! رائحة الرطوبة تفوح في المكان! نافذة صغيرة في الحائط عكست ضوء القمر الذي يعكره مرور طائرات المسرعة ،الارض كانت غير صالحة للجلوس فإن دست عليها ستترك علامات حذاءك لكثرة الغبار! ومصباح صغير يتوسط سقفها..

"أبي هل سنجلس هنا!"سألت وعيناي ترجوه ان يغير رأيه
"ريما..انه أفضل من الموت!" أجاب بحزم فأومأت له بخوف واستسلام
"سأنادي باقي الجيران"حدث أبي أمي بينما انا أحاول أن أجد مكانٱ أستطيع الجلوس فيه
" أبي هل تظنه سيسعنا؟!"سألت وأنا أتأمل مساحته الصغيرة
"ريما.." قال أبي بغضب معاتبا وهو يدير ظهره ذاهبٱ..
"أمي..كم سنبقى هنا؟!" سألت وأنا أتململ
" ريما..لا تكثري الاسئلة كطفلة!"تحدثت أمي بصرامة فاعتذرت منها وأنا أحاول التأقلم على وضع الملجأ

الخالة الميادة كانت أول من دخل باب الملجأ ألقت التحية بإبتسامة عذبة..
بدأ جيراننا بالتوافد منهم من رأيتهم مرة أو مرتين وأنا ذاهبة الى المدرسة ومنهم من لم أرهم في حياتي!
كان أبي آخر من دخل أو هذا ماظننته! الهدوء عصف بالمكان ولفحات من الهواء البارد تدخل من باب الملجأ..
شعرت بالبرد فوقفت لاغلقه فاجئني انفتاحه مرة أخرى لمحت شابٱ من وراءه فتراجعت بحرج وأنا أعود لمكاني
ألقى هو السلام فرددنا السلام لم أرفع رأسي الى أن نادت أمي "يزن!" الصدمة هو جل ماكنت أشعر به أذلك هو يزن!صديق الطفولة!
"بشحمه ولحمه" قال ممازحٱ كعادته وجلس بجانب والدي..
"انخفضوا" صرخ أحد الرجال فانخفضنى بسرعة على وقع صوت شيء يسقط من الطائرة!
تلته عدة اصوات ولم تقف
"متى ستنتهي هذه الأصوات أبي؟"همست
" ريما اهدئي قليلا"اجابني أبي معاتبٱ فصمتْ..
عشر دقائق مرت ولم تتوقف القذائف أفكار عبثت برأسي حولها تسآئلت على من تنزل!وكم بيتٱ دمرت!كم.. كم من الارواح قتلت!هل سيحين دورنا!ارتجفت لآخر ماوصلت إليه خوفاً!أسأفقد أحدٱ من عائلتي!
"ريما..." لم يكون صوت أمي أو أبي بل كان صوته وأردف"في أي سنة دراسية انت؟!"
فهمت انه يحاول تلطيف الجو الذي امتلأ بالخوف فأجبته متأفأفة "في أصعب سنة في الحياة" ضحك الجميع بخفة
"جيد..ستمضي سريعا وتدخلين الجامعة" تحدث
ان شاء الله"قلت واستأنفت"وانت في أي سنة في الجامعة؟"
"الثالثة..سأتخرج السنة القادمة من ادارة الأعمال.." أجابني
"وفقك الله بني " قال أبي وهو يربت على قدم يزن وسألت قبل أن أفكر بسؤالي "ولماذا عدت؟" وخزتني أمي فصححت سؤالي قائلة"اقصد انه عليك أن تكمل جامعتك والوضع هنا غير مستقر كما ترى"
" لأطمئن على عائلتي "اجاب وهو ينظر الى والدته الخالة ميادة وهي ابتسمت ابتسامتها العذبة نفسها..

قاطعنا صوت طرقات قوية مرتعشة على باب الملجأ كادت أن تصمنا وتكسر الباب!

الانتظار*قيد التعديل*Where stories live. Discover now