١٧

356 16 4
                                    

كان جالساً في الحافله ينظر من الزجاج على الطرقات بشرود، يفكر ويفكر، هو دوماً يفكر، لا يتذكر مره لم يفكر بها، دوماً عقله يعمل ويعمل، تنهد وهو يتذكر ردة فعل صديقه حين أخبره بحقيقه مشاعره ولكنه بالطبع لم يخبره بكل شئ، بل فقط أخبره بمجرد رتوش، أشياء بسيطه لا تدينه كما في السابق، يتذكر شرود صديقه في وجهه للحظات وصمت صمت رهيب، ولكن حين أخبره انه أحبها بعدما عرضت عليه أمه الزواج منها هدأت وارتخت ملامحه قليلاً، أقنعه انه احبها كرد فعل طبيعي لكونها زوجته وعلى ذمته وسميت بأسمه، أخبره صديقه وقتها على عده طرق ليخطف قلبها كما يسميها هو، هو لن يلقى بنفسه تحت قدميها ذليلاً ولكنه سيريها حبه بتصرفاته والتي كان دوماً يفعلها ولكن عقلها وقلبها لم يكن معه وقتها، تنفس بعمق وهو يرى ناصيه شارعهم ليقف ويتحرك نحو باب الحافله وينتظر حتى تتوقف ليهبط بعدها ويتحرك بهدوء في الشارع، وصل للبيت ودلف ليجد أمه جالسه تصلي على المقعد، جلس بجوارها حتى انتهت ليقف ويقبل رأسها بهدوء ويبتسم

صلاح مبتسماً:
كيف حالكي اليوم يا غاليه

ام صلاح تبتسم بوهن:
بخير حبيبي كيف حالك انت

صلاح وهو يتلفت حوله:
بأحسن حال، ااااا احم ما بال الاولاد لا يسمع صوتهم هل هم نائمون

ام صلاح تتنهد:
لا بل صعدوا للأعلى، لا أعلم ما بها ساره حالما حان وقت عودتكم لملمت اشيائها وأطفالها وصعدت سريعاً وكأنما هناك شئ يقرصها هنا

صلاح يبتسم بهدوء:
اتركيها كما ترغب يا أماه لا تضغطي عليها ودعيها تعتاد الأمر أولاً

ام صلاح ترفع حاجب:
وهل ستظلون هكذا أزواج بالاسم فقط

صلاح يتنهد ويبتسم ويقف:
لا تتعجلي يا ام صلاح قلت لكي دعيها تعتاد الأمر أولاً ثم يحلها رب العالمين

ام صلاح ترفع صوتها وهي تراه يتوجه لغرفته:
ليكن بمعلومك لن أظل صامته لوقت طويل ها

يصمت صلاح ويدلف الغرفه يبدل ثيابه ويمسك تلك الحقيبه السوداء التي أحضرها معه ويتحرك خارجاً من الغرفه والشقه ليصعد للأعلى ويقف أمام باب الشقه ويتنفس بعمق، يطرق طرقتين على الباب وينتظر قليلاً ليفتح الباب ويجد حسن أمامه، يبتسم ويحتضنه ويقبله وهو يحمله ليضحك حسن بقوه

صلاح بهمس وهو يدلف حاملاً حسن ويغلق الباب خلفه:
أين ماما ورقيه ها ولما لم تنتظرني بالأسفل

حسن بهمس:
ماما بالداخل ورقيه نائمه وهي من أجبرتنا أن نصعد قبل أن تأتون جميعاً، قالت لا يصح وعيب

صلاح يبتسم ويقبله وبهمس:
لا ليس عيباً أريدك دوماً أن تنتظرني حتى أعود أتفقنا

حسن يومأ بسعاده:
أتفقنا

صلاح يمد له حقيبه حلويات صغيره:
حسناً يا بطل هذه الحلوى لك كلها كلها

يأخذها حسن من يده ويهبط من ذراعه ويركض فرحاً لغرفته، لحظات وتخرج ساره سريعاً وبفزع من الغرفه وهي تضع حجاب على رأسها ليرفع صلاح حاجبه بينما هي تقترب منه بغضب

ليست ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن