المرأة المُخلّصة في العمل الشهير ( الكوميديا الإلهية )
للإيطالي دانتي
عاش جسدها ربع قرن وعاش اسمها قرون
_________
بياتريس إمرأة خُلّد اسمها ليس لجمالها وإنما لطهرها واستقامتها وهالتها المُباركة.
بياتريس هي مصدر إلهام أعظم فنان في تاريخ إيطاليا وهي مخلّصته في الحياة وسبب خلود اسمه في عالم الفن. وهي البئر الذي صب فيها دانتي كل خيالاته وأحلامه ومشاعره وحبه الذي ظلّ عذرياً نبيلاً (بلاطياً) سامياً.
ماتت شابّة وتركت خلفها رجلاً (ليس زوجها) يتعذّب وينظم لذكراها الشعر طوال حياته.
___________
بياتريس ابنة لعائلة نبيلة. التقاها دانتي مرتين فقط وجهاً لوجه. المرة الأولى في عمر التاسعة (تصغره بضعة أشهر) التقاها في عيد اليوم الأول من مايو (عيد الربيع) حين رافق والده إلى بيت أسرتها.
في هذا اللقاء القصير أبهره جمالها وطيبتها وظل على إثره عاشقاً لها طيلة حياته حتى بعد زواجها من رجل آخر و زواجه من امرأة أخرى.
رأى دانتي أن بياتريس هي المنقذ الذي أزال كل النوايا الشريرة عنه وبارك حياته.
ومن الجدير بالذكر أنه قليلاً ما وصفها وصفاً حسياً جسدياً وهو لم يطل حتى لوصف عينيها الزمرديّتين سوى مرة واحدة.
دانتي رآها كقوة خير تدفعه للتصرف بشكل مستقيم واعتبرها منقذته هو حتى لم يشرح أو يذكر سبباً لتعلقه بها كما أنه لم يكن يعرفها عن قرب يكفي للتعمق بشخصها وهذا أثار شكوكاً حول حقيقة وجودها وارتباطها ببياتريس الحقيقية التي عاشت في زمنه.
من غير المعروف تاريخياً السبب الحقيقي لوفاتها في هذا العمر الصغير، والدليل الوحيد على حقيقة وجودها هو وصية الميراث التي تركها والدها "فولكو دي ريكوفيرو" لابنته بياتريس زوجة "سيمون دي باردي."
_______
● بياتريس في أعمال دانتي :
كتب دانتي عنها لأول مرة في عمله : حياة جديدة.
ويسرد في "حياة جديدة" عبر مجموعة من القصائد والسوناتا لقاءهما الأول ومشاعره تجاهها ثم لقاؤهما الثاني وكيف ألقت عليه التحية في الشارع (بعد تسع سنوات من لقائهما الأول) وما انتابه من انفعالات إثر هذه التحية
حيث عاد الى بيته مغموراً بسعادة لا توصف ونام ليحلم بحلم غريب حكاه في قصيدة "حياة جديدة" حيث في الحلم تأكل بياتريس قلبه المُحترق.
