بارت(13)

1.2K 46 3
                                    

بارت(13)

حمزة:طب قول انت عايز ايه
مازن:تتصلوا بيها دلوقتي تخلوها تيجي عالمستشفي...ومحدش يقولها ان حالتي اتحسنت كل اللي هيتقال ان كلام الدكتور صح واني عندي شلل دلوقتي وبعد اذنكوا مش عايز حد ييناقشني وانت يا آسر اتصل بالبوليس عشان انا اللي هسلمها بإيدي
نادية:ياحبيبي وايه لازمته دا... يقبضوا عليها علي طول انت لسة خارج من عمليات وصحتك مش مستحملة
مازن بإرهاق:انا كده هرتاح يا أمي
رغدة بتأييد:انا مع مازن في اللي بيقوله...
سلوي:حسبي الله ونعم الوكيل فيها
هاتفت فريدة ميرنا واخبرتها بضرورة العودة للمستشفي واتجه آسر برفقة مراد لإحضار الشرطة كما طلب منه اخيه

بعد مرور نصف ساعه كانت ميرنا برفقة دعاء التي كانت تقابلها يدخلون إلى المستشفي تحت نظرات ظباط الشرطة المتواجدين ولم يخطر ببال ميرنا او دعاء انهم موجودين من أجلهم بل إن اقصي ما جاء في افكارهم ان وجود الشرطة في المستشفي أمر طبيعي جدا بسبب وجود الحوادث للتحقيق فيها

هبطت فريدة للاسفل برفقة رغدة لتكونا في استقبال ميرنا ودعاء تحسباً لأي محاولة هرب منها ولكي تشعراها ان الامر طبيعي
فريدة وهي تتجه نحوهم:اخيرا جيتي ياميرنا مازن من ساعه ما فاق وهو طالب يشوفك
ميرنا وهي تبتلع ريقها في خوف:ليه ماله
رغدة وهي تمثل القلق:الدكتور قال انه جاله شلل مش هيعرف يمشي تاني
دعاء بصدمه:ايييه
ميرنا:نعممم...وهو عاوزني ليه
فريدة مدعية الغباء:انتي مش مراته ولا ايه
ميرنا بتوتر:ااه ااه انا قصدي يعني مقالش عايزني ف ايه
رغدة ببرود:اطلعي وانتي تعرفي اكيد
فريدة:يلا بينا نطلع
سحبت ميرنا يد دعاء وصعدت بها للأعلى خلف فريدة ورغدة

في داخل غرفة مازن بالمستشفي:
دخلت ميرنا بهدوء:حمدلله عالسلامه
دعاء ببرود:الف سلامه عليك
مازن بتمثيل:انا اتشليت يا ميرنا
ميرنا بدون اي انفعال:طلقني
انفجرت بها رهف:انتي واحده معندكيش دم
ميرنا بسخرية:كفاية انتي عندك
مازن بهدوء:مش هطلقك يا ميرنا
ميرنا بهدوء:هرفع عليك قضية وهكسبها
مازن:خليكي جمبي انتي مراتي
ميرنا:لالالا سيبك من الجو دا...مش ذنبي انك عبيط
نادية بحرقة علي ابنها:انتي ايه؟..شيطانة
مازن:لا انتي مراتي احنا اتجوزنا هناك... امال فين كلامك عن حبك ليا
ميرنا:مازن احنا مش هينفع نكمل...انا مش هكمل مع واحد مشلول
فريدة:انتي مش قولتي بتحبيه
في هذه اللحظة قام مازن وهو يسير علي قدميه بصعوبة وجاء حمزة ليسنده ولكنه رفض حتي اصبح واقفا امامها لا يفصل بينهما سوي سنتيمترات...في نفس اللحظة عُقد لسانها وتوقفت حواسها وكل ما يدور بداخل رأسها(كيف يقف علي قدميه.. ألم يخبرني انه مشلول أم انا فقدت عقلي)
ظل مازن واقفا امامها بقوة رغم ضعف جسده وألم جرحه بسبب العملية ولكنه لن يقبل ان يظهر ضعيفا امام تلك التي خدعته وجاء الوقت المناسب ليعلم حقيقة ما حدث
ميرنا:مازن.. انا
لم تكمل كلامها بسبب سقوط صفعة مدوية علي وجهها من مازن جعلت شفتيها تنزف الدماء.. نظرت له بخوف وصدمه وغضب وهي تحاول ان تظهر اقوي:انا هوديك في ستين داهية انت بتمد ايدك عليا يا حيوان... صفعها القلم الاخر فوقعت علي الأرض وهي تنظر له بكره وغضب
مازن بسخرية:انطقي بكلمه مش عجباني وشوفي اللي هيحصلك يا زبالة
ميرنا:انا همشي
مازن:تؤتؤ.. مش هتمشي من هنا إلا لما اعرف ايه اللي حصل ف امريكا بالظبط
فريدة بتساؤل:يعني ايه
مازن:هنعرف كلنا دلوقتي
ميرنا بتوتر:انت ضحكت عليا وكان لازم تتجوزني
هوي مازن بصفعة جديده علي خديها جعلتها تصرخ ألماً
مازن بهدوء:انا معنديش مانع افضل اضرب فيكي للصبح...وسيبك من حوار كان لازم نتجوز دا لاني مش فاكر اي حاجه اليوم دا
ميرنا ب إرهاق من كثرة الصفعات التي تلقتها:اسأل صحابنا هناك
مازن بحنق:مش هكرر سؤالي تاني.. وصفعها مرة اخري
ميرنا بغضب وحرقة:اه محصلش بيننا حاجه وكل اللي حصل دا انا خططله انا وهناك وهما ساعدوني عشان الفلوس..انت كنت عاجبني ف الاول لكن لما حكتلي علي البنت اللي بتحبها عرفت انك مش هتبصلي وانا استحالة اضيع كل دا من ايدي...بس انت طلعت غبي ومتخلف وقدرت اضحك عليك.. انت ملمستنيش اصلا يا مازن...انت كنت مجرد طُعم مش اكتر...انا عرفت كل حاجه عن عيلتك وكنت فاكرة اني هقدر املك كل حاجه بس للاسف طلعت انت اضعف طرف في عيلتك مش هعرف اخد منك حاجه

كان الجميع ينظر لها بصدمه واكثرهم صدمه كان مازن ولا يتردد في عقله سوي..ليه؟!.اتخدع كده؟!اقع في لعبة حقيرة من واحده احقر!! انا خسرت كل حاجه خسرت رهف بسبب غلطة معملتهاش.. بسبب وهم عيشتني فيه واحده رخيصة..ثم ابتسم:بس انا لسة نضيف انا معصتش ربنا.. ثم هبطت دمعه من عيونه وهو ينظر لابيه كأنه يقول له:لم أكن انا يا ابي ذلك الابن الذي يعصي ربه ويرتكب ذنب كبير كالزنا.. مازال قلبي طاهر مازالت بكامل عفتي
علي قدر حزنه علي نفسه وعلي ما حدث له.. إلا انه شعر براحه نفسية كبيرة وعزم في نفسه ان يتقرب اكثر من الله وألا يفعل اي شيء يغضبه وعزم ايضاً علي عدم خسارة رهف مرة اخري

قطع حديثه مع نفسه دخول الشرطة للغرفة بصحبه مراد والقبض علي ميرنا ودعاء وسط دهشة الاثنين لكن مازن ابتسم بصعوبة بسبب ألم جرحه قائلا:كنتي عايز تحسري قلبي علي اكتر واحده حبيتها...ووصل بيكي الجبروت للقتل
دعاء بخضة:انا ماليش دعوة
الظابط بصرامه:خدهم يا عسكري...نبقي نشوف شغلنا في القسم
ثم توجه بكلامه لمراد واسر:انا عاوز الشاهد اللي حضراتكوا قولتوا عليه يكون موجود بكرة الساعه ١٠ ف مكتبي
مراد:حاضر
سقط مازن بتعب علي سريره وهتفت والدته:حد ينادي الدكتور
هرول حمزة ينادي الطبيب.. أمر الطبيب بخروج الجميع من الغرفة واطمئن علي جرح مازن واعطاه مهدئ لينام قليلا نظرا لما بذله من مجهود
عادت العائلة للمنزل بعد تلك الليلة السوداء تاركين بالمشفي مصطفي وحسن ونادية علي ان يذهبوا صباحا للاطمئنان علي مازن مرة اخري...ابدلت الفتيات ثيابهن وكذلك باقي افراد العائلة وتمدد كل منهم علي سريره منهم من نام من فرط الإرهاق ومنهم من أخذه التفكير لعالم اخر.. ومنهم من يبكي...ومنهم من ينام براحه بعد ان اطمئن علي احد افراد عائلته...

في غرفة رهف:

تمددت علي سريرها ودموعها تتساقط علي وجهها ودار بينها وبين نفسها حديث كالعادة..تلوم نفسها علي عدم وقوفها بجانبه.. اغمضت عينيها وهي تتذكر صوته وهو يصرخ بإسمها ويهرول محتضنها بخوف ليستقبل ضهره تلك الرصاصة الغادرة..اخذت تبكي عندما شعرت انها كان من الممكن ان تفقده...كان قلبها يتألم وهي تتذكر سقوطه بين يديها بضعف كالطفل الصغير.. تذكرت كلماته الاخيرة قبل ان يغلق عيناه وهو يعترف لها بحبه...ضحكت لسخرية القدر فتلك الكلمه"بحبك" استمعت لها كثيرا من بين شفتيه ولكن عندما قالها وهو بين الحياة والموت لم تستشعر معناها لم تشعر سوي بالألم والخوف.. الخوف من فقدانه..رنت في اذنيها باقي كلماته التي كان يطلب فيها السماح..اجابت وكأنها تحدثه:بتطلب مني اسامحك يا مازن؟! اسامح اكتر قلب حبيته في الدنيا..انا عمري ما عرفت اشيل منك عشان اسامحك.. حتي في الوقت اللي حسيت اني مكسورة فيه مقدرتش اشيل منك او اكرهك.. حتي لما حاولت انساك...مقدرتش..كل لحظة بيننا كانت بتعدي قدام عينيا..كل موقف وكل فرحة عيشناها سوا من واحنا صغيرين...كل حنية شوفتها منك...انا مش وحشة عشان انسي كل حاجه عملتها عشاني مهما كان غلطك كبير..لأني بحبك...بحبك اكتر من روحي..
انا مش عايزة اخسرك تاني...مش عايزة اعيش الاحساس اللي عيشته طول الفترة اللي فاتت تاني.. مش عايزة ابقي خايفة..انا نفسي اقولك طمني..بس مش هقدر..
ثم أتت لرأسها فكرة جعلت قلبها يعتصر ألماً:انت ليه مقولتليش؟ليه معرفتنيش الحقيقة..دا حقي يامازن..انا كنت مستنية منك مبرر واحد كنت مستنية منك كلمه واحده تخفف عني.. وانت مفكرتش تقولي
انت اتظلمت غصب عنك.. بس ظلمتني بمزاجك.
وظلت هكذا في افكارها حتي غلبها النوم

في غرفة فريدة:
كانت تفكر في حديثها مع أسر في المشفي قبل العودة للمنزل مباشرة

فلاش باك*
اسر:فريدة
فريدة(داخل نفسها):ياختااااااي...قال هنساه قال دا عليه واحده فريدة بتخليني هيغمي عليا
اسر باستغراب:فريييدة بكلمك
فريدة بارتباك وقد عادت من شرودها:نعم
اسر:بكرة الساعه تسعه ٩ تبقي جاهزة عشان هعدي عليكي عشان تقولي شهادتك في القسم
فريدة وهي تصتنع القوة:لا حمزة هيوديني
اسر بسخرية:حمزة مش فاضي عنده اجتماع مهم..وانا استأذنت عمي
فريدة:طيب
اسر بخبث:وكمان عشان عايزك في موضوع
ادركت فريدة انه يريد استكمال كلامه الذي بدأه عندما كانت تخبره بما استمعت له من ميرنا ودعاء.. ولكنها ادعت الغباء
فريدة:موضوع ايه
اسر:بكرة
فريدة باستسلام:ماشي

عادت فريدة إلي ارض الواقع وهي تفكر ماذا سيخبرها ولكنها خافت ان تعلق أملها علي شئ فتتفاجئ بعكسه كعادتها..فطردت تلك الافكار من رأسها واغمضت عينيها وهي تستسلم للنوم ولسانها لا يتوقف عن الدعاء بأن يضع الله حبها بقلب آسر كما تعودت منذ صغرها

وانتهي اليوم مع سقوط ابطالنا كلا منهم في حلمه الخاص ليستعدوا ليوم جديد مليئ بالاحداث غدا

رواية"عائلة الخياط" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن