الفصل 12

19.5K 640 227
                                    

بـعـد مـرور ثـلاثـة ايــام ،،،

وقفت شاردة بالقرب من النافذة وهي تنظر نحو السماء وتعقد ذراعيها وعقلها غارق في التفكير

لم تكن تفكر بعائلتها ولا بشريف ولا حتى بنفسها.. كانت تفكر به هو فقط

لا تعلم لِمَ يشغل هذا الحيز الكبير من تفكيرها؟! .. لَما كانت انزعجت إن كانت تفكر بمشكلته أو جريمته ولكن ما يُزعجها انها حتى لا تفكر في هذا .. بل تتذكر فقط تلك اللحظات المميزة .. تتذكر كلماته التي قالها وتلك التلميحات التي فهمتها جيداً .. هي على دراية بأنه منجذب إليها وانه يحاول اخبارها بذلك ولكنها تتعمد إظهار عدم فهمها حتى توقفه عن التحدث.. تجاهد دائماً حتى تمنعه من قول ذلك وتحاول ألا تمهد له الطريق.. لا تعلم ماذا ستفعل إن قالها وماذا سيكون موقفها.. لا توّد أن يضعها في هذا الموقف

من جهة أخرى لا تستطيع ان تفهم شعورها نحوه!

لقد تحول الأمر برمته من شئ لشئ اخر مختلف تماماً .. بداية شعرت بالكره تجاهه والخوف منه .. تحوّل الأمر إلى الهدوء تدريجياً والتقبل نوعاً ما .. ثم تحول إلى الاطمئنان نحوه .. مواقفه معها وقلقه عليها وعدم إيذائها وصدقه معها وتنفيذه لوعوده جعله يكتسب ثقتها .. أصبحت تثق به وكل يوم يمر عليها معه وهي تراه لا يخذلها بأي شكل من الاشكال تزداد ثقتها به أكثر .. والأن اصبح الوضع غريب!!

هناك ارتياح غير طبيعي .. تشعر بأنها شخص مختلف معه تماماً .. هذه ليست هي .. ليست هي التي تضع رأسها على كتف رجل لم يكتمل شهراً على معرفتها به وتبكي امامه بتلك الحرقة وتفتح له قلبها وتخبره بألامها .. ليست هي نور بالتأكيد التي تستطيع ان تنام بأرتياح الى جانب رجل غريب في مكان واحد .. تشعر بأنه قريب منها إلى حد كبير

تشعر برغبة قوية في تحريره من تلك الأغلال .. توّد إثبات برائته بأي ثمن كان .. تهتم لأمره كثيراً رغم أنها لا تريد مفارقته ومغادرة هذا المكان الذي اصبح مميزاً بالنسبة لها إلا أنها تريد إزالة ذلك العبئ من على كاهليه

لقد مر ثلاثة أيام في خلالهما شعرت بأنه يتجاهلها إلى حد ما .. ليس بشكل كبير ولكنه ملحوظ فهو لم يكن كذلك .. حتى لا يمكنها تفسير لما تشعر بالالم لانه توقف عن قول إطرائاته وكلماته الدافئة والمرحة إليها .. لا تعلم لما تفتقد مزاحه ..

لم يتوقف عن أهتمامه بها ولا عن كونه يعاملها كالأميرة ولكن هناك شيئاً ما تفتقده وتدرك جيداً ان ذلك حدث منذ ان اخبرته انهما اصدقاء.. تعلم انها تزعجه حين تقول هذا ولكنها غير قادرة على اعتباره اكثر من ذلك

تشعر بالاختناق وتوّد أن تبكي فهي حقاً لا تفهم نفسها.. هي فقط تجاهد لتتخلص من تلك المشاعر ولكنها تسيطر عليها بقوة

شهقت بخفة عندما شعرت بيده على كتفها فجذب يده وسألها بهدوء :
ـ خضيتك!!

التفتت إليه وقالت بأرتباك :
ـ آآ.. لا ده اناا..

أسيرتـي | غرام الفارسWhere stories live. Discover now