لماذا الغيبة أو ما الحكمة منها! ما الفائدة من الإمام الحجة إن كان غائباً ؟!

258 22 4
                                    

والمَسلَكَ إلى رِضوانِك..:

لماذا الغيبة أو ما الحكمة منها!
ما الفائدة من الإمام الحجة إن كان غائباً ؟!
أو ما الفائدة من إمام غائب؟!

إن الحكمة من الغيبة كما هو ظاهر لكثير من العلماء والباحثين، هي حجب الإمام عن أعين السوء والشر من الحكومات الطاغية والظالمة التي قامت بقتل الأئمة الذين قبله إما بالسيف أو بدس السم إليهم..
وهكذا تجدون إنه لا طريقة لحفظ الإمام إلا أن يغيبه الله عن الأنظار والاحتفاظ به ليكون القائد الإسلامي المنتصر والمؤسس لدولة العدل الإلهي المرتقبة..

ويكفي في الغيبة فائدة أيضاً هي أن تكون امتحاناً إلهياً لإخلاص الناس وتجربة مقدار إيمانهم بعقيدتهم واطمئنانهم بالدين وتعاليمه..

لأن الله لابد أن يميز الخبيث من الطيب والمخلص من المشكك..

فالله عز وجل من انزل على البشر ديناً يهديهم به وقانوناً ينظم شؤونهم على ضوئهِ ، وأقام عليهم الحجة فهو لم يدعهم هملا.. يعتنقونه إن شاؤوا ويرفضونه إن أرادوا ويهملون واجباته وتعاليمه إن رغبوا..!

وإنما أراد ايضاح الفاسد من المؤمن والصالح من الطالح، فوضع البشر حيال حوادث معينة تتصف بصبغة خاصة يحتاج التصديق بها إلى إيمان قوي وعقيدة راسخة كما حدث في قضية النبي نوح (ع)..

حينما أمره الله أن يبني تلك السفينة التي استغرق بناؤها سنوات عديدة يشاهدونه عاكفاً على بناء سفينته ولم يصدق بوعده سوى ثلة قليلة من المؤمنين نتيجة عقيدتهم القوية بصدق دعوة نبيهم ..

تلك العقيدة هي التي يريدها الله لعباده وهي الي يستحق حاملها الجزاء بأوفر الثواب والفوز برضا الله جل وعلا..

إذن نعرف من هذا إن غيبة الإمام المهدي هي امتحان للقلوب المؤمنة وفضح للنيات السيئة وهي امتحان إلهي رهيب!

وبهذا يقول الإمام الحسين " إن الإمام المهدي لا يظهر إلا بعد غيبة وحيرة لا يثبت فيها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين أخذ الله ميثاقهم ولايتنا وكتب في قلوبهم الإيمان وأيدهُم بروح منه".

وأما السؤال الثاني فجوابه هو الإمام المهدي بنفسه يجيب، بقوله:
"وإني أمانٌ لأهل الأرض كما إن النجوم أمان لأهل السماء". 🌱

الإمام المهدي امان النا.. ولولاه لساخت بنا الأرض..
ومن هذا المعنى ورد حديث للإمام الصادق عليه السلام قال ( لو خلت الأرض طرفة عين من حجة لساخت بأهلها).

ويكفي بفائدة امامنا الغائب إنه سند لقلوب المؤمنين وركيزة لإيمانهم ..

وبرسالته المشهورة للشيخ المفيد يقول "إنا نحيط علماً بأنبائكم ولا يُعزب عنا شيء من اخباركم ومعرفتنا بالذُل الذي أصابكم".

وبنفس الرسالة يقول " إنا غير مُهملين لمُراعاتكم ولا ناسين لذكركم".

التثقـيـف آلَمــهّدٍوٌيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن