13

1.2K 93 11
                                    


كان جونغكوك في الأستوديو طوال اليوم؛ كان عليه إنتاج ألبومٍ كامل مع مجموع 10 أغانٍ عند نهاية الصيف.

كان على جونغكوك.

تنهد الفتى الغُرابي بتعب؛ إن إستمر بالعمل على هذا الوتر فلن يستطيع إنهاء هذا الألبوم بأي وقتٍ قريب.

نامجون؛ معلّم جونغكوك، الذي كان بالسنة الأخيرة قد أراه في بداية الفصل كيفية عمل جميع المُعدّات. كان يأتي أحياناً للإطمئنان على جونغكوك ورؤية كيف يُبلي أو إن كان يحتاج للمُساعدة بأي شيء. هو شخصٌ لطيف ولكنهما لم يكونا مُقرّبين خارج الجامعة.

اليوم جونغكوك كان وحيداً؛ جلس على الأريكة سوداء اللّون، كِلتا يديهُ تحتِضن وجهه. الأضواء الخافِتة حوله تتغيّر ألوانها برِقة، كانت تُضيئ بكُل لونٍ لقوسِ المطر. من الأبيضِ وحتّى الأخضر والعكس. ولم يكُن هناك أي مصدرٍ آخر للضوء في الغُرفة.

لقد كان الفتى الغُرابي مُحبطاً؛ لقد كان محروماً من النوم وجائعاً أيضاً.

قام بتقليب صفحات دفترِه الأسود، حاجباهُ معقودان بإنزعاج ليرميها بعيداً فقط ليُمسكها مُجدداً، يرميها على الحائِط الأسمنتيّ هذه المرة ويسقُط بجسدِه للخلف على الأريكة.
إسترخى على ظهرِه، كِلا ساقيّه تتعلّق على مسند الأريكة، إحدى ذراعيّه على معدته بينما الأخرى تتعلّق في الهواء بخفّة بجانب حافّة الأريكة. لم يكُن هناك أي جدوىً من المحاولة، فرأسُه مليئٌ بغيومٍ وصورٍ من اللّيلة السابقة.

قام برزم أغراضِه في حقيبة ظهرِه السوداء وإغلاق الأستوديو عند مُنتصف اللّيل. بدأت تُمطِر مُجدداً فور خروج جونغكوك من المبنى. نظر لأعلى إلى السماء، هو حقّاً أراد البُكاء لسببٍ ما.

لَم يكُن هُناك أي أشخاصٍ في الجوار لذا نزع حقيبتهُ مُجدداً وقام برميها جانباً. سقط على رُكبتيّه قبل أن يستلقي بظهرِه على الرصيف المُبلل. هو لَم يُحضِر سُترته، قميصُه والجينز إمتلئا تماماً بالمياه في غضون ثوانٍ فحسب.

أغلق عينيّه وفكّر مليّاً إن كان يجدُر به إخراجُ غضبِه والصُراخ عندما سمع صوت حذاءٍ يخدِش الإسمنت الرطب بجانبِه. على الأرجح يجدُر بجونغكوك أن يكون خائِفاً الآن ولكِنه كان مُتعباً للغاية ليهتمّ حتّى. بينما أدار وجههُ شخصٌ ما كان يستلقي بجانبِه بالفِعل.

كان تايهيونغ قد نسى مِظلّته في الجامِعة لذا هو عاد لإحضارها عندما رأى الأصغر يستلقي أسفل زخّاتِ المطر. الآن قام بوضعها قُرب حقيبة ظهرِ جونغكوك وإستلقى بقُرب جسدِه.

الوجه ناحية السماء. الأعيُن مُغلقة. ملابِس وشعر مُبلل. هكذا إستقلى الفتيان هُناك لبعض الوقت كِلاهُما لَم ينبِس بكلمة. فقط صوت قطرات المكر الثقيلة تضرِب الرّصيف الرماديّ.

"أنا آسِف."

لَم يكُن على تايهيونغ قول المزيد ليفهم جونغكوك. هو كان يعتذِر لجعل الآخر يشعُر بعدم الإرتياح ولو قليلاً. لجعل ليلة الأفلام خاصتهما مُحرجة. لعدم مُراسلتِه بعدها.

"لا بأس."

عنى جونغكوك ذلِك، هو مُعجبٌ بالفتى الآخر أكثر عن اللّزوم قليلاً لحمل ضغينة.

كان غير مُتأكداً إن كان بإمكانِه طرح السؤال الذي لَم يكُن ليترُك ذهنه طوال اليوم. ولكِن لسانه كان أسرع من رأسِه.

"أنت تُفضّل بالفتيان؟"

نظر جونغكوك إلى الفتى الاكبر الذي أومئ بتردد. قام بأخذ نفسٍ عميق قبل أن يقوم بوضع يدِه داخِل خاصّة تايهيونغ ثُم الضغط عليها بخفة.

"لا بأس بهذا أيضاً."

أحلام من الحليـب والعسـل • تايكوك           (مترجمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن