في أول يوم عملٍ في العام الجديد، حدّق جونغكوك نحو كل زينة الكريسماس تِلك. الكثير من اللّون الأخضر ونبات الدبق فوق البيانو. شعر بالحُزن قليلاً لتوضيب تلك الأضواء الخافتة، فقد كان التلألئ يُذكّره بالنجوم.
هو لم يرى تايهيونغ منذُ الحفلة، وأيضاً لم يتم تبادل أي رسائلٍ بينهُما. لم يستطع جونغكوك جعل نفسه يكتُب واحدة، كل مرةٍ حاول فيها بدى وكأن الكلمات كانت خاطئة ليقوم بمسحها بسُرعةٍ مُجدداً.
هل عُدت إلى المنزل أمِناً؟
كيف كانت السنة الجديدة لك حتّى الآن؟
لقد إستمتعتُ كثيراً في الحفلة.
لا؛ نفى جونغكوك برأسِه، ليس هناك كلمات جيدة كفاية. كان يأمُل رؤية تايهيونغ مُجدداً في المقهى، فقد أحبّ وحود أحدهم لصُحبته في ذلك الوقت المُتأخّر من المساء.
لذا قام بالجلوس على الأريكة القديمة بلون الشوكولا، يداهُ تحتضن بعضها في حضنه، وإنتظر.
لقد تذكر ليلة الحفلة، وكيف كان مظهر تايهيونغ سارقاً للأنفاس. القميص الفاتح والوشاح المتلألئ حول عنقه، الأزهار الجميلة والاحجار حول أصابعه. إبتسامته الصندوقية وذراعُه حول كتفيّ جونغكوك. رائحتُه، الحليب والعسَل.
لقد إنتظر الفتى لمُدة أسبوعيّن، كل يومٍ كان يجلس مُحدّقاً عبر النافذة آملاًزفي رؤية الفتى الأكبر.
لمَ آمل رؤيته لهذه الدرجة؟ أنا بالكاد اعرِفُه.
كان المطر قد غسل رقائق الثلج بعيداً، كل مظهرٍ من الشتاء كان قد إختفى، لم يتبقّى أي شيءٍ من وقت الكريسماس.
أحبّ جونغكوك المطر، ولطالما فعل؛ كان هُناك شيءٍ مريح للغاية في صوت القطرات التي تضرب نوافذ المقهى.
في الوقت الذي كان جونغكوك ينتظر تايهيونغ، دخلت فتاة كانت تأتي إلى هُناك كثيراً، دائماً تطلُب كأساً متوسّط الحجم من الشوكولا الساخنة وجلست في ذات البُقعة التي إعتاد حجزها تايهيونغ. كان لديها شعر اسود طويل، أعيُن بُنيّة، كانت جميلةً للغاية ولكن لازالت رؤية شخصٍ آخر يأخُذ البُقعة التي ٱعتاد أخذها الفتى الأكبر أمراً غريباً للغاية.
اليوم كانت تُمطِر مُجدداً، وجونغكوك كان وحيداً في المقهى. لا احد من الطُلاب أراد أن يمُر عبر هذا البرد والبلل ليدرُس أو يحصُل على كوبٍ من القهوة.
كان فتى القهوة يتسلّى بهاتفه خلف المنضدة عندما سمِع صوت الجرس؛ كان يتوقّع أن يرى ذات الفتاة لتطلُب الشوكولا الساخنة مَجدداً ولكنّه تجمّد في مكانه عندما رأى من كان ذلك الشخص.
معطِفٌ طويل بلون البيج يُطابِق الحقيبة؛ كان قد صبغ شعرِه بلونٍ بُنّي كالشوكولا القاتمة، حتّى إنّه إزداد كولاً قليلاً، بضع خصلاتٍ مُبللة تتعلّق فوق عينيّه، ملتوية قليلاً عند نهايتها. ذات العيون بلون الكراميل، البشرة العسلية، لقد كان هو بالتأكيد.
"مرحباً."
"أهلاً"
بدا مخطوف الأنفاس قليلاً وهو يقتحم المقهى.
"كوب كبير من الحليب والشاي وآخر صغير من حليب الموز رجاءً."
أنت تقرأ
أحلام من الحليـب والعسـل • تايكوك (مترجمة)
Randomجونغكوك مُتعب؛ العمل في المقهى بعد صفوف الموسيقى خاصّتِه كان كثيراً للغاية. من يشرب القهوة بعد الساعة الثامنة مساءً على أي حال؟ توب: تاي. بوتوم:كوك. القصّة تبدأ بالفصل الشتوي ولكن ستستمر مع الثنائي خلال باقي الفصول، لذا يمكن قرائتها بأي فصل. (رواية...