الفصل الثاني عشر ~عناقُ قلوب ~

115 13 2
                                    

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم❤
لطفاً🌟⭐
.
.
.
.
.

فصول الحياة واحدة من أعظم ما قَدر الله ، كفصول السنة تتغير وتتبدل كل مدة .كل فصل فيها يختلف عن الذي قبله ولا يشبهه البتة ، فهل تتشابه أوراق الربيع بجفاف الخريف ؟!

وهكذا قلبه بعد أن كان عامراً بأزهارها قحُطَ فاصفرَ ببُعدها ، كيانه رحلت وتركته ممسكاً ببقاياها ، لم تأخذ شيئاً حملت الحقيبة التي جاءت بها وذهبت  ، تركته ينزف دون ان تكترث ، كان عليه أن يعاقب قلبه منذ البداية لاقترافه هكذا خطية بحبها ولكنه لم يفعل لتقتلعه وهي ترحل معتقلة إياه.

ماذا سيقول لن ينفع الندم ، مهما فعل سيبقى آثماً سواء بحبها أو بمقتها قلبه آثمٌ لها ، فإذا أحبها كان آثماً بذلك وإذا كرهها كان آثماً لعدم وقوعه بحبها وبذلك سيكون قد ظلم قلبه !
لم يعد بإمكانه سوى تقديم التعازي لقلبه يواسيه بما تبقى منها عله ينسى ذِكراها ، ولكن كيف سيفعل ومئزرها أصبح لحافه ووسادتها عزَّاء هو لا ينفك يَشتم رائحة عبيرها الذي يتربع فوق كل ركن من أركان قلبه ، لا يغمض عينيه إلا ويلمح طيفها الباسم عينيها المعسولة وشفاهها المتوردة ، هو موقنٌ بحبه لها وبدأ يفكر جدياً بمعاودة اختطافها!
سيفعل قريباً ولن يلومه أحد على ذلك فما ذنب عاشقٍ ولهان أمام محكمة العقل البائس؟

منذ أن خرج تاركاً إياها طلب من كرم تسليمها لهشام أراد ان يبتعد كيلا يفقد صوابه أمامهم إعتزل العالم يومين ثم عاد للمنزل ، ليته منعها ليته أخبرها بحبه وسحقاً لكبريائه كرجل كان سيجبرها على البقاء حتى وإن لم ترد كان سيُخضعها لأمره ولكن...! قلبه يمنعه من إيذائها فلا يريد جرحها أكثر مما قد فعل.

إتصل به هشام مرات عديدة ولكنه لم يرغب بسماع صوته ، أحيانا يشعر بعجزه وضعفه بسبب هروبه كلما شعر بالضيق  وهذه كلها أعراض حمى القلب علاجها قبلتين مسكنتان لآلآم قلبه المخنوق ، فمنذ متى وكريم يهرب منذ متى ويحزن على امرأة منذ ومتى وتغريه أنثى....

نعم هي أنثاه الفريدة الوحيدة القادرة على زعزعت أركان قلبه بحضورها ، هذا جزاء زعزعته مجالس الرجال أنثى تقلب الطاولة فوق رأسه ، كان مقتنع بأن من يَقهر سيُقهر يوماً ما وها قد جاء من يَقهره .

أرسل له هشام رسالة يخبره بها بأن لا يستسلم إن كان يحبها ويسعى ليحل هذه الملحمة وسيصبح كل شيء بخير ولكنه يحتاج "وقتاً "
الأمر يحتاج قرناً وليس وقتاً فمضى عشرة أيام شعر بأنهن دهراً إذا مضى أكثر من ذلك سيموت كاتماً آهه.

طُرق باب جناحه إنتصب ليفتحه فرأى مالكة ربع قلبه فثلاث أرباع مكنونة باسم كيانه والآخير لوالدته ، تمتم وهو يدلف
_تفضلي أمي.

دلفت هي الأخرى ثم جلست جواره على الأريكة ، شاشة التلفاز تعرض مباراة كرة قدم ولكنها متأكدة بأنه لا يعرف كِلا الفريقين فهدوء ملامحه لا يوحي سوى بمدى غرقه الفكري أي أنها مجرد تمويه ، غمغمت بحنو
_كريم ! ، ما بك بُني أشعر بأنك لست على ما يرام ، تجالسنا وتأكل معنا ولكن عقلك في مكان آخر أم أقول قلبك ؟!

{ كــيــانٌ شــرقـي }Where stories live. Discover now