Dating| 03

1.6K 152 82
                                    

صُليَ صَدري بَهرًا لصهدِ ما غشيَ جَفنيه، هُو الَّذي لطالَما أمطَرني بوابلٍ مِن الوَيل، ما عهِدتُه سخيَّا بالغَزل هكَذا ولوما جَلجل

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

صُليَ صَدري بَهرًا لصهدِ ما غشيَ جَفنيه، هُو الَّذي لطالَما أمطَرني بوابلٍ مِن الوَيل، ما عهِدتُه سخيَّا بالغَزل هكَذا ولوما جَلجل.

اختَنقتُ بأنفاسي، وما تطوَّع ليُعرِّي المَوقِف مِن اللُّبس، ويسعِفني قبلَ أن يُرديني التَّصديق، خشيتُ أن أستَجيبَ له سواءٌ بالرَّفض أو القُبول، فأُفاجَأ بأنَّه محضُ مقلبٍ مِنه، ليسَ رجلًا قد يذرُّ كلِماتِهُ عبثًا، لكنَّ اللُّبسَ المُحيطَ بِه يُلغِي كُلَّ ما عرفته عَنه طوالَ العامَين المُنصرِمين، ما تفوَّه بِه غيرُ متوقَّع مِثله.

أدنتُه بالافتِراء لوهلة، وحفَرت نَظراتِي مُقلتيه بحثًا عَن اليَقين. ظلَّ شامِخًا كالجُلمود صابِرًا عَلى عواصِف الانتِظار بِلا أن يرِفَّ له هَدب ضيق. صمتُ ملامِحه أضنَى مِن صمتِ شَفتيه، لطالَما رسَم الخُبثَ كُلَّما عبثَ مَعي، ولو دلَّ ذلِك عَلى شيءٍ فهُو جِديَّتُه في عرضِه، قرَّرتُ الإيمان بِما سمِعتُه، حيثُ مسَحتُ الغَباءَ عَن مُحيَّاي، وشَرعتُ في التَّفاوُض مَعه بواقِعيَّة، العَلاقات أشبَه بصفقَات، فيها الرِّبح وفيها الخَسارة.

-هل سأحصُل عَلى هدايا باهظة في اليوم 100 لمواعَدتنا، وعيد الحبّ، كذَا عيد ميلادي؟

تضعضعَ سُكونُ وَجهه وتصدَّع جبينُه استِغرابًا، هُو يعلَم أنِّي لا أحبُّ سلوكَه الوَقح في مُعامَلتي، ونهشِه مِن علاماتِي، لو وافَقتُ عَلى مواعدتِه دونَ اكتِساء المُبرِّرات، سأبدو مُنافقَة. اختَلست النَّظر إلى المِروحيَّة الفاخِرة ثُمَّ قُلت:

-سيَّارة تَفي بالغَرض، لن أمانِع لو ابتَعت لي شقَّة فأنا أهوى التَّرف.

ربَّما بالغتُ قليلًا في شرحِ موقِفي، لكنَّ وجهة نظري قَد صبته دونَ تحريف. ارتَقى نصفُ هلالٍ حافَّة فمه، وعلى هيكلِ المِروحيَّة استَند.

-استأجرَت العديدُ مِن النِّساء حجراتٍ مِن وَقتي طمعًا في جاهِي، لكن لَم يسبِق لإحداهنَّ وأن جاهَرت بحَقيقة ما دفعَها إلى مُواعَدتي.

-أنت لَم تقَع في حبِّ جمالِي الدَّاخِليّ طبعًا، ما غُصتَ في شَخصي سلفًا، لولا وَجهي وقَوامِي لما نظَرت إليّ، ولا يسعُني رفضُك لأنَّ المَظاهِر صادِقة مهما كذَبت.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 30, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Manners| آدابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن