اقتباس ٤

6.1K 62 26
                                    

التفتت بكل لهفة تستقبل التسامُح الذي توسلته إياه دون كلمات منطوقة، عادت إلى الموضع الذي كانت تقف به منذ ثوان فعاد أيضًا ببطء ليقف أمامها بينما قالت بكل تهذيب رغم غيظها المكبوت:
_نعم (     )؟
حدَّق في عينيها لثوانِ في صمت يراجع خلالها قراره المتهور..
وما أشد غرابة هذه الهُوَّة!
وكأنه يتعرض الآن لشيء خارج إدراكه، خارج إرادته، وخارج.. حساباته!
هي ليست جذابة فحسب، بل هي.. ساحرة!
يكاد يسمع ذلك الصوت؛
تَشَقُق..!
بداخله الآن شيء يتشقق؛
ينقسم إلى نصفين؛
يَتَكسر..؛
تنبلج من أسفله حمم؛
يذوب..؛
تمتزج دقاته معًا؛
يــثور.. ويدور.. ويندلع؛
وســينصهر!
هناك قشرة تنصهر، وهو _على غير عادته_ يستسلم للخطر!
وازدرد لُعابًا حارقًا ليسألها بكلمات هادئة مناقضه لكل ما يعتمل بصدره الذي استيقظ بعد سبات طال كثيرًا:
_هل أنتِ على استعداد للقيام بأي شيء أطلبه منك؟
والحماس في صوتها لم تعُد تنجح في مُداراتِه وهي تسارع قائلة:
_أي شيء، طالما لن تتسبب بالفضائح لعائلتي!
وأضافت بنبرة واعدة، صادقة:
_أستطيع أن أقنع (   ) بإعادة الملف والاعتذار منك، أستطيع أن أعلم منه ما هي الجهة التي يعمل لديها وطلبت منه أن....
وقبل أن تسترسل في كلام لا يهتم به بالفعل قاطعها بكل جدية:
_إذن.. تزوجيني!

وأذاب الندى صقيع أوتاري   (مُكتملة)Where stories live. Discover now